العراق يسعى لقرار أممي يجرم "الفكر التكفيري"

05 سبتمبر 2016
النزوح من نتائج انتشار الطائفية والتطرف(يونس كيليس- الأناضول)
+ الخط -
يسعى العراق لإصدار قرار أممي لتجريم "الفكر التكفيري" وتجفيف منابعه مستعيناً بالأمم المتحدة، بينما حذر مراقبون من أن يكون القرار مرادفاً لقانون قائم معروف باسم "قانون 4 إرهاب".

ودعا وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، خلال لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، إلى ضرورة العمل على مواجهة فكر الإرهاب وخطابه، والدول التي تدعم وتدرب وتمول وتساهم في عبور الإرهابيين، مؤكداً "ضرورة إصدار قرار أممي لتجريم الفكر التكفيري".

وأضاف بيان صدر عن وزارة الخارجية العراقيّة، أن "الجعفري أكد لكوبيش، أن العراق سجل حضوراً متميزاً في محاربة داعش ولم يطلب من دول العالم أن ترسل أبناءها للمشاركة في الحرب على أراضيه؛ فالعراقيون هم الذين يصنعون الانتصارات على الأرض، لكنه طلب توفير المساعدات الإنسانية والخدمية والعسكرية للقضاء على الإرهاب".

ودعا، المجتمع الدولي إلى "الوقوف مع العراق، خصوصاً أنه يخوض حرباً ضد داعش (تنظيم الدولة)، دفاعاً عن نفسه ونيابة عن دول العالم".

من جانبه أكد كوبيش، بحسب البيان "استمرارَ دعم الأمم المتحدة للعراق في المجالات كافة"، مُشيراً إلى أن "العراق يخوض حرباً عالمية ضد تنظيم داعش، وتقع مسؤولية دعمه على عاتق المُجتمَع الدولي".

وشدد "على أن محاربة الفكر التكفيري والتصدي له هو ما تؤكد عليه الأمم المتحدة للقضاء على الإرهاب".

وأكد البيان أن "الجانبين بحثا، خلال اللقاء، مُجمَل التطوُّرات الأمنية والسياسية والحرب ضد داعش، وأوضاع العوائل النازحة والجهد الأممي المقدم للعراق".

من جهته، أكد الخبير السياسي، عيسى عبطان، أن "مثل هذه القرارات لا تخدم العراق قطعاً، خصوصاً وأن الأحزاب الحاكمة فيه تسعى لتسخير أي قرار لتصفية حساباتها مع الخصوم، كما حصل مع قانون 4 إرهاب".

وقال عبطان، لـ"العربي الجديد"، إن "العراق عليه أن يخرج من دائرة الثأر والانتقام وينتقل إلى المصالحة الوطنية لجمع الشعب العراقي"، مضيفاً أن "الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ 2003 تسعى، حتى اليوم، لإصدار القرارات الثأرية والانتقامية، وهذه هي الأسباب الرئيسة التي جرّت البلاد الى الإرهاب والعنف وإلى ما هو عليه اليوم".

وقال "اليوم لا نرى انفراجة في أزمات البلاد، بسبب نظرة الحاكمين الضيقة، والتي تجعل العراق يعيش أزمة تلو أزمة".