تونس: حاملو الشهادات العليا يحتجون ضد البطالة

29 اغسطس 2016
البطالة مستمرة رغم تغير الحكومات (العربي الجديد)
+ الخط -

"ادهسونا لتمرّوا" "صرخة" "هرمنا".. كانت هذه بعض الشعارات التي رفعها معتصمون من أصحاب الشهادات العلمية بمعتمدية المكناسي من محافظة سيدي بوزيد، غرب تونس، إضافة إلى اعتراضهم شاحنات النقل للمطالبة بحقهم في التشغيل.

وقال المتحدث باسم المعتصمين، عبد الحليم حمدي، لـ"العربي الجديد"، إن المكناسي تضم أرقاما قياسية في طول سنوات البطالة، مبينا أن معدل البطالة يتراوح بين 15 و16 عاما. وأضاف أنّ هناك من المحتجين من تجاوز سنه الـ40 عاما، ما يمنعهم من الالتحاق بالوظيفة العمومية، مؤكدا أنه توجد أوضاع اجتماعية صعبة، وأن الشباب بلغوا درجة كبيرة من اليأس والإحباط، خصوصاً أن غالبية الحكومات المتعاقبة لم تبادر بحلحلة ملف المعطلين أو إيجاد حلول للكثير منهم.
وأوضح أنّ شباب المكناسي ساهموا في الثورة التونسية، وكانوا وراء الحراك الاجتماعي وانتفضوا من أجل الكرامة والشغل، ولكن مرت 5 أعوام على الثورة ولم يحصل أي شيء، وأنه رغم عدة احتجاجات في المكناسي وفي العاصمة تونس، لإيصال أصواتهم، إلا أن الدولة كانت دائما غائبة، ما جعلهم يشعرون بقطيعة مع السلطات الجهوية والمركزية، مؤكدا أنهم كانوا دائما حريصين على عدم تعطيل المرفق العمومي وضمان سير العمل.

وأفاد حمدي بأنّه بعد اجتماع في محافظة سيدي بوزيد في شهر يوليو/تموز 2016، والاتفاق على جملة من المحاور، إلا أنه لم يتم تفعيل أي منها، الأمر الذي اضطرهم إلى الخروج مجددا إلى الشارع، واتخاذ خطوات مؤلمة، وأنهم مضطرون إلى هذه الخيارات التي من شأنها أن تضر بالاقتصاد.
وحول اختيارهم قرار التصعيد خلال تسلم الحكومة الجديدة مهامها، قال إنهم يشعرون بأنهم خارج حسابات السلطة التي لا تولي أي اهتمام بالمعطلين، فالحكومة السابقة طلبت منهم الصبر ووعدت بالاهتمام بالشباب، ولكن يبدو أن التجاهل سياسة تنتهجها جميع الحكومات المتعاقبة على السلطة.
ولفت إلى أنه يلقب بـ"شيخ المعطلين"، نظرا لكونه أكبر المعطلين سنا، حيث إن لديه 16 عاما من البطالة، في الوقت الذي وصل فيه يوسف الشاهد، الذي هو في نفس سنه، إلى منصب رئيس الحكومة.



من جهته، قال المعتصم، زياد عماري (32 عاما)، إنه حاز شهادة في الاتصالات، وهو عاطل عن العمل منذ 10 أعوام، مبينا أن جميع أشقائه المتزوجين عاطلون عن العمل، وأن في كفالته والديه الطاعنين في السن.

وأضاف عماري لـ"العربي الجديد"، أن الدولة تبث اليأس في الشباب، ولم تبادر بأي إجراءات لفائدتهم، داعيا الحكومة الجديدة إلى الانتقال إلى المكناسي ورؤية الشباب هناك. "إذا أرادت أن تكون حكومة وحدة وطنية فعليها أن تهتم بالشباب الذين يستحقون لفتة منها، وإلا فإنهم سيصعدون ضدها".
وبين أنهم عملوا في أعمال هامشية، كثير منها لا يتناسب وشهاداتهم الجامعية، ومع ذلك فإنها بالكاد كانت تؤمّن مصروفهم اليومي، وأنهم على عكس ما يدّعي البعض من أنهم ينتظرون وظائف عمومية ويرفضون العمل، فإن غايتهم الوحيدة هي الحصول على شغل يحفظ كرامتهم.

يذكر أن معتصمي "هرمنا" من معتمدية المكناسي ينفذون اعتصامهم منذ 8 أشهر، وقد انطلقوا منذ الثلاثاء الماضي، في التصعيد من خلال احتجاز وتعطيل السيارات الإداريّة لمدّة 8 ساعات.

المساهمون