مختبر يوناني يتعقب هوية اللاجئين الغارقين بحمضهم النووي

06 ابريل 2016
مقبرة للاجئين في جزيرة ميتيليني اليونانية (مفوضية اللاجئين)
+ الخط -
تحاول امرأة سورية تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اقتفاء أثر عمها وابنه اللذين فقدا خلال رحلتهما عبر بحر إيجة إلى شواطئ اليونان، ففي ذلك اليوم غرق نحو 221 لاجئاً في حادثة مفجعة، تعتقد المرأة أن قريبيها ربما ماتا غرقاً في الحادثة، لكنها ليست على يقين تام.

أخيراً قررت هذه المرأة اللجوء إلى مختبر يوناني، في ضواحي العاصمة اليونانية أثينا، يقوم بالاحتفاظ بعينات من "DNA" للاجئين الغارقين في البحر. وأرسلت المرأة عينة من الحمض النووي لعمتها، عبر لجنة الصليب الأحمر في نيويورك، والتي بدورها أوصلت العينة إلى المختبر لمطابقته مع قاعدة بيانات الأحماض النووية الخاصة بالغارقين.

هذا المختبر بات اليوم الوسيلة الأساسية للآلاف لتتبع الأطفال والأمهات والآباء والإخوة والأخوات ممن باتوا في عداد المفقودين، خلال محاولة عبورهم من تركيا إلى اليونان.

بينيلوب مينياتي الرئيس الجديد لخدمة علم الجريمة في اليونان، توضح أن "هذه الخدمة التزام من دولتها تجاه ذوي الضحايا، وأن وظيفتها هي التأكد من معرفة العائلات مصير أحبائها"، مضيفة "إن لم يتم العثور على الجثة ودفنها، لن يبدأ الحداد وستظل أرواحهم تحوم حول أحبائهم".


طاقم المختبر لا يتعامل مع جثث الغارقين لكنه يجمع عينات الحمض النووي من المتعلقات الخاصة بهم، كالدمى وفراشي الأسنان وغيرها، ويفحص لاحقاً تطابق أو تقاطع الحمض النووي للأقارب مع أي منها لتأكيد حدوث الوفاة غرقاً. وتكمن أهمية عمله في الحالات التي يتم فيها اكتشاف حوادث الغرق بوقت متأخر، إذ تكون الجثث حينها متحللة ويصعب الاستفادة من الدلالات الجنائية الأخرى لتحديد الهوية كبصمات الأصابع أو سجلات الأسنان وغيرها.

يقول عالم الأحياء أرستيا متينيتيس إن استخدام الحمض النووي يظل أداة هامة في الحاضر والمستقبل لإثبات القرابة عندما تكون الوثائق الداعمة غير متوفرة. وأشار إلى حالة قاصر يبلغ من العمر 14 عاماً موجود في اليونان ادعى رجل أنه عمه ولا يملك وثائق، من المهم للغاية إثبات الصلة البيولوجية بين الشاب والرجل للتأكد من أنه عمه. فهناك أكثر من 90 ألف طفل لاجئ غير مصحوبين بذويهم جاؤوا إلى أوروبا العام الماضي".

مفوضية شؤون اللاجئين التي أعلنت عن المختبر اليوناني، أمس الثلاثاء، لفتت إلى أن 4400 شخص غرقوا في المتوسط ​​منذ عام 2015، مشيرة إلى أن أزمة اللاجئين رفعت متوسط عدد الحالات التي يعالجها المختبر، من 30 حالة سنوياً، إلى نحو  70 في يومين.

بدورها ذكرت السلطات اليونانية أن عدد اللاجئين المفقودين والغرقى، بلغ من بداية 2015 حتى 20 مارس/آذار الماضي 571 شخصاً.
المساهمون