الاحتلال يهدم منزلي الشهيدين عساف وأبو حبسة قبل العيد

القدس المحتلة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
04 يوليو 2016
A1CAFFBC-30D4-4A05-8723-DD1048CC0D11
+ الخط -

 بدت عائلتا الشهيدين الفلسطينيين، عيسى عساف وعنان أبو حبسة، من مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة، اليوم الإثنين، وهما ترقبان عن بعد تدمير وتفجير منزليهما في المخيم، مع اقتراب عيد الفطر السعيد، أكثر صلابة وقوة وتحدياً لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي وتعطشه لدماء أبنائهم.

وتجمع العائلتان على أن الحجر ليس أغلى من البشر، هذا حال كل أهالي الشهداء الذين دمر الاحتلال منازلهم، ولم تعد تعنيهم تلك المنازل إن سويت بالأرض وباتت ركاماً، بعد أن فقدوا فلذات أكبادهم.

والحزن الأشد بالنسبة للعائلتين، هو قدوم العيد بغياب نجليهما في أول رمضان، اللذين كانا على الدوام حلم عائلتيهما المكلومتين.

وأفضت المواجهة الأخيرة في المخيم، اليوم الإثنين، إلى هدم وتفجير منزلي الشهيدين عساف وأبو حبسة، وتشريد عائلتيهما، اللتين كانتا تحاولان لملمة جراح فقدان نجليهما، وتستذكران أيامهما الجميلة في كل رمضان وعشية كل عيد.

ويتباهى شبان المخيم بالشهيدين كغيرهما، ممن ارتقوا في هبّة القدس الأخيرة، وكان نصيب المخيم منها عشرين شهيداً، حسب قول الصحافي، واصل الخطيب، من سكان المخيم لـ"العربي الجديد".


وكان الشهيدان أبو حبسة وعساف في أوائل العشرينيات، واستشهدا يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2015، بعد طعن مستوطنين في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.

والحكاية بالنسبة للمخيم لن تنتهي مع استشهاد الشابين، ولا مع المواجهات الدائمة والتي كان آخرها فجر اليوم الإثنين في ما يشبه الاجتياح، والذي حمل عشية عيد الفطر السعيد رسائل ودلالات يعيها أصغر طفل في المخيم ما زال يقاوم.


ولم تهدأ الأمور في مخيم قلنديا بعد ساعات من انسحاب مئات جنود الاحتلال الإسرائيلي من داخل المخيم، الذي سبق واجتاحوه فجر يوم 29 رمضان.

ووصف الصحافي الخطيب ما جرى بأنه اجتياح، شارك فيه أكثر من ألف جندي، بدأ عنيفاً وانتهى على نحو أشد عنفاً، وقاوم الشبان بحجارتهم، وزجاجاتهم الحارقة، وطلقاتهم النارية، أعتى قوة عسكرية في المنطقة، إذ اعتلى جنود وقناصة الاحتلال أسطح المباني العالية، وشرعوا بإطلاق الرصاص بجنون على كل شيء يتحرك.

واستهدف الاجتياح الأحدث للمخيم، اليوم، منزلي الشهيدين عساف وأبو حبسة. دمر الاحتلال منزل الشهيد الأول بمعاول الهدم وآلات تدمير خاصة، بينما جرى تفخيخ منزل أسرة الشهيد الثاني بالديناميت وتفجيره، فتطاير الباطون والطوب، واهتزت كفر عقب بلدة الشهداء المتاخمة للمخيم، ووصل صدى التفجير إلى مدينة البيرة، التي يستبيحها الجنود منذ رمضان كل ليلة، كما يقول سكانها، ويتجولون في أزقتها دون رادع.

وكانت المواجهة عنيفة، أوقعت ما لا يقل عن عشر إصابات بالرصاص الحي، وإصابات اختناق بالغاز وأخرى بالرصاص المطاطي، بينما تحدثت مصادر محلية عن إصابة عدد من الجنود. ووفق الصحافي الخطيب، كان الحي المتاخم لمنزلي الشهيدين مسرحاً للمواجهة، قبل أن يمتد إلى ساحات أخرى في المخيم.

وشعار سكان المخيم، الذي رفعوه عالياً هذه المرة كما المرات السابقة: "إذا هدوها رح نبنيها"، وهو شعار بات يطلق في كل حي ومخيم ومدينة وبلدة فلسطينية يندفع الاحتلال لهدم منازل الشهداء فيها.

وهذه المرة، كان الاندفاع الإسرائيلي جنونياً، وحمل توقيع المجلس الوزاري المصغر، وما صدر عنه، وعن حكومة نتنياهو، التي ضمت هذه المرة وزير جيش هو الأكثر تطرفاً، ولا يرى الفلسطينيين إلا من خلال البندقية والقوة المتغطرسة.