المخدرات تفتك بشباب العراق وتفاقم جرائم السرقة والقتل

21 سبتمبر 2016
العراق سوق ومعبر للمخدرات على أنواعها(صافين حامد- فرانس برس)
+ الخط -

أثار تقرير مصور، نشرته وكالة أنباء محلية عراقية؛ عن اتساع رقعة تعاطي المخدرات بين الشبان من كلا الجنسين في العراق، المخاوف والقلق. في حين أكدت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" أن المستشفيات تغص بالمدمنين، وأنها تعمل بوسائل علاج بدائية.

وتعكس التقارير الأمنية العراقية التي تتحدث عن استمرار عمليات تهريب المخدرات عبر إيران إلى مختلف مدن وسط وجنوب العراق، وانتقال بعضها إلى دول مجاورة، واقع استهلاك المخدرات في البلاد، وجعلها معبراً للتهريب. هذا الأمر رفع معدل جرائم القتل والسرقة، والسطو المسلح، والاعتداءات الجنسية إلى مستويات مخيفة.

وأعلنت الشرطة العراقية في كربلاء، أول من أمس، عن اعتقال شخص اغتصب طفلتين إحداهما في الثالثة من عمرها، كانت تجلس أمام باب بيتها. ونفذ المغتصب فعلته في الشارع، ليتبين أنه كان تحت تأثير المخدرات.

وبحسب التقرير الذي نشرته وكالة أنباء محلية عراقية، فإن "ظاهرة تعاطي المخدرات اتسعت بشكل كبير في البلاد"، لافتاً إلى أن الظاهرة يطلق عليها "الكبسلة"، وهو مصطلح يشير إلى تعاطي المخدرات الذي بات شائعاً. وذكر التقرير أن مستشفى ابن النفيس وسط بغداد كشف أرقاماً تشير إلى أن ثلاثة من كل 10 أشخاص في العراق يتعاطون مواد مخدرة من الفئات العمرية بين 18 و30 عاماً.

كما أشار التقرير ذاته إلى حجم تعاطي المخدرات بين عناصر القوات العراقية، مبيناً أن واحداً من بين كل ثلاثة مجندين يتعاطى خلال تأديته مهماته الوظيفية. وتطرق التقرير إلى عدم وجود رادع قانوني يحد من تجارة المخدرات، لافتاً إلى تعديل قانون العقوبات عام 2011 الذي يحكم بالسجن ستة أشهر لمن يتاجر بالمخدرات، بعدما كانت العقوبة تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام قبل عام 2003، إضافة إلى مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لمن يتاجر بالمواد المخدرة.


وإزاء تلك النسب، أوضح مسؤول طبي في مستشفى ابن رشد في بغداد لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أن "صالة المراجعين تغص بالمدمنين، والإمكانات لدينا فقيرة، ونعمل بصورة بدائية. والمخدرات لها أبواب مفتوحة لا تغلق بالعراق".

وأكد أنه "لا توجد أرقام دقيقة لنسب الإدمان والتعاطي في العراق، لكنها لا تقل عن 10 في المائة بين متعاطٍ أو مدمن على أنواع مختلفة من المخدرات مثل الآرتين والكوكايين والحشيش والهيروين وغيرها، وكلها تأتي من إيران، وبعضها يزرع في إيران أو يأتي من أفغانستان".


وبيّن أن أعمار هؤلاء المدمنين والمتعاطين تتراوح بين 14 و50 عاماً بين الذكور، وغالبيتهم عاطلون عن العمل، أو لديهم مشاكل كالفقر والجهل، وعدم الحصول على فرصة التعلم. ولفت إلى أن بغداد ومناطق جنوب العراق هي بيئة الإدمان في البلاد.

كما أوضح أن "أكثر المدمنين يتعاطون المواد المخدرة محلية الصنع، كما يحصلون على الحبوب المهدئة مع غياب الرقابة الصحية الحكومية". ورأى أن "ملف المخدرات يفوق بمخاطره أعمال العنف في بعض المحافظات، لكن هناك تكتم متعمد أو عدم اهتمام بالملف الخطير هذا".

وانعكس تعاطي المخدرات في العراق على المجتمع بشكل عام، فانتشرت جرائم الاغتصاب العائلية، والخطف، والسرقة، والقتل والسطو المسلح بين الشباب بشكل لافت، ما دفع الباحثين لدق ناقوس الخطر، ومطالبة الحكومة بملاحقة تجار المخدرات.

وذكرت تقارير أمنية لوزارة الداخلية العراقية أن "نسبة الجرائم التي يرتكبها مدمنو المخدرات تفوق بنسبة 70 في المائة تلك التي يرتكبها غير المدمنين". وكانت تقارير لوزارة الصحة العراقية كشفت عام 2014 عن وفاة عدد من مدمني المخدرات في مدن بغداد وبابل وكربلاء وواسط وميسان، والتي يقول المتخصصون إنها الأكثر تضرراً من انتشار المخدرات لقربها من الحدود الإيرانية.


المساهمون