العراق: حملات تطوعية لترميم المدارس وسط العجز الحكومي

25 سبتمبر 2016
عودة آلاف الطلبة مرهونة بتوفر البناء المدرسي(مات كاردي-Getty)
+ الخط -
تتزايد الحملات التطوعية في العراق مع استمرار العجز الحكومي عن احتواء الأزمات المتلاحقة في البلاد، خاصة الأزمة الاقتصادية التي بدأت منتصف عام 2015، وتصاعد العمليات العسكرية في نحو نصف مساحة العراق.

ويجد الناشطون في هذه الحملات بديلاً لقدرات الحكومة في ترميم البنية التحتية، أو إغاثة النازحين، أو حملات مختلفة أخرى، ومنها حملة واسعة أطلقها ناشطون لترميم المدارس في العراق عبر جمع التبرعات من ميسورين.

وباشر ناشطون حملة تطوعية لترميم نحو 100 مدرسة في مدينة ديالى (84 كلم شمال شرقي العاصمة بغداد) بمشاركة أجهزة أمنية في المدينة.

وذكر قائد شرطة ديالى اللواء الركن جاسم السعدي في تصريح صحافي، اليوم الأحد إن "هذه الحملة التطوعية تستهدف إعادة ترميم نحو 100 مدرسة بمشاركة قوات الشرطة، وأفواج الطوارئ، استعداداً للعام الدراسي الجديد".

وأضاف السعدي "تشمل عمليات الترميم طلاء الجدران، وتأهيل دورات المياه، وشبكات الطاقة الكهربائية، وإصلاح مقاعد الطلاب، وزراعة بعض الأشجار والشجيرات".

وتأتي هذه الحملة مكملة لحملات عديدة أخرى في مناطق وسط وجنوب البلاد لتأهيل عشرات المدارس القديمة، في وقت يتطلع فيه الطلبة للعام الدراسي الجديد أمام نقص حاد في عدد الأبنية المدرسية في عموم البلاد.

وفي مدينة ميسان (366 كلم جنوب العاصمة بغداد) التي تنتشر فيها المدارس الطينية لعدم وجود ما يكفي من الأبنية المدرسية، انطلقت حملات مشابهة لترميم المدارس تكفّل بها ناشطون وعدد من أهالي المدينة.

وقال الناشط عمار السماوي لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إن "هذه الحملات الشبابية التطوعية هدفها إصلاح ما يمكن إصلاحه من المدارس لتأهيلها لاستقبال الطلبة في العام الدراسي الجديد، فالحكومة عاجزة عن تأهيلها في وقت تكتظ فيه المدارس بدوام مزدوج بسبب نقص الأبنية المدرسية".



وتابع السماوي "نجمع التبرعات من الميسورين ثم نشتري المواد اللازمة للتأهيل، ونشرع بالعمل قبل بداية العام الدراسي للحفاظ على مستقبل الطلبة من الضياع، وحماية ما تبقى من أبنية مدرسية في العراق من التآكل".

وتضررت البنية التحتية للمدارس في البلاد منذ عام 2003 بشكل كبير بسبب الحروب المستمرة، والعمليات العسكرية خاصة بعد عام 2014، إذ فقدت البلاد مئات المدارس بسبب العمليات العسكرية والقصف الجوي والبري.

وبسبب نفقات الحرب تقول الجهات الحكومية إن الأموال غير كافية لتأهيل المدارس القديمة، أو بناء مدارس جديدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة جداً والمتزايدة من الطلبة كل عام.

وكشف مسح ميداني لوزارة التربية نهاية عام 2014 أن نحو 3300 مدرسة في عموم العراق عاطلة عن العمل، و3700 مدرسة أخرى تفتقر لمصادر المياه، كما استهدف القصف خلال الحرب عام 2003 أكثر من 250 مدرسة.

ولعدم وجود ما يكفي من الأبنية المدرسية انتشرت مدارس الطين لتصل إلى أكثر من 1000 مدرسة طينية في عموم العراق، كما تعاني بقية الأبنية المدرسية الحديثة من الإهمال والتآكل.

المشرف التربوي باقر الحسيني أوضح لـ"العربي الجديد" أن "الحملات التطوعية لترميم المدارس مهمة للغاية في ظل العجز الحكومي الواضح، والنقص الحاد في الأبنية المدرسية في البلاد".

وتابع الحسيني "أغلب المدارس متآكلة وبعضها آيلة للسقوط، وتشكل خطراً على حياة الطلبة. ولعل إعادة ترميمها تبعث أملاً جديداً في العام الدراسي الجديد".

وكان وزير التربية العراقي محمد إقبال أعلن في يوليو/ تموز الماضي أن "العراق يعاني من نقص حاد في عدد الأبنية المدرسية، وتحتاج البلاد لنحو 20 ألف مدرسة ليضمن كافة الطلبة الحصول على مقاعد دراسية".

ويقول مهندسون إن العراق بحاجة لبناء أكثر من 9 آلاف مدرسة جديدة سنوياً لسد النقص الحاد في عدد الأبنية المدرسية، وضمان عدم خسارة الطلبة لمقاعدهم الدراسية، ولإحداث توازن مع نسبة الزيادة السكانية سنوياً.

وكشفت مصادر من وزارة التربية العراقية أن نحو 6 آلاف مدرسة أصبحت خارج الخدمة في المناطق الساخنة في أنحاء العراق، ما يعني تزايد الحاجة لبدائل أخرى. في وقت يحاول فيه الناشطون ترميم بعض المدارس وفقاً لإمكانياتهم المحدودة.


دلالات
المساهمون