حنين إلى "أيام زمان" في حيفا

17 يونيو 2016
النساء كنّ يصنعن الحلوى في بيوتهنّ (الأناضول)
+ الخط -
تجزم مسنّات حيفا أنّ شهر رمضان الفضيل، كان ينطوي في الماضي على حنيّة وحبّ أكبرَين، وكانت "قلوب الناس على بعضهم أكثر". أمّا اليوم، فقد اختلفت الظروف والحياة عمّا كانت عليه قبل 60 عاماً. كذلك، اختلف دور النساء، إذ تضاعفت مسؤولياتهنّ. إلى جانب الاهتمام بالعائلة والأولاد، صارت المرأة تخرج من بيتها للعمل. وبعد دوامها في أيام الصيف الحارة هذه، تعود إلى بيتها لتحضّر طعام الإفطار الرمضاني.

تشير هؤلاء المسنّات إلى أنّ الحلويات من أساسيّات شهر رمضان ومائدته. ولعلّ القطائف التي توارثنها من جيل إلى جيل، لها رونقها الخاص. لكنّهنّ يتحسّرن على الماضي، عندما كانت النساء يصنعن عجينتها بأيديهنّ ويخبزنها ويملأنها بالحشوة ويحضّرن القطر. "كان مذاقها مختلفاً". أمّا اليوم، فتشتري ربات البيوت عجينة القطائف ويحشونها بأنفسهنّ، أو يبتعنها جاهزة للتقديم. كذلك الأمر بالنسبة إلى مشروب التمر هندي، وأطعمة ومشروبات خاصة بهذا الشهر.

الحاجة أم علاء (71 عاماً) من حيّ وادي جمال، تحكي عن رمضان في حيّ وادي النسناس في حيفا. تقول: "الأجواء كانت أكثر دفئاً بين الناس. لم يمرّ يوم في بيتنا، من دون ضيوف على مائدة الإفطار. ودائماً ما كان يتوفّر، على المائدة، طبق من عند الجيران سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيّين". في ذلك الزمان، اعتاد الجيران على تبادل الأطباق، لتنويع المائدة. تضيف أنّ "العزائم كانت تكثر، ولعلّ أكثرها أهميّة بالنسبة إلينا، دعوة الجيران المسيحيين إلى الإفطار. هذا كان واجباً، في حين كانوا هم يستضيفوننا على موائد أعيادهم".

تشير أم علاء إلى أنّ "المسجد لم يكن قريباً من حيّ وادي النسناس، لذا كنّا نستمع إلى الأذان عبر إذاعة راديو الشرق الأدنى أو إذاعات سورية ومصر. وبعد الإفطار، كان الناس يسهرون عند بعضهم بعضاً، ويتناولون معاً السحلب والقطائف والكنافة. وما زلتُ أذكر كيف كانت أمّي تجهّز صدر الكنافة على الفحم". تتابع إنّ "رمضان اليوم أصبح أكثر صعوبة على المرأة، التي تعمل خارج البيت وداخله، وتضطرّ إلى تجهيز مائدة رمضانيّة يوميّة أيضاً. لا أقول إنّ المرأة لم تكن تعمل في السابق، بل هي فعلت في مجال التطريز والحياكة وشدّ الفرش والفلاحة، لكنّ ذلك في إطار البيت والعائلة".

من جهتها، تخبر سميّة أبو عيسى (76 عاماً) من حيّ عباس، عن ذكريات رمضان وكيف "كنّا نجلس حول الطبليّة ونفطر". وتقول: "كنّا إلى جانب صبّ القطائف، نحضّر المطأطأة وأيضاً أصابع زينب ونحشوها بالجوز واللوز. كان لرمضان رونقه".

دلالات