معتقلون تحت التعذيب في العامرية العراقية

09 اغسطس 2016
سيطرت القوات الحكومية على المدينة (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
عاد ملف الأوضاع الإنسانية للسجناء والمعتقلين في السجون الحكومية العراقية مرة أخرى الى الواجهة بعد تسجيل وفاة عدد من المعتقلين، ورصد أمراض خطيرة بين السجناء كالسلّ والجذام وغيرهما في معتقلات تابعة للجيش والشرطة في محافظة الأنبار، غرب البلاد.
 
وتصاعدت نداءات سياسيين وناشطين بضرورة الإفراج عن الموقوفين الذين لم تثبت في حقهم تهم الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وسط اتهامات للقوات الأمنية بتعذيبهم وتعريضهم لظروف إنسانية خطرة على حياتهم، أسفرت عن وفاة العشرات منهم.

وحذر مجلس محافظة الأنبار، اليوم الثلاثاء، من تدهور الحالة الصحية لعشرات الموقوفين في عامرية الفلوجة، وهم الذين تحتجزهم القوات الحكومية منذ نحو شهرين، بعد انتهاء معركة الفلوجة لصالحها. وطالب المجلس بضرورة إرسال لجان تحقيق مختصة لإكمال إجراءات إطلاق سراح عشرات الموقوفين من أهالي الفلوجة في بلدة العامرية (20 كلم، جنوب المدينة) ممن احتجزتهم القوات الأمنية لتدقيق أسمائهم والتأكد من عدم انتمائهم إلى داعش.

ووصف المجلس أوضاع المحتجزين بالمأساوية، وقال العضو فيه راجع بركات العيساوي، في بيان صحافي، إنّ "المعتقلين الذين تحتجزهم القوات الأمنية العراقية في عامرية الفلوجة يمرون في ظروف صحية متدهورة".

وأوضح العيساوي أنّ "القوات الأمنية تحتجز العشرات من المعتقلين في منشأتي الشهيد والإخاء السابقتين اللتين كانتا مخصصتين للتصنيع العسكري في زمن النظام السابق والواقعتين في بلدة عامرية الفلوجة". موضحا أنّ "عدداً من المعتقلين أصيب بحالات إغماء ناجمة عن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي وصلت إلى أكثر من 50 مئوية، فضلاً عن نقص الغذاء والدواء ومياه الشرب".

وطالب بإرسال لجان تحقيق مختصة للتحقيق مع هؤلاء المحتجزين لدى القوات الأمنية وإطلاق سراح الأبرياء منهم وحسم ملفاتهم في أسرع وقت للتخفيف من معاناتهم.

وكان برلمانيون عراقيون طالبوا الحكومة العراقية وأجهزة الأمن بضرورة الإسراع في استكمال إجراءات التحقيق مع المعتقلين في عامرية الفلوجة.

ونزح نحو 90 ألفاً من أهالي الفلوجة من المدينة قبل نحو شهرين، بعدما سمح لهم تنظيم داعش بالمغادرة، إثر وصول القوات الحكومية إلى مشارف مركز المدينة بعد معارك ضارية.

وتوجه أغلب النازحين إلى عامرية الفلوجة. هناك عزلت القوات الحكومية الرجال والشباب عن النساء والأطفال، واقتادت الرجال والشباب إلى مراكز الاحتجاز التي وصفت أنّها لا تصلح للاحتجاز كونها كانت منشآت عسكرية سابقة. وتعرض كثير منهم خلال فترة الاحتجاز والتحقيق للإغماء، خصوصاً مع تركهم في الشمس أياماً طويلة نهاراً. وتوفي عدد من المحتجزين بسبب نقص مياه الشرب والغذاء والدواء، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة. ونقلت جثثهم ودفنت ليلاً، بحسب مصادر أمنية حينها.

وتواجه قوات الأمن العراقية بمختلف أصنافها والمليشيات الحليفة لها تهماً بالتعامل بطريقة غير إنسانية مع المحتجزين بحجة التحقيق معهم والتأكد من عدم انتمائهم إلى داعش. لكنّ الإجراءات التحقيقية، بحسب مصادر أمنية من الأنبار، بطيئة جداً، وسط عمليات ابتزاز ومساومة لذوي المعتقلين للحصول على أموال مقابل إطلاق سراحهم. وما زالت قوات الأمن تحتجز نحو ألفي نازح، بحسب المصادر.

واعترف برلمانيون بسوء ظروف الاحتجاز التي وضع فيها المعتقلون. وكشف النائب في البرلمان العراقي سالم مطر العيساوي، في وقت سابق، أنّ ظروف ومكان الاعتقال سيئة في ظل وجود عدد كبير من المعتقلين من الفلوجة والصقلاوية.