السجن مدى الحياة لأصغر قاتلتين في تاريخ بريطانيا

07 ابريل 2016
مراهقتان ترتكبان جريمة قتل مروّعة (Getty)
+ الخط -
أصدرت المحكمة العليا بمنطقة ليدز البريطانية، اليوم الخميس، حكما بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل العمد على مراهقتين قتلتا سيدة نهاية عام 2014، حين كانتا تبلغان من العمر 13 و14 عاما.

ولم تبدِ أي منهما انفعالا حين نطق القاضي بالحكم عليهما، بعد ظهر اليوم، بالسجن مدى الحياة، على ألا تخرج أيّ منهما لأي سبب قبل مرور 15 عاماً. 

وضربت المراهقتان امرأة في منزلها حتّى الموت في اعتداء مريع استمرّ لساعات، قبل أن تنشرا صوراً ساخرة على "سناب شات". وبسبب التعليقات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، منع قاضي المحكمة في 3 يوليو/ تموزعام 2015، الصحافة من النشر في ما يتعلّق بالقضية، كما طلب حذف أي منشورات سابقة عنها، وذلك منعاً لصدور أحكام مسبقة وبغية إصدار حكم عادل.

وطعنت تسع منظمات عن وسائل الإعلام بالقرار، ووصفته بالمناقض لمبدأ العدالة المفتوحة، أمام رفض القاضي مرّة أخرى للطعن في جلسة الاستماع في أكتوبر/ تشرين الأوّل. وبعد محاولات جاهدة من قبل الصحافة، عاد القاضي وسمح بذلك في فبراير/ شباط.

وفي جلسة سابقة، فقدت الفتاتان قدرتهما على السيطرة على دموعهما التي انهمرت، بعد أن سلّمت لجنة التحكيم حكمها عقب ثلاث ساعات وقبل ست دقائق من انتهاء المداولات، في نهاية محاكمة استمرّت ثمانية أسابيع. اقتيدت الفتاتان خارج المحكمة وهما تغطيّان وجهيهما بأيديهما، وتجهشان بالبكاء.

وتعتبر الفتاتان أصغر مجرمتين من الإناث في تاريخ بريطانيا بعد إدانتهما.

وواكبت الصحافة البريطانية الجريمة بآراء الأطبّاء النفسيين والخبراء لإدراك الأسباب الكامنة وراء تحوّل أطفال بعمر الزهور إلى مجرمين.


وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قالت الدكتورة سيمون فوكس، من جامعة "رويال هولواي" في لندن، إنّ عوامل كثيرة تؤثّر على سلوك الأطفال العدائي في المجتمع، ومنها مستويات عالية من الاندفاع والتهوّر، قد تعود إلى نسبة ذكاء متدنية وضعف القدرة على إيجاد الحلول.

وأضافت أن للعائلة تأثيرا كبيرا أيضاً، خصوصاً في حالات الطلاق، وإيداع الأطفال في مراكز رعاية، وغياب العلاقات المتينة بين أفراد العائلة، أو التعرّض للاضطراب في مراحل الطفولة المبكرة، وقد يكون لتاريخ العائلة تأثيراً سلبياً على الأطفال، كالإدمان على الكحول أو الإجرام.

واعتبرت الدكتورة فوكس أنّ للمدرسة دوراً في التأثير على سلوكيات الأطفال، خصوصاً حين يفشلون فيها. وعن حالة المراهقتين، قالت إنّهما كانتا تؤثّران بشكل سلبي بعضهما على بعض، إضافة إلى عوامل متنوّعة أدّت إلى ارتكابهما الاعتداء.

وتعود أحداث القصّة إلى 8 ديسمبر/ كانون الأوّل 2014، حين قرّرت الفتاتان تعذيب أنجيلا رايتسون (39 عاما)، وأخذ صور سيلفي إلى جانبها وهما تدردشان مع الأصدقاء وتستمعان إلى الموسيقى.

كان يعرف عن الضحية رايتسون أنها مدمنة على شرب الكحول. وصادقت الفتاتين حين كانت تشتري لهما الكحول والحلويات من متجر محلي. بيد أنّ الفتاتين عذّبتا رايتسون لساعات، قبل أن تشعرا بالإرهاق وتغادران المنزل تاركتين خلفهما ضحيّتهما تعاني من جروح بليغة وكسور.

ولم تمض ساعات حتّى عادتا إلى مسرح الجريمة لإتمام مهمتهما، حيث عمدتا إلى ضرب رايتسون على رأسها وكافّة أنحاء جسدها. وكان سلاحهما مزهرية من السيراميك وطاولة صغيرة وتلفزيون وكوب وعصا خشبية بمسامير، وحين لم تجدا شيئاً آخر ركلتاها ولكمتاها.

وعُثر على جثّة رايتسون وعليها ما يزيد عن مائة إصابة. وقال خبراء إنّ أحد الأسلحة المستخدمة خلال الاعتداء قد لامس سقف الغرفة الملوثة بدمائها.

كذلك لا تزال الفتاتان البالغتان من العمر 15 عاماً حالياً ولم يعلن عن اسميهما، تنفيان قتل رايتسون، بينما اعترفت الكبرى بارتكابها جريمة القتل لكنّها لم تدرك أنّ الضحيّة ستموت، في حين نفت الأخرى ضلوعها في الجريمة سواء بالتشجيع أو المشاركة في الاعتداء القاتل.

وقُتلت رايتسون في منزلها في ستيفن ستريت، في مقاطعة درهام، شمال إنجلترا، ووجد جثّتها مالك العقار، جون ميغيسون، في اليوم التالي، على الأريكة.

وقال علماء في الطب الشرعي لهيئة المحلفين، إنّ رايتسون تعرّضت للإهانات والمزيد من الضرب كلّما كانت تفقد وعيها وتسقط بلا حراك على الأريكة.

كما قيل لهيئة المحلّفين إنّ الفتاتين اتصلتا بالشرطة وطلبتا إيصالهما إلى مركز الرعاية الذي تقيمان فيه، وكانتا تضحكان في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة وتمزحان. كما سمع القضاة أنّ رايتسون توسّلت الفتاتين التوقّف عن تعذيبها بيد أنّهما لم تكترثا لآلامها.