"يوم القيامة" في حلب..120 قتيلاً وأطفال تحت الأنقاض





24 سبتمبر 2016
أيام مروعة تعيشها حلب (أمير الحلبي- فرانس برس)
+ الخط -
يصف المواطن السوري حاتم الحلبي ما عاشه أهالي حلب، أمس الجمعة، بيوم القيامة. ويؤكد أن الحال الذي مرّوا به، نتيجة القصف المتواصل بالصواريخ وغارات الطيران السوري والروسي، كان مروعاً.

ويقول الحلبي الذي يعيش في مدينة حلب لـ"العربي الجديد": "الأوضاع اليوم السبت ليست أفضل حالاً، عاد الطيران الحربي لينفذ غارات جديدة منذ الصباح. ويمكث الأطفال والنساء في الغرف الداخلية في المنازل، يبيتون في الحمامات أو في الطوابق السفلية من الأبنية".

ويتابع "كل لحظة نعيشها هنا هي بانتظار الموت". ويضيف "كل ما أتمناه في هذه اللحظات هو أن يأتي الموت إليّ قبل أن يأتي لزوجتي أو أحد أطفالي".

وتسببت غارات الطيران الحربي الروسي والسوري المستمرة على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، منذ صباح أمس الجمعة، بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية في الأحياء المحاصرة منذ أكثر من شهر. وتشير التقديرات إلى ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين إلى 120 قتيلاً، خلال 24 ساعة.

وأعلنت مديرية الدفاع المدني السوري، في بيان صحافي أمس الجمعة، أن القصف العنيف على المدينة استهدف ثلاثة مراكز تابعة للدفاع المدني، وهي مركز إنقاذ هنانو ومركز إطفاء هنانو، إضافة إلى مركز الأنصاري الذي استهدف مرتين، ما تسبب بخروج مركزين عن الخدمة، ودمار خمس آليات بينها سيارتا إنقاذ وسيارتا إطفاء وبعض المعدات.

ولفتت المديرية إلى أن القصف المدفعي بالصواريخ البالستية إضافة للغارات الجوية، تسبب بدمار واسع في البنية التحتية، مشيرة إلى أنها مستمرة بالعمل على إخراج الضحايا الذين لا يزال قسم كبير منهم تحت الركام.




ونشرت مديرية الدفاع المدني السوري صوراً مروعة لانتشال جثث الأطفال والأمهات المدفونين تحت الأنقاض.

وطالبت المديرية المرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام كلاً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لممارسة جهود فعالة تفضي لحماية المدنيين وطواقم الإنقاذ والإسعاف من هذا القصف الهمجي. واستنكرت الصمت والتجاهل حيال الجرائم المستمرة في سورية.

من جانبها، دانت منظمة "أطباء بلا حدود" الحملة الجوية على السكان المدنيين، والقصف العشوائي لمناطق مدنية في مدينة تختنق من آثار الحصار، مشيرة إلى ارتفاع كبير في أعداد الجرحى الذين تستقبلهم المستشفيات التابعة لها في المدينة.

وقال كارلوس فرانسيسكو، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سورية، في بيان أمس الجمعة: "إن الناس في حلب الذين يعانون مسبقاً من آثار الحصار، باتوا الآن من جديد تحت رحمة الغارات المروعة".

وأضاف: "لا يسمح بدخول أية مساعدات إلى المدينة بما في ذلك المواد الطبية الطارئة. نحن قلقون للغاية تجاه أعداد الجرحى الكبيرة التي ترد إلى المستشفيات التي ندعمها، وفي العديد من المناطق لا يجد الجرحى والمرضى مكاناً يذهبون إليه أبداً، هم ببساطة متروكون ليواجهوا موتهم. لقد شاهد العالم مدينة حلب تقع تحت الحصار وشاهد المدنيين وهم يقتَلون ويحاصَرون ولم يفعل شيئاً".