سرطان الثدي لا يوفّر المرأة الحامل

03 ابريل 2016
كثيرات يفقدن متعة تمضية الوقت مع أطفالهنّ (Getty)
+ الخط -
كلّما تقدّمت المرأة في السنّ قبل إنجاب طفلها الأوّل، ازداد لديها احتمال إصابتها بسرطان الثدي في فترة الحمل أو الرضاعة. هذا ما خلص إليه باحثون في منظمة "رعاية سرطان الثدي". وقد ارتفع عدد حالات سرطان الثدي لدى النساء اللواتي يبلغن 45 عاماً، إلى خمسة آلاف و600 حالة جديدة سنوياً في بريطانيا، وفق البيانات الأخيرة، فيما ارتفع متوسّط سنّ الأمّهات في عام 2014 ليبلغ 30 عاماً، أي أكثر بأربع سنوات بالمقارنة مع عام 1974.

أظهرت بحوث جديدة لمنظمة "رعاية سرطان الثدي" أنّه في عيّنة مؤلفة من 496 امرأة، شُخّص السرطان خلال الحمل أو الرضاعة لدى امرأة واحدة من أصل كل عشر نساء في سنّ 45 وما دون. كذلك، ما يزيد عن ثلث النساء يبدأن العلاج وطفلهن الأكبر لا يتجاوز خمسة أعوام. يُذكر أنّ نحو نصف الأمهات يعانين من تأثير العلاج عليهنّ وعلى قدرتهنّ على الاهتمام بأطفالهنّ ورعايتهم.

وتلفت الدراسة التي نشرت خلال المؤتمر الأوروبي العاشر لسرطان الثدي الذي عقد في العاصمة الهولندية أمستردام أخيراً، إلى أنّ الخوف الأكبر الذي تعانيه 66 في المائة من الأمّهات المصابات بالمرض، هو موتهنّ قبل التمكّن من رؤية أطفالهن يكبرون.

سنوياً، تشخّص نحو 50 ألف حالة بهذ المرض في بريطانيا. وثمّة خطر للإصابة بسرطان الثدي بنسبة واحدة من ثمان خلال حياة المرأة، وتزداد المخاطر مع التقدّم في العمر. وتصل نسبة الإصابات إلى النصف لدى النساء البالغات 65 عاماً وما فوق. أما لدى النساء البالغات من العمر 45 عاماً، فالخطر هو على واحدة من عشر. يُذكر أنّ المرأة قد تصاب بسرطان الثدي بنسبة واحدة بين 1950 عندما تكون في سنّ 29 عاماً، وتصل تلك النسبة إلى واحدة بين 210 حين تبلغ 39 عاماً، وواحدة بين 48 حين تبلغ 49 عاماً.

صوفي بيرس، من مكتب إعلام جمعية "رعاية سرطان الثدي"، تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ الجمعيّة "تعمل على مساعدة النساء المصابات بسرطان الثدي ودعمهنّ، وثمّة قسم خاص بالشابات للتحدّث عمّا يعانينه من المرض نفسياً وجسدياً والإجابة عن تساؤلاتهنّ وتوفير المعلومات لهنّ، ومنها حقوقهنّ في العمل والقدرة على تحمّل الخسارة في المدخول خلال فترة العلاج والمشاكل التي قد تواجههنّ".

إلى ذلك، إعلام الوالدة بإصابتها بسرطان الثدي أمر مدمّر، بحسب ما تؤكد الرئيسة التنفيذية للجمعية سامية القاضي. تقول: "أمّهات كثيرات يفقدن متعة تمضية الوقت مع أطفالهنّ، إذ يحتجن إلى التردد إلى المستشفى لتلقي العلاج أو التعامل مع الآثار الجانبية للمرض". وتشير القاضي إلى أنّ تشخيص سرطان الثدي خلال فترة الحمل أو بعد فترة من الإنجاب، قد يؤدّي إلى صعوبة في التأقلم مع الطفل لدى بعض النساء.

من جهتها، تقول أماندا ميلينغ، وهي أم لطفلين، إنّ "إرضاع طفلي لأوّل مرّة كان من المفترض أن يكون أمراً مميّزاً. لكنّني لاحظت وجود كتلة في صدري". وميلينغ كانت تبلغ من العمر 34 عاماً حين علمت بإصابتها بسرطان الثدي، بعد يوم واحد من إنجاب طفلها الثاني. وتخبر ميلينغ عن انفطار قلبها لدى تلقّيها الخبر وخوفها من عدم رؤية طفليها يكبران.


 
المساهمون