مسلمو فلوريدا يتعرضون لمضايقات بعد هجوم أورلاندو

16 يونيو 2016
يؤدون صلاتهم في المركز الإسلامي في فلوريدا (Getty)
+ الخط -
يتعرض المسلمون في ولاية فلوريدا الأميركية إلى مضايقات وإهانات، منذ هجوم أورلاندو على ملهى للمثليين، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 49 شخصاً، وتحديد هوية منفذه عمر متين وتبني "تنظيم الدولة الإسلامية" له.

وتلقى مسلمون في مدينة فورت بيرس في ولاية فلوريدا، خلال توجههم إلى "المركز الإسلامي"، عبارات نابية من المارة، في حين أطلق البعض الآخر أبواق سياراتهم وأسمعوا المسلمين إهانات.

ويقول بدار بخت، وهو رجل خمسيني باكستاني: "نحن خائفون. في العادة يبقى كثيرون حتى منتصف الليل، لكنّنا الآن نغادر المبنى ضمن مجموعات كإجراء احتياطي". ويأمل بخت أن تعود الأمور إلى طبيعتها في المدينة، مشيراً إلى أنّ بعض الناس حالياً يرسلون إلى المركز رسائل "غبية".

وبعد الهجوم يلبّي عدد قليل من المسلمين دعوة المركز إلى الإفطار اليومي الذي يقيمه خلال شهر رمضان.

وعلى مقربة من "المركز الإسلامي" يوجد المسجد الوحيد في المدينة، الذي كان يتوجه إليه متين بشكل دوري، وآخرها يوم الجمعة الماضي قبيل تنفيذ الهجوم. وهذه المرة الثانية التي يتعرض فيها مسجد المدينة إلى مضايقات من هذا النوع، لا سيما أنّ "أول انتحاري أميركي" في سورية منير محمد أبو صالحة كان يرتاد المسد ذاته قبيل توجهه إلى سورية، حيث قتل هناك في مايو/ أيار 2014.

من جهته، يأسف والد متين، صدّيق متين، على فعل ابنه، ويشير إلى أنه "لن يسامحه" بعد الهجوم. وقال الوالد للصحافيين: "لو لم يقم بهذا العمل الشنيع لكنت سامحته، لكن الآن لن أسامحه. من غير المسموح أن تؤذي عائلتك، ونحن هنا في الولايات المتحدة نعيش كعائلة". وأشار إلى أنّه لا يدري لماذا قام ابنه بالهجوم. ويرى الوالد أنّ متين "دمر عائلته"، لافتاً إلى حفيده ذي الثلاث سنوات، ومعرباً عن تعازيه لأهالي الضحايا.


وكانت زوجة عمر متين، نور زاهي سلمان، قد توجهت الإثنين الماضي بعد يوم من الهجوم، إلى منزل العائلة لأخذ بعض الحاجيات. ولم يُعرف الكثير عن الحالة النفسية لمتين وكذلك شكل علاقته بالمثلية. وفي هذا الإطار، يصفه شهود عيان من جيرانه في مجمع "لون وود" السكني في فلوريدا بأنه شاب يستخدم تطبيقات لمواعدة المثليين، ويتردد على ملهى "بالس" الذي شهد الهجوم. ويقول هيربرت جونسون، وهو أحد سكان المجمع، إنّ "متين كان لا يتحدث كثيراً إلى أحد. كان فقط يمر من هنا".

وسلّط هجوم أورلاندو، وبشكل مأساوي، الضوء على عائلات علمت لأول مرة بالتوجه الجنسي لأحبائهم من الضحايا، لا سيما أنّ المثليين ليسوا "مقبولين" عادة في أوساط الأميركيين من أصول لاتينية.

ويستغرب بدار بخت، من المركز الإسلامي، السؤال عن مثليين مسلمين، قائلاً: "لم أقابل مسبقاً أحداً منهم. ربما هم يختبئون".