أساليب بدائية للحصاد في ريف حمص الشمالي

08 مايو 2016
المزارعون يحصدون أراضيهم بوسائل بدائية (Getty)
+ الخط -

بدأ المزارعون المحاصرون في ريف حمص الشمالي في حصاد ما تبقّى من أراضيهم المزروعة بحبوب الشعير والقمح، والتي تعد الداعم الأساسي للسوريين، في ظل التضييق الذي يعانون منه ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.

وينقل الناشط الإعلامي في ريف حمص الشمالي، يعرب الدالي، لـ"العربي الجديد"، معاناة الفلاحين المحاصرين في ريف حمص الشمالي جراء الصعوبات التي تواجههم، والتي دفعتهم إلى اتباع أساليب بدائية في الزراعة والحصاد، إضافة إلى التحول من الزراعة المروية التي تعتمد على المياه الجوفية أو مياه الأنهار والمسطحات المائية، إلى الزراعة البعلية التي تعتمد بالأساس على مياه الأمطار.

ويقول: "بدأ السكان حصاد أراضيهم بطرق بدائية أغلبها انقرض منذ عشرات السنين، جراء غلاء المحروقات وقلة المساحات وارتفاع التكاليف، إلى جانب ارتفاع الأسعار المتواتر بشكل شبه يومي، ويفوق القدرة الشرائية للأهالي".

ويسوق المتحدث نموذج "أبو نايف"، وهو من سكان مدينة الرستن، أب لأسرة من خمسة أفراد، ويملك أرضاً يزرعها قمحاً وشعيراً وبازلاء، فهذه المزروعات لا تحتاج إلى ري، ولفت إلى ارتفاع أسعار المحروقات التي يوفرها تجار الحرب المتعاونون مع القوات النظامية والمليشيات الموالية له "فقد كان سعر اللتر الواحد من المازوت 500 ليرة سورية، وفي حال أراد أبو نايف زراعة محاصيل مروية يسقيها خمس مرات فقط، فهو بحاجة إلى 50 ألف ليرة سورية لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة بمضخة المياه، من دون الحديث عن ثمن البذار والمبيدات وهامش التلف في المحصول".

ويؤكد المتحدث أن أبو نايف يجد نفسه أمام مأزقين: الأول أنه لا يملك المبلغ الذي يغطي كل هذه التكاليف، والثاني أنه في حال أنفق هذا المبلغ على مزروعاته، سيضطر إلى عرض المحصول بأسعار مرتفعة، وبالتالي لن يكون بمقدور الأهالي شراؤه، لذلك فهو يزرع الحبوب بعلا".

ويتابع "أبو نايف اصطدم عند زراعة الحبوب بمشكلة ارتفاع أسعار المحروقات، وارتفاع أجور الحصادات والدرّاسات ووسائل نقل المحصول، فقد وصلت تكلفة طن القمح الواحد إلى نحو 180 ألف سورية، أي ما يعادل نحو 300 دولار أميركي".

المساهمون