رئيس الحكومة اللبنانية: نحتاج خطة لإعادة اللاجئين إلى سورية

19 سبتمبر 2016
خطة ترحيل ربع مليون نازح (أنجيلوس تزوتزين/Getty)
+ الخط -
طالب رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، خلال قمة الأمم المتحدة للاجئين والنازحين، بوضع خارطة طريق لعودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم، مشيراً إلى أنّ "المطلوب خطة مفصلة لعودة آمنة وكريمة للسوريين".
وقال سلام، إن الخطة "يجب أن ترسم خلال ثلاثة أشهر، وتحدد حاجات النقل وأماكن الانطلاق مع كامل تكاليفها المادية، ولذا يجب بدء جمع الأموال اللازمة لهذه الخطة على الفور بهدف التطبيق السريع لها بمجرد أن تسمح الظروف بذلك".
كما طالب سلام، بـ"تحديد حصص لدول المنطقة وغيرها لتشارك الأعباء مع لبنان"، مشيراً إلى وجوب "إطلاق الجهود لإعادة توزيع النازحين خارج لبنان قبل نهاية العام الحالي".
كما تطرّق إلى أزمة اللاجئين الفلسطينيين الذين باتوا يعانون نقصاً في المساعدات على مستويات عدة في لبنان، مؤكداً "إطلاق حملة لجمع الأموال لمصلحة الأونروا (منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، لتمكينها من القيام بواجباتها الإنسانية تجاه اللاجئين، وإكمال برامجها التعليمية، وإكمال عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد".

وأوضح رئيس الحكومة اللبنانية، أنّ عدد اللاجئين السوريين في لبنان بات يشكل ثلث عدد السكان، وإلى جانبهم اللاجئين الفلسطينيين "الذين أضيف إليهم نحو خمسين ألف فلسطيني جاؤوا هربا من القتال في سورية". لافتا إلى أنّ استمرار تدفق اللاجئين من سورية "يسبب مشاكل خطيرة لاستقرار وأمن واقتصاد لبنان".
وخاطب سلام، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قائلاً: "تتفق معي أنه ما لم تبذل الأسرة الدولية جهوداً كبيرة في هذا المجال، فإن لبنان معرض لخطر الانهيار"، مشيراً إلى أنّ اللبنانيين "استضافوا مليون ونصف المليون سوري، وأنفقوا خمسة عشر مليار دولار لا يملكونها في غضون ثلاث سنوات لإغاثة النازحين السوريين، وحافظوا على الاستقرار والنظام والأمن بوسائل ضعيفة، وهي جميعها أمور غير مسبوقة".


من جانبه، أعلن وزير العمل اللبناني، سجعان قزي، عن خطة أحادية أعدها فريق عمل وزارته بهدف "إعادة مليون ومئتين وخمسين ألف نازح سوري إلى بلادهم خلال عامين". وأطلق قزي على خطته، التي أكد أنها مبادرة خارج سياق عمل الحكومة اللبنانية ولجنة النازحين الوزارية، "المشروع التنفيذي لعودة النازحين السوريين".

وقال قزي إنّ "زمن التكيف مع مطالب المجتمع الدولي ومشاريعه انتهى، وحان وقت أن يتكيف المجتمع الدولي مع مطالب لبنان ومشاريعه".
وأوضح الوزير في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الإثنين، أنّ "الخطة قابلة للتنفيذ بمعزل عن التفاهمات الكبرى التي تُحضّر لسورية وبمعزل عن مستقبلها القريب والبعيد، تحت عنوان "سورية للسوريين، والسوريون لسورية".

وتنص الخطة على ترحيل اللاجئين إلى مناطق آمنة "نسبياً"، وأخرى يختارونها هم، بعد تقسيمهم إلى 4 فئات "بشكل براغماتي". هي: "النازحون الذين يناصرون النظام، النازحون مع المعارضة، النازحون المحايدون والمهاجرون".


وتعتمد الخطة على ميزانية تشارك الدول العربية والدول المانحة في وضعها، وتنطلق، مطلع العام المقبل، بضمانات أمنية أميركية وروسية، على حد قول قزي. وتنقسم إلى 4 مراحل تعتمد على ترحيل اللاجئين بحسب التصنيف الذي أعلنه الوزير، وتشمل المرحلة الأولى: "اختيار منطقة سورية نائية نسبياً عن الجبهات العسكرية وتحويلها إلى منطقة آمنة برياً وجوياً لاستقبال النازحين العائدين، تحضير الوحدات السكنية في المنطقة الآمنة وتأمين مستلزماتها، وترحيل ربع مليون نازح ممن لا تنطبق عليهم صفة النزوح الاضطراري إلى مختلف المناطق السورية حسب خيار كل نازح أو عائلة نازحة".

وفي معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين، أكد قزي أنه طرح هذه الخطة على عدد من السفراء العرب والأجانب "دون تجاوب".
وفي المرحلة الثانية "تواكب السلطات اللبنانية عودة نصف مليون نازح إلى المساكن الجديدة في المنطقة الآمنة بدءاً بالنازحين الذين يعيشون في ظروف صعبة (خيم ومخيمات عشوائية) وتشمل هذه المرحلة، بشكل خاص، النازحين الآتين من مناطق بعيدة عن الحدود اللبنانية السورية وهؤلاء يشكلون نسبة 42 في المائة من النازحين".

وتخصص المرحلة الثالثة لإعادة اللاجئين المسجلين لدى المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة، وتختتم الخطة بالمرحلة الرابعة والأخيرة التي تنص على إجراء مسح شامل للتأكد من عودة كل اللاجئين.

المساهمون