عُمرة غزة رهن فتح معبر رفح

10 يناير 2017
أملهم في أداء مناسك العمرة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يترقب الغزّي خالد فهمي، بلهفةٍ، الأخبار المتفائلة التي تتعلق بنية السلطات المصرية فتح معبر رفح البري بشكل أفضل، بعدما بات المعبر المغلق هاجسًا يُؤرق آلاف المعتمرين الغزّيين، في الوقت الذي يريد فيه الفلسطيني نيل فرصته في أداء مناسك العمرة، للمرة الأولى في حياته.

ولم يتخيل الفلسطينيون أن يكون حلمهم بالعمرة مُقلقًا إلى ذلك الحد، بعدما كان خبر إفشال ثلاثة مواسم سابقة لمعتمري غزة بفعل السلطات المصرية، ورفض الأخيرة منح وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وشركات الحج والعمرة العاملة في القطاع، الموافقة الرسمية على خروجهم، كافيًا على خوفهم من معاناة جديدة.

ويوضح فهمي، لـ"العربي الجديد"، أنه سجل في موسم العمرة، مطلع شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي، لأداء مناسك العمرة للمرة الأولى، في انتظار أن تسمح السلطات المصرية له ولغيره من المعتمرين بالسفر هذه المرة، آملاً في عدم إفشالها كما حدث في السنوات الثلاث السابقة.

من جانبه، يصف رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة، عوض أبو مذكور، الترتيبات لموسم العمرة لهذا العام بـ"المبشرة"، في إشارة إلى وجود موافقة من الجهات المصرية على السماح بمغادرة المعتمرين للموسم الجديد، في ظل التسهيلات التي تتبعها السلطات المصرية تجاه القطاع في الفترة الأخيرة".

ويضيف أبو مذكور، لـ"العربي الجديد"، أن الاتصالات جارية مع الجهات ذات العلاقة، خاصة السلطة الفلسطينية ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، من أجل العمل على إنجاح موسم العمرة للفلسطينيين في قطاع غزة، هذا العام، مع وجود مؤشرات إيجابية على صعيد الاتصالات بهذا الصدد.



ويناشد رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة عبر جهات الاختصاص، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتدخل وتكثيف الجهود من أجل نجاح موسم العمرة لسكان غزة، أُسوةً بالفلسطينيين في الضفة الغربية، والتخفيف من عبء الخسائر المالية التي طاولت شركات الحج والعمرة في العام الماضي.

ينتظرون بلهفة أداء المناسك (عبد الحكيم أبو رياش)


ويشير أبو مذكور إلى أن استمرار إغلاق معبر رفح البري في وجه معتمري غزة، من شأنه نشر حالة من الإحباط لدى سكان القطاع، ناهيك عن تكبيد شركات الحج والعمرة العاملة في القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ أكثر من عشر سنوات، خسائر مالية باهظة.

وتمتد الآثار السلبية لفشل موسم العمرة، إلى الشركات العاملة في هذا المجال في القطاع، إذ تكبدت خسائر مالية باهظة، من جراء فشل المواسم الثلاثة الماضية، ناهيك عن سعي بعض منها لإغلاق مكاتبها، نظرًا للخسائر التي تلقتها من جراء دفع حجوزات الفنادق، إضافة إلى عدم تمكنها من دفع إيجارات الشركة والعاملين فيها.

وفي السياق، يعرب مدير عام شركة جبل النور للحج والعمرة، جهاد الحمامي، عن أمله في نجاح الموسم الجديد من العمرة، في الوقت الذي "تشهد فيه غزة تغييرًا إيجابيًا في سياسة تعامل السلطات المصرية مع القطاع"، لافتاً إلى عدم وجود وعود رسمية حتى الآن لتسهيل سفر المعتمرين هذا العام.

ويبيّن الحمامي، لـ"العربي الجديد"، أن نحو 2000 فلسطيني سجل لدى الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية، ينتظرون حقهم في السفر لأداء مناسك العمرة، مشيرًا إلى أن الشركة لم تستقبل أي طلبات جديدة لحين سفر الغزّيين المسجلين مسبقًا لدى الشركة، ولم يُمكّنهم إغلاق معبر رفح من السفر وأداء العمرة.

ويناشد الحمامي الجهات المختصة بضرورة إنجاح موسم العمرة هذا العام، لتفادي تكبيد الشركات العاملة في القطاع، الخسائر المالية الباهظة التي تلقتها نتيجة فشل الموسم في الأعوام الماضية بفعل استمرار إغلاق معبر رفح البري.

وكانت السلطات المصرية تسمح لأكثر من 20 ألف معتمر بالخروج سنوياً لأداء مناسك العمرة قبل الثورة المصرية عام 2011، إلا أن الأعداد شهدت انخفاضاً ملحوظاً منذ عام 2012 وحتى 2014، إذ اقتصر عدد المعتمرين الذين خرجوا من غزة على نحو 14 ألف معتمر سنويا.