الإسكندرية تتراجع: شاطئ "نيو بوريفاج" لا "دبي"

18 ابريل 2016
شاطئ الإسكندرية (أرشيف- العربي الجديد)
+ الخط -

تراجع المسؤولون في محافظة الإسكندرية شمالي مصر، عن تسمية أحد شواطئ المدينة باسم "دبي"، وهو الاسم الذي كانت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف قد أطلقته الأسبوع الماضي، بعد الموقف الشعبي الرافض وحالة الاستياء التي عبّر عنها السكان.

ويأتي هذا التطور بعد المظاهرات التي شهدتها المدينة، وعدة محافظات مصرية رافضة لاتفاقية تعيين الحدود الموقعة، في القاهرة، بين الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي، والتي تنازلت مصر بموجبها عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية.

وبدأت الأزمة حينما أعلنت إدارة السياحة والمصايف في الإسكندرية، تغيير اسم شاطئ البوريفاج بمنطقة سيدي بشر، إلى شاطئ "دبي"، بسبب العلامة التجارية الخاصة بالشركة، وهو الأمر الذي أثار غضب أهالي الإسكندرية ونوابهم، واعتبروه محاولة لطمس هوية معالم المدينة.

واعتبر النائب حسني حافظ، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، تغيير اسم شاطئ سيدي بشر الذي يعد من أهم معالم الأسكندرية، "قرارا خاطئا، وكذلك توقيته، وإن كانت هناك أسباب تدعو لتغييره، فلا يجوز تسميته باسم شاطئ دبي"، مشددا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية للحيلولة دون تنفيذ القرار.

فيما أعرب صالح محمد، مدرس من الإسكندرية، عن رفضه لقرار تغير اسم الشاطئ من دون وجود مبررات تحافظ على هوية المدينة، قائلا "كل شركة تستأجر شاطئا تطلق اسمها عليه؟ ستصبح الإسكندرية بدون تاريخ، المفروض يكون هناك شرط لعدم تغيير اسم الشاطئ أثناء فترة التأجير".

وفي محاولة لاحتواء الضغوط المتزايدة علي مسؤولي المحافظة، قال رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية، اللواء أحمد حجازي، إنه تم الاستقرار اليوم رسميا على تغيير اسم شاطئ سيدي بشر 3، بعد ترسيته على شركة دبي للسياحة إلى "نيو بوريفاج" بدلاً من شاطى دبي.
وأوضح حجازي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه تم الاستقرار رسميا على الاسم الجديد بالتنسيق بين الإدارة المركزية للسياحة والمصايف والشركة المستغلة الجديدة "دبي للسياحة"، خاصة بعد حالة اللغط التي أثيرت في الشارع السكندري خلال الأيام الماضية نتيجة بيع شاطئ البوريفاج لشركة سياحية وتسميته شاطئ دبي السياحي.

وأشار حجازي، إلى أن شركة "دبي للسياحة" حصلت على الشاطئ الذي يقع في تصنيف الشواطئ السياحية المميزة بعد المزايدة العلنية التي أقيمت العام الماضي لاستغلاله مقابل 15 مليون جنيه، لمدة ثلاث سنوات بنظام حق الانتفاع، وتم اعتماد سعر التذكرة بـ15 جنيها للفرد (أكثر من دولار ونصف)، على أن تقوم الشركة بالإعلان عن الأسعار.


وأوضح أن الإسكندرية تملك ثلاثة شواطئ فقط بالنظام السياحي المميز، مؤكدا أن قيمة استئجار الشواطئ قد وصلت هذا العام إلى 45 مليون جنيه، والإدارة تستهدف الوصول إلى 60 مليون جنيه، موضحا أنه يجري طرح ثلاثة مشروعات هامة قريبا.

من ناحية أخرى، حذرت أمانة حزب التجمع في الإسكندرية، من إعادة تنفيذ مخطط حكومات الرئيس الأسبق حسني مبارك، فى إخلاء منطقة الشاطبي المتمثلة في مجمع الكليات النظرية ومستشفى الشاطبي لطرحها للبيع أو الإيجار.
وقال أمين الإعلام بالحزب، أحمد سلامة، إن إعلان المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية، عن مشروع ما يسمى إعادة إحياء فنار الإسكندرية القديم، بالاستعداد لإنشاء أكبر فندق على شكل فنار الإسكندرية القديم بجوار مكتبة الإسكندرية على الأرض المعروفة باسم "أرض كوتة" في إطار خطة شاملة لتطوير وسط المدينة.

وأشار في بيان له إلى أن هذا الطرح يعيد إلى الأذهان مخططا تم إجهاضه بعد ثورة يناير، وكان المستهدف منه تسليم الأرض لمستثمرين لإقامة فنادق وموقف للسيارات لخدمة مكتبة الإسكندرية على حساب مجمع الكليات ذي القيمة التاريخية والأثرية في المدينة.
وطالب النائب البرلماني المحافظَ بإعطاء الأولوية للأحياء الشعبية والعشوائيات ورصف الشوارع التي أصبحت عبئا على المواطنين وتسببت في كوارث، ومحاربة الفساد المستشري في الدواوين والأحياء.