نائب الرئيس العراقي: أوضاع أهالي الفلوجة مقلقة

01 يونيو 2016
شح الغذاء في الفلوجة بسبب الحصار (GETTY)
+ الخط -


وصف نائب رئيس الجمهورية العراقي، إياد علاوي، تقريراً نشرته منظمة "يونيسف" اليوم، حول الأوضاع المأساوية لأهالي الفلوجة، بأنه "مقلق ومثير للاشمئزاز" في ظل تواجد نحو 20 ألف طفل محاصر داخل المدينة.

وقال علاوي في بيان صدر عن مكتبه اليوم، إن "التقرير الذي أصدرته منظمة يونيسف
للطفولة مقلق للغاية، ويؤكد وجود 20 ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة مع أسرهم، ويواجهون خطراً شديداً في ظل العمليات العسكرية".

وأضاف علاوي "نحن جميعاً نقف أمام مسؤولية إنسانية ووطنية لمواجهة هذا التحدي الخطير وتبعاته المستقبلية على الاستقرار السياسي والمصالحة الوطنية في العراق"، وكشف أن انتهاكات لحقوق الإنسان رافقت العمليات العسكرية في الفلوجة، وطاولت عشرات الآلاف من النازحين الفارين من جحيم المعارك والقصف، فضلاً عن المحاصرين داخل مدينتهم قسرا.

وطالب نائب الرئيس العراقي بالعمل الفوري لإنقاذ المحاصرين داخل الفلوجة عبر حل سياسي جذري والانفتاح على كافة شرائح المجتمع لتحقيق الأمن وتوزيع المسؤولية الاجتماعية على الجميع، وتابع في البيان أن "تنظيم داعش يحتجز المدنيين من أهالي الفلوجة ولا يسمح لهم بالمغادرة، بمن فيهم النساء والأطفال".

واعتبر علاوي أن الخطط التي وضعتها قيادة العمليات المشتركة لتحرير الفلوجة تعقد وتزيد معاناة الأهالي وتستفز المشاعر الإنسانية في أنحاء العالم، في إشارة لاعتقال القوات العراقية ومليشيات الحشد عشرات النازحين لدى فرارهم من المعارك على أطراف المدينة وتعرضهم للضرب والقتل والاختفاء.


ويعتبر تصريح علاوي الأول من نوعه بعد دخول معركة الفلوجة أسبوعها الثاني، حيث كشف فيه عن وقوع انتهاكات إنسانية بحق الأهالي خلال العملية العسكرية الجارية، والتي بدأت في 23 مايو/ أيار الماضي.

وتأتي التصريحات تزامناً مع تقرير نشرته "يونيسف" اليوم، وذكر التقرير أن الأطفال يتعرضون لمخاطر أمنية كبيرة، وما وصفه بـ"التجنيد القسري"، وقد يواجهون عزلهم عن عائلاتهم ما يهدد مستقبلهم بخطر كبير.

ودعت "يونيسف" الحكومة العراقية إلى فتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالخروج من الفلوجة بسبب ما يتعرضون له من مخاطر كبيرة.

ويرزح نحو 100 ألف مدني داخل الفلوجة، بينهم آلاف النساء والأطفال وكبار السن، تحت حصار خانق فرضته الحكومة العراقية على المدينة منذ تسعة أشهر، منعت خلالها دخول أي مواد غذائية أو طبية أو مساعدات إنسانية إليهم، ما أسفر عن مجاعة كبيرة.
واعترف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أول من أمس، ضمناً بعدم وجود ممرات آمنة لخروج المدنيين خلال جلسة البرلمان التي حضرها، قائلاً: "على أهالي الفلوجة الخروج من المدينة إن توفرت ممرات آمنة أو البقاء في منازلهم".



لكن الأهالي والوجهاء يؤكدون عدم فتح أي طرق آمنة من قبل القوات العراقية التي تحاصر المدينة، فيما تستمر عمليات القصف الجوي والبري على الأحياء السكنية، والتي لم تتوقف منذ عامين ونصف العام منذ بدء العمليات العسكرية مطلع عام 2014.

ويعاني نحو 7000 آلاف طفل رضيع داخل الفلوجة من سوء التغذية بسبب انعدام حليب الأطفال والغذاء في المدينة، ويعاني 20 ألف طفل آخرين من أوضاع قاسية، بينما توفى العديد منهم بسبب الجوع، فيما توفى عدد آخر من كبار السن والمرضى لشح الدواء، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة.