مصر:غضب لمنع محمد جبريل من الإمامة في رمضان

05 يونيو 2016
مخاوف من توجيه انتقادات للدولة في المساجد (Getty)
+ الخط -


اعتبر عدد من خطباء المساجد في مصر، قرارات وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، التي أرسلها لعدد من المساجد وحثّ على الالتزام بها خلال شهر رمضان، مسيّسة وتهدف إلى تطويع المساجد لخدمة النظام، والابتعاد عن القضايا والمشاكل التي تواجه المجتمع المصري، في حين عبّر عدد من المصريين عن غضبهم الشديد من منْع الشيخ محمد جبريل من صلاة التراويح.

وقال عضو جبهة علماء الأزهر الدكتور يحيى إسماعيل، إنها قرارات اعتادت الوزارة على تعميمها على مديريات الأوقاف كل عام خلال شهر رمضان، خوفاً من تحويل المساجد بسبب ازدحامها خلال هذا الشهر إلى أماكن لتوجيه انتقادات للدولة والنظام.

وأشار إلى أن الحكومة تخشى من المساجد لدورها الكبير في إحاطة المجتمع بما يحيق به من مخاطر، متسائلاً: "لماذا تقوم الدولة بكل تلك الإجراءات الأمنية المشددة على المساجد في رمضان؟ خاصة إذا كانت ترى أنها تسير بخطى جيدة كما تدعي".

ولفت إلى أن الحكومة تحول المساجد الكبرى كل عام إلى كتائب عسكرية في زي مدني داخل المساجد تسجل تردد الأهالي والمشاهير عليها، ويتم إعداد تقرير أمني بالتعاون مع الأوقاف بطريقة يومية.

وأوضح عضو جبهة علماء الأزهر أن ما يحدث داخل المساجد من قبل الأوقاف والأمن، خاصة بعد زرع كاميرات داخل المساجد يؤدي إلى بث الخوف وإفراغها من المصلين، نافياً أن تكون تلك الكاميرات لمواجهة السرقة داخل المساجد، متسائلاً عما تتم سرقته من بيوت الله، علماً أن المواطن المصري لديه وازع يمنعه من سرقة ما يخص المساجد، كما لم يتم توثيق أي عمليات إرهابية في مساجد مصر.




من جهته، قال إمام مسجد بنبرة فيها تحدٍ إنه يرفض كل تعليمات الوزير التي وصفها بــ"المسخرة" حفاظاً على الكرسي، ومن أجل المزيد من النهب من أموال الوزارة. وقال إن الوزير اعتاد على إصدار التعليمات مثل خطبة الجمعة الموحدة والتعليمات الأمنية الرمضانية كل عام، مشيراً إلى أن الكثير من المساجد لا تلتزم بتلك التعليمات "المسيسة من جانب الوزارة".

وأضاف أن وزير الأوقاف يريد إفراغ المساجد من المصلين في رمضان، بسبب كثرة عدد المترددين عليها، وإلقاء الخطب الدينية بعد صلاة العصر وأثناء صلاة التراويح، كما يخشى أن تتحول تلك الخطب إلى سياسية، مشيراً إلى أنه في حالة وجود أي انقلاب سيكون الوزير الحالي أول من يدخل السجن.

كما عبّر عدد من المصريين عن غضبهم الشديد من منْع الشيخ محمد جبريل من صلاة التراويح، خاصة أن النظام المصري اعتبر دعاء "جبريل" ليلة القدر العام الماضي من مسجد عمرو بن العاص بحي مصر القديمة موجهاً إليه، وتم منعه من السفر، وينتظره المسلمون في مصر خاصة خلال ليلة القدر في رمضان لإمامتهم، كما رفض كثيرون استمرار منعه من إمامة المسلمين خلال "ليلة القدر" هذا العام، واصفين القرار بأنه "خاطئ" لأنه لا يجب منع أحد من الدعاء والصلاة.

وحذرت "الأوقاف" في منشور عممته على جميع مديريات الجمهورية، بألا تتجاوز خطبة الجمعة 15 دقيقة والدرس خمس دقائق فقط، والاقتصار في صلاة التهجد على المساجد الكبرى فقط، وغلق الزوايا في رمضان، ومنع أي شخص من صعود المنبر ما لم يحمل خطابًا موجهًا من الأوقاف، وعدم استخدام صحن المسجد في أي موائد على الإطلاق. كما طالبت الوزارة بالتركيز على القيم الأخلاقية والإنسانية وقيم التسامح في دروس رمضان، وهي القرارات التي أثارت سخطاً حتى من العاملين في المساجد.