مفوضية اللاجئين: 10 آلاف عائلة تحت القصف في الفلوجة

24 مايو 2016
نازحون من الفلوجة (العربي الجديد)
+ الخط -
أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، عن قلقها إزاء أوضاع المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة، وسط العمليات العسكرية والقصف الجوي والبري الذي يستهدف أحياء المدينة.

وقالت مساعد ممثل المفوضية السامية في العراق، ليلى جين ناصيف، في بيان اليوم، إن "الأمم المتحدة أنشأت نحو عشرة آلاف خيمة لاستقبال نازحين يحتمل خروجهم من المدينة، تزامناً مع انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الفلوجة من قبضة تنظيم الدولة".

وأضاف البيان أن "المفوضية وشركاءها لديهم معلومات تفيد بتمكن نحو 80 أسرة من الخروج من الفلوجة قبل أربعة أيام، بينهم نساء وأطفال خرجوا عن طريق القرى المحيطة"، ولفت إلى أن "أسراً أخرى هربت من المدينة عبر الحقول الزراعية بين الفلوجة وبلدة عامرية الفلوجة الواقعة جنوبها".

وأكدت ناصيف أنها "تمكنت من لقاء بعض الأسر التي خرجت من الفلوجة، والتي وصلت إلى قاعدة الحبانية العسكرية مع قوات أمنية عراقية غربي المدينة"، وكشفت أن "القوات العسكرية العراقية قامت بعزل الرجال والشباب عن النساء والأطفال لإجراء التحقيق الأمني معهم، والذي ينتهي خلال يومين بحسب القوات العراقية".

وبينت "نحن قلقون بشأن سلامة الرجال والشباب الذين قامت القوات العراقية بعزلهم عن أسرهم من النساء والأطفال، في وقت تواجه فيه نساؤهم وأطفالهم وضعاً صعباً"، وشددت على قلق الأمم المتحدة على مصير نحو عشرة آلاف أسرة ما زالت داخل مدينة الفلوجة لم تتمكن من الخروج منها، وهم في وضع خطير للغاية.


يأتي ذلك بالتزامن مع إلقاء الطائرات العراقية عشرات الآلاف من المنشورات على مدينة الفلوجة، تطالب فيها السكان بالابتعاد عن تجمعات تنظيم الدولة، بحسب وصفها.

وكشف بيان لخلية الإعلام الحربي العراقية، اليوم، أن "الطائرات العراقية في ساعة متأخرة من ليلة أمس، ألقت آلاف المنشورات على أهالي الفلوجة تتضمن عدداً من التوجيهات اللازمة للمواطنين في المدينة".

وذكر البيان أن "المنشورات تضمنت تحذير المواطنين من أن كافة مقرات ومخازن وتجمعات تنظيم (داعش) ستكون هدفاً للقوات العراقية وعلى المواطنين الابتعاد عنها".

لكن البيانات المتتالية للقوات العراقية تأتي في وقت يستمر فيه القصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية في المدينة، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال.

ويقول بعض أهالي الفلوجة لـ"العربي الجديد"، إن حديث القوات العراقية عن قصف تجمعات "داعش" فقط غير صحيح، لأن القصف عشوائي وغير مركز ويستهدف كل شيء في المدينة دون استثناء؛ المنازل والجوامع ومستشفى المدينة الوحيد.

وكشف الأهالي أنهم لا يقدرون على مغادرة المدينة، فلا توجد منافذ للخروج على عكس ما أعلنته الحكومة العراقية من توفير طرق آمنة لخروج الأهالي، مؤكدين أن المنافذ التي تتحدث عنها الحكومة غير موجودة على أرض الواقع، وإن وجدت فلا أحد يجازف بالتوجه إليها، حيث تسيطر المليشيات على كافة الطرق الخارجية المؤدية من وإلى المدينة، وتتوعد كل الأهالي بالقتل.


وفي هذه الأثناء، طالب مجلس محافظة الأنبار، الحكومة العراقية والتحالف الدولي بإبعاد مليشيات الحشد الشعبي عن الفلوجة تماماً، وإيقاف القصف العشوائي على المدنيين. وحمل المجلس المرجعية الشيعية في النجف مسؤولية محاسبة من سماهم بـ"مثيري الفتن" من الحشد الشعبي، والذين أطلقوا على المدينة صواريخ كتبت عليها عبارات طائفية.

وأوضح المجلس "لسنا بحاجة إلى قوات وأعداد كبيرة، وتوجد لدينا قوات درع الفلوجة والشرطة المحلية والجيش والشرطة الاتحادية، وهي قوات جاهزة لخوض المعركة. الفلوجة تتعرض لقصف عشوائي خطير من قبل مليشيات الحشد الشعبي ضد المدنيين الأبرياء داخل المدينة".