انتعاش سوق "التين التلاوي" في فلسطين خلال الصيف (صور)

18 اغسطس 2016
التين التلاوي من ألذ الأنواع (العربي الجديد)
+ الخط -



ما إن يبدأ موسم التين في فصل الصيف من كل عام، وتنضج ثماره اللذيذة، كما في هذه الأيام، حتى ترى باعته ينتشرون عند مداخل المدن، وفي الأسواق، وعلى قارعة الطريق، وفي الشوارع الرئيسية، منذ ساعات الصباح الأولى، ليعرضوا فاكهتهم الطازجة لبيعها.

ويعتبر موسم التين للمزارعين موسما غنيا ينتظرونه بشغف، كونه يوفر عائدا ماليا يساعدهم في تدبير أمورهم الحياتية وتوفير الحاجيات الأساسية في ظل الغلاء المعيشي التي تعيشه الأراضي الفلسطينية، وتشهد عربات التين إقبالا جيدا، كون غالبية الناس يحبونه ويشتهونه لطعمه اللذيذ وفوائده الجمّة.

في صباح كل يوم، يخرج المزارعون من قرية تل الفلسطينية، إلى أراضيهم وبساتينهم لجني ثمار التين، وبعد أن يلتقطوها يتوجهون بها إلى بيت المزارع موسى الخواجا، وهو من يقوم ببيعها للتجار الفلسطينيين القادمين من كل مدن الضفة الغربية، خلال مزاد علني، يشتري البضاعة في النهاية صاحب أعلى سعر.

"التين التلاوي" وهو من أشهى وألذ أنواع التين الفلسطيني، إذ يعتني أهالي قرية تل جنوب مدينة نابلس، إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، بشجر التين، للمساحات الشاسعة المزروعة منه، ولحفاظهم عليها بشكل مستمر، على اعتبار أنها تشكل مصدر رزق الكثير من المزارعين.

موسى الخواجا، وهو تاجر ومزارع من تل، يقول لـ"العربي الجديد"، إن الأراضي في القرية مباركة من الله، لهذا يتميز التين التلاوي بمذاق حلو وشهي، ويحافظ على جودته، وتبقى إنتاجية المحصول كبيرة كما هي العادة وعلى مدار خمسة شهور، منذ مطلع شهر يوليو/ تموز في كل عام، دون أن تصيبه الحشرات والآفات ويتلف، حيث تشهد القرية حركة زراعية واقتصادية ونشاطا ملحوظا.

عرض الفاكهة اللذيذة للبيع (العربي الجديد)


ويضيف: "يأتي إلى قرية تل تجار من القدس ورام الله وأريحا، وكافة المدن الفلسطينية، حيث يشترون التين ويذهبون إلى مدنهم لبيعه في الأسواق"، لافتا إلى أن غالبية الباعة في الشوارع وعلى مداخل المدن يحضرون صباحا إلى تل لشراء التين، وعندما يقول البائع إن هذا "التين تلاوي، يشتري الزبون، لأنه معروف لدى الجميع بطعمه الشهي".

تنتج قرية تل في كل يوم قرابة 900 صندوق من التين، في كل واحد، من 8 إلى 9 كيلوغرامات من التين بأنواعه المختلفة، إذ يوجد التين العناقي وهو أجود وألذّ أنواع التين وسمي بهذا الاسم لعنقه الطويلة وحلاوته العالية، وكذلك التين الخرطماني والخضاري والموازي والبلاطي، وهي أنواع تسمى نسبة للونها وشكلها، وكلها تُزرع في القرية.

ولفت إلى أنه في السابق، كانت القرية تنتج نحو ألفي صندوق في اليوم، ونظرا للامتداد العمراني والسكاني، قلّت مع السنوات نسبة الإنتاجية.

ينتظرون موسم التين بشغف (العربي الجديد)



ويشير الخواجا، الذي يتجمع عند منزله المزارعين والتجار، منذ 20 عاما في موسم التين، هناك جمعيات تأتي من مدينة القدس المحتلة، وتشتري التين الأقل جودة وما يبقى في نهاية اليوم، وتقوم بتصنيعه للمربى والحلويات.

الشاب إسماعيل شتية (27 عاما)، تملك عائلته في قريته تل قرابة 150 شجرة تين، يعملون بجد كل موسم لجني الثمار، وفي صباح كل يوم يُعد ما جناه ويخرج إلى أحد شوارع مدينة نابلس الرئيسية، إذ يملك بسطة يعرض عليها ثمار التين والتين الشوكي (الصبار)، ويبقى حتى ساعات المساء إلى حين نفاد الكمية.

يقول شتية لـ"العربي الجديد": "نحن في عائلتنا نخرج بعد فجر كل يوم لأراضينا ونقوم بجني ثمار التين، أنا أبيع في نابلس، ولدي شقيق آخر يذهب للبيع في مدينة رام الله"، مشيرا إلى أنهم في العائلة يعتبرون موسم التين أهم من موسم الزيتون بكثير، فهم ينتظرونه في كل عام بشغف.

ويسعى الأهالي والمزارعون في قرية تل، لتعريف الناس في فلسطين بالتين التلاوي، حيث تعمل البلدية على إحياء مهرجان سنوي باسم "مهرجان التين"، يحاول من خلالها المزارعون تسويق التين بطريقة احتفالية، حيث يتخلل المهرجان فقرات فنية ووطنية، فيما يعرض المزارعون بضاعتهم على المشاركين في الحفل والقادمين من أماكن مختلفة من الضفة الغربية والقدس والفلسطينيين من الداخل المحتل عام 48، بالإضافة إلى سياح أجانب.