"العربي الجديد" من داخل الموصل... رائحة الموت والقهر (صور)

12 يناير 2017
محاولات الهروب لا تتوقف رغم الخطر (العربي الجديد)
+ الخط -


الفرار من الموت. عنوان يختصر ما يعيشه سكان الموصل، فالخروج إلى الشوارع مشياً أو ركضاً للتخلص من حمم الطائرات، وقذائف المدافع هو الشغل الشاغل للجميع، لكن من يسقط بالشارع لن يجد أحداً يعاونه، فالجميع  على عجلةٍ من أمرهم للهرب.

نحو 10 آلاف قتيل وجريح من سكان الموصل؛ غالبيتهم نساء وأطفال. أرقام حصل عليها "العربي الجديد" من مصادر طبية داخل المدينة. في حين ترفض الحكومة العراقية والتحالف الدولي الداعم لحملتها لتحرير الموصل الاعتراف بها.

ووفقا لمصادر محلية ومنظمات حقوقية في محافظة نينوى ومدينة أربيل، فإن القوات العراقية لم تفتح أي ممرات آمنة، وتركت السكان يختارون طرقا خطرة بعضها يقع في مناطق ألغام ويحيط بها قناصة، ما تسبب في مقتل العشرات منهم خلال رحلة الفرار من القتل.

رائحة الجثث المتفحمة والدخان المتصاعد من المنازل، بالأحرى ما تبقى من المنازل، في الأحياء الشرقية للموصل تكاد تكون السمة الأبرز للمدينة.

يهرب السكان بكل الطرق المتاحة، مشياً أو ركضاً أو حتى زحفاً، الهدف الوحيد هو الخروج من مناطق القتال، بينما فريق صغير من شباب الموصل، لا يتجاوز عدده 20 شابا، يتولى دفن الجثث التي يجدها تحت الأنقاض أو في الحدائق أو على أرصفة الشوارع.

يقول المتحدث باسم منظمة السلام العراقية، ناصر علاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "المعركة تتغذى على جثث المدنيين"، مبّيناً أن "طرفي الصراع  غير مباليين بالمدنيين. ضباط الجيش يأكلون ويضحكون، وبجوارهم جثث أطفال، وعندما سألناهم كان الجواب: جاء يومهم وماتوا إيش نعمل لهم".

ورصد "العربي الجديد" مشاهد من داخل الموصل اليوم الخميس، تبرز حالة الدمار والبؤس الذي تعانيه المدينة على مدار العامين الأخيرين.