السعودية: القتل الرحيم مصير الإبل المصابة بـ"كورونا"

28 ابريل 2016
الإبل المزايين في السعودية (GETTY)
+ الخط -
أكدت وزارة الزراعة السعودية، أنها لن ترفع الحظر عن خروج أو دخول الإبل في سوق الجِمال بالجنادرية، حتى يتم التأكد من شفاء تلك المصابة بمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا"، والتي تقدر بنحو 30 ألف جمل.

وتحاصر دوريات أمنية من شرطة منطقة الرياض، سوق الإبل بالجنادرية، لمنع دخول الإبل أو خروجها، بعد تأكيد وزارة الزراعة تفشي المرض بين الجمال، والتي يتجاوز قيمة بعضها المليون دولار.

وشددت الوزارة على أنها خصصت تسعة فرق لعلاج الإبل الحاملة للفيروس غير المصابة بالمرض، فيما سيكون الذبح نصيب الإبل المصابة. وأكد وزير الزراعة والثروة الحيوانية، حمد بن عبدالعزيز البطشان، أن فحوصات الوزارة أكدت تفشي المرض بين الإبل، لهذا تم إغلاق السوق احترازيا كي لا ينتشر المرض خارجه، ولا يتم بيع أية جمال مصابة لمحلات الجزارة.
وقال البطشان: "طبقت الفرق البيطرية المتخصصة جميع الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية في وزارة الصحة وأمانة الرياض وشرطة المنطقة، لاستكمال تقصي مصدر الإصابة وتطبيق الإجراءات الاحترازية كافة لمنع انتقال المرض"، وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية بتجنب الاختلاط المباشر مع الحيوانات الحية، والحرص على ارتداء الكمامة والقفازات الواقية أثناء التعامل معها، أو التواجد في أسواق الحيوانات.

وتختلف أنواع الجمال الموجودة في سوق الإبل بالجنادرية الذي يعد الأكبر في الشرق الأوسط، ففيما يعد الجزء الأكبر منها للبيع والذبح، يتم تحصين جزء من السوق لعرض الإبل المزايين التي يتم بيعها بمئات الألوف من الدولارات.

وقوبل قرار الوزارة بغضب كبير من تجار الإبل، خاصة كبار الملاك الذين رفضوا، في وقت سابق، تقارير وزارة الصحة التي اتهمت الإبل بالتسبب في انتشار كورونا في السعودية، وقرار إلغاء مهرجان مزايين الإبل الذي كان يقام كل عام في منطقة أم رقيبة شمال السعودية.
واتهم عدد من الملاك الوزارة بمحاولة تغطية فشلها في احتواء المرض. ويؤكد مالك الإبل، عبد العزيز الشمري، أنه لا يزال غير مقتنع بأن الإبل هي المسبب للمرض، وقال لـ"العربي الجديد": "نحترم قرار وزارة الزراعة، ولكنه في تصوري غير صحيح، وفيه تجنٍ على الإبل، فدائما ما كنا نعيش معها وتعيش معنا، ولم تنقل لنا أية أمراض، بل اعتبرها أجدادنا جزءا من العائلة، فكيف تكون السبب وراء انتشار كورونا؟".

من جانبه، اتهم المختص في الشأن الصحي، محمد العنقري، وزارة الصحة، بالمسؤولية عن عودة المرض من جديد، ويقول لـ"العربي الجديد": "من غير المعقول أن الوزارة غير قادرة على السيطرة على المرض منذ عام 2012، فرغم مرور أربع سنوات على ظهور المرض في السعودية، مازالت تسجل إصابات يومية، ويتسبب في موت كثير من المصابين، فالمرض ليس صعبا لكي يستمر في إيقاع الضحايا لأربع سنوات، ولكن جهود الوزارة تفتر في بعض الأوقات، وهذا ما يتسبب في عودة المرض بعد أن كانت السيطرة عليه قريبة".

وأكدت وزارة الصحة أنها تواصل التنسيق مع وزارة الزراعة، لتنفيذ حملات للتوعية بفيروس كورونا في أماكن تجمع الإبل والمخالطين لها من الملاك والمربين، لتوخي الحذر والأخذ بأسباب الوقاية عند التعامل مع الإبل، وهي جهود تسير جنبا إلى جنب مع برامج الوزارة للوقاية من المرض الذي حصد حتى الآن حياة 587 مريضا في السنوات الأربع الماضية.
وقال وكيل وزارة الصحة، عبد العزيز بن سعيد، إن وزارته كثفت جهودها للسيطرة على المرض الذي مازال منتشرا، مؤكدا أهمية الوقاية من العدوى قبل كل شيء.

وكشفت الوزارة عن أنه تم تسجيل 34 إصابة مؤكدة بالمرض خلال الأسبوع الماضي فقط، بواقع 29 حالة في الرياض، وثلاث حالات في نجران، وحالتين في النماص، واشتملت الحالات على 25 حالة في مستشفيات وزارة الصحة، وتسع حالات من القطاعات الصحية الأخرى.

وكانت الوزارة فحصت نحو 2301 عينة لفيروس كورونا في مختبرات وزارة الصحة في ذات الفترة. وحتى اليوم، أصيب نحو 1387 مريضا بالفيروس، منها تسع حالات مازالت تحت العلاج، و781 حالة تماثلت للشفاء، فيما أودى الفيروس بحياة 578 مريضا.

المساهمون