مقدسيان حرمهما الاحتلال طفولتهما في "مراكز الإصلاح"

12 مايو 2016
عائلتا الطفلين الأسيرين (العربي الجديد)
+ الخط -
تعيش عائلتا الطفلين المقدسيين الأسيرين، أحمد رائد الزعتري (13 سنة) وأدهم أنور الزعتري (15 سنة)، أجواء من القلق المتواصل منذ أشهر على ابنيهما القابعين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ضمن ما يسمى بمراكز التأهيل والإصلاح.

وتقول عبير الزعتري، والدة أحمد، من سكان منطقة كفر عقب شمالي القدس المحتلة، لـ"العربي الجديد"، إن ابنها اعتقل قبل خمسة أشهر بتهمة محاولة طعن وحيازة سكين. "كان برفقة زميل له أثناء عودتهما من المدرسة، وهو يحب الحرية ويتفقد أشقاءه وشقيقاته وأصدقاء الطفولة. حرمه الاحتلال من طفولته التي من المفترض أن يعيشها، فقد أحمد طفولته وحياته اليومية واستبق عمره بسنوات".

بعد الاعتقال وعدة جلسات محاكمة، نُقل أحمد إلى مركز إصلاح في شمال فلسطين المحتلة. تقول عبير الزعتري عنه إنه "مركز تعذيب وخنق ومسح للطفولة، تحت مسمى الإصلاح والتأهيل. فلا توجد ساحات للفسحة، ولا يرى الأطفال الشمس، بل إن الأطفال مخنوقون داخل الجدران، ويتعرضون للضرب والتعذيب على أيدي من يسمون أنفسهم مرشدين".

يعاني أحمد من أوجاع مرض الشقيقة منذ 3 سنوات، في ظل إهمال طبي إسرائيلي، ما يزيد معاناته. وتطالب عبير كافة المسؤولين والمؤسسات بالضغط على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج عن ابنها، "من حق أولئك الأطفال أن يكونوا في منازلهم وبين عائلاتهم، وليس في السجون أو مراكز هدفها مسح أدمغتهم".

ويفتقد يوسف الزعتري (10 سنوات)، شقيقه أدهم وابن عمه أحمد في اللعب وتفاصيل حياتهم اليومية، يقول لـ"العربي الجديد"، "أنا أنتظرهما من أجل أن نلعب معا".

في ما تقول سوزان الزعتري، والدة أدهم، والمعتقل منذ ستة أشهر، لـ"العربي الجديد"، إن "سلطات الاحتلال تواصل احتجاز ابني المتهم بإلقاء الحجارة، داخل سجن مجدو، بعد أن نُقل إليه قبل نحو شهرين من مركز إصلاح إسرائيلي، لأن ابني تعرض للتعذيب داخل هذا المركز".

"أدهم لاعب كرة قدم افتقدته ملاعب القدس وبطولات الأندية، كان يحب الرياضة، لقد تغيّرت حياته كلها، نفسيته مضغوطة، يعاني القلق والإرهاق النفسي"، تقول سوزان.

قبل اعتقاله من الشارع، أمضى أدهم مع والديه فترة 15 يوما في الحبس المنزلي، كجزء من عقوبة متصاعدة يعاني منها أطفال القدس، ثم نقل إلى سجن هشارون وأمضى هناك شهرين، لينقل إلى مركز إصلاح إسرائيلي في منطقة طمرة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وأمضى نحو 3 شهور، إلى أن طالبت عائلته بنقله إلى سجن مجدو، نظرا لما يعانيه داخل مركز الإصلاح.

في كل زيارة ترى سوزان الغضب والاضطراب على وجه ابنها أدهم، فالصمت والحزن على وجهه يقلقانها، لا يريد أدهم أن يظهر لوالدته حزنه وقلقه وخوفه، لكنها تقرأ ما يعانيه، في ما تصبّره الأم الحنون ولا تظهر دموعها وتربت على كتفيه قائلة "لقد كبرت يا أدهم وعليك أن تتحمل هذه الأمور فأنت رجل".

"ما تسمى مراكز الإصلاح مغلقة تماما لا تدخلها الشمس"، تصف سوزان مراكز الإصلاح والتأهيل الإسرائيلية التي يعتقل فيها الأطفال الفلسطينيون، وتقول "لا يوجد فيها ألعاب ولا دراسة، أدهم كان يقضي وقته في الرياضة، أما الآن فهو بلا حركة أو نشاط، إنني أخشى على طفولته أن تضيع".

العائلتان كما بقية عائلات الأطفال الذين اعتقلوا داخل مراكز الإصلاح الإسرائيلية، تعاني من التكاليف الباهظة في زيارة أبنائها، فتكلفة الزيارة أسبوعيا نحو 250 دولارا، علاوة على أن الصليب الأحمر لا يعترف بأن الأطفال المحتجزين أسرى، في ظل مماطلات في تأجيل محاكمتهم، إذ تتهم عبير وسوزان سلطات الاحتلال بمحاولة تأجيل محاكمة ابنيهما لاحتجازهما حتى يبلغا سن المحاكمة من أجل إدانتهما.
المساهمون