أسواق تونس ترضي طلبات الصائمين في رمضان

07 يونيو 2016
يزدهر بيع المأكولات الأكثر شعبية (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ اليوم الأول من رمضان، تتحول بعض المحلات والدكاكين في تونس إلى التخصص في صنع وبيع بعض المواد الغذائية التي تلقى رواجاً خلال شهر الصوم، فالحلويات والمرطبات التقليدية هي من أبرز المنتوجات الشعبية المطلوبة على غرار "الزلابية" و"المخارق" و"المقروض"، وهي أصناف تونسية يكثر الإقبال عليها بهذه المناسبة.

محلّ السيد مراد الذي كان متخصصاً في صنع الفطائر التونسية بأحد أحياء العاصمة، تحوّل إلى صنع الحلويات التقليدية التي تشهد إقبالاً لا مثيل له في رمضان، وأوضح لـ "العربي الجديد" أنّه "ورث هذه المهنة التي يمارسها منذ سنوات عن والده، وهي تقتصر على شهر رمضان فقط".

ومن المهن التي تنتعش في رمضان تجارة "الملسوقة"، وهي ورقة من العجين تستعمل لتحضير"البريك"، الأكلة الشعبية التي لا تغيب عن مائدة التونسيين يومياً خلال هذا الشهر المعظم.

أمي حليمة، كما يحلو للعديد مناداتها في سوق حي الزياتين بالعاصمة تونس، تصنع ورقة "الملسوقة" منذ ثلاثين عاماً، والتي تصل إلى ذروة ترويجها كما أكدت لنا خلال شهر رمضان.

ويشهد صنع الخبز على اختلاف أنواعه ومذاقاته، إقبالاً ملحوظاً خلال شهر الصيام، إذ يقبل التونسي خلاله على استهلاك الخبز الذي تتفنن المحلات في صنعه وعرضه مالحاً وحلواً، حسب ما قال عبد السلام الربعي وهو صاحب مخبز، موضحا أنه "إضافة إلى الخبز الذي يكثر الإقبال عليه، نصنع بعض الحلويات الخاصة بهذا الشهر، والتي يتزايد عليها الطلب في هذه الفترة مقارنة بباقي أيام السنة".

كما ينتعش بيع "المخللات" في أغلب المناطق التونسية، وبعضهم يبيعها على عربات صغيرة في الأسواق الشعبية، ومن بينهم الشاب أيمن الذي أكد لـ "العربي الجديد" أن شهر رمضان يجلب معه البركة والخير، لأنه في أغلب أيام السنة يصعب إيجاد عمل يوفر منه قوت يومه، لكن بقدوم شهر الصيام يستغل عربة والده القديمة ليبيع فيها "المخللات والملسوقة"، ويوفر قوت الشهر وحتى لباس العيد، بحسب قوله.




ولأن رمضان هو شهر الاستهلاك أيضاً، فإن الطلب يتزايد على صنع وبيع الحليب ومشتقاته من أجبان وزبدة وأنواع أخرى. وقال سليم، صاحب دكان لبيع الحليب ومشتقاته، لـ"العربي الجديد" إن التونسي وإن كان يقبل طيلة السنة على مثل هذه المنتوجات، إلا أنه بقدوم شهر رمضان يصطف في طوابير أمام المحل، خاصة أن أغلب التونسيين يفطرون باللبن، كما تستعمل الأجبان في عدة وصفات كـ "البريك" و"الطجين".

وبالنظر إلى ارتفاع وتيرة الإقبال على هذه المواد الغذائية خلال شهر الصيام، إلا أن حالات تسمم كثيرة تُسجل نتيجة فساد تلك المواد أو التلاعب بتاريخ صلاحيتها، وغيرها من أساليب الغش.

ولمعرفة كيفية تصدي الجهات المعنية لهذه الظاهرة، أفاد مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة، محمد الرابحي "العربي الجديد" بأن 200 فريق مراقبة و620 مراقباً صحياً يعملون على كامل التراب التونسي في شهر رمضان للحد من انتشار المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك والمتسببة في التسممات الغذائية، مشيراً إلى أن عمل هذه الفرق يتم بالتنسيق مع كل من وزارات  الداخلية والتجارة والتنمية والتعاون الدولي والفلاحة والتجارة والبيئة.

في المقابل، إضافة إلى ازدهار بعض المهن المرتبطة بالعادات الغذائية، تشهد مهن أخرى رواجاً كبيراً خلال هذا الشهر، لكن أغلبها مرتبط بالتهريب على غرار المفرقعات أو "الفوشيك"، كما يحلو للتونسيين تسميتها، وأيضاً الألعاب النارية، إذ أفادنا أحد الباعة بأنهم يتزودون بها من بلدان قريبة، وبالرغم من ارتفاع تكلفتها والخطر الذي يرافق جلبها، فإن ربحها مضمون، يضيف المتحدث.

أما تجارة لعب الأطفال فتبلغ أيضاً ذروتها خلال شهر الصِّيَام، ويرى ياسين العياري، بائع لعب وسط العاصمة، أن الإقبال على اقتناء اللعب والهدايا للأطفال يرتفع في رمضان، خصوصا قبيل عيد الفطر المبارك الذي يُعتبر عيد الصغار قبل الصائمين.