هذه آثار الطبيعة على دماغ الإنسان

16 ابريل 2016
مجرّد المشي في الطبيعة يساعد على تحسين المزاج (Getty)
+ الخط -

مراقبة الطبيعة أو المشي لمسافات طويلة أو مشاهدة الطيور أو مجرّد التنزّه في الهواء الطلق، لا يحسّن فقط من حالتنا النفسية أو الجسدية بل يؤثّر بشكل إيجابي على أدمغتنا أيضاً.

تثبت دراسات عديدة أن التمارين الرياضية مفيدة جداً بالنسبة إلى أكثرية الناس، بيد أنّ تطوير علاقة وثيقة مع عالم الطبيعة تفوق فوائده تلك الفائدة بكثير، ومنها تحسين القدرة المعرفية لدينا والحفاظ عليها. وقد أوضحت الدكتورة ديان دريهير، من جامعة سانتا كلارا في كاليفورنيا حيث تشغل منصب المدير المساعد للروحانيات ومعهد الصحة، إنّ التفاعل مع الطبيعة يخفّف من التوتّر ويدعم قوتنا على التركيز، بحسب ما تؤكد دراسات عديدة.

تجدر الإشارة إلى أنّ ممارسة "شنرين – يوكو" أو "استحمام الغابة"، أي زيارة الغابة والترفيه عن النفس واستنشاق المركبات العضوية المتطايرة المضادة للجراثيم مثل البينين والليمونين. وهو نشاط اقترحته وكالة الغابات في اليابان في عام 1982 وبات معروفاً كرياضة استرخاء هناك. وقد أظهرت بحوث أنّ الأشخاص الذين يمارسون نشاط "شنرين - يوكو" الذي يقضي بالجلوس في الغابة لمدّة ربع ساعة والتجوّل بعد ذلك ببطء في المكان للمدّة ذاتها ومن ثمّ البقاء في الطبيعة لربع ساعة إضافية، يتدنّى لديهم إفراز هرمون كورتيزول بشكل كبير. وكانت دراسات عديدة تناولت كيفية تحسين أداء الدماغ، قد بيّنت أنّ هرمون كورتيزول يؤثّر سلباً على أدمغتنا ويلحق الضرر بقشرة الفص الجبهي والحصين، أما انخفاضه فيساعد على الحفاظ على صحّة عقولنا.

ولفتت دريهير إلى أنّ مجرّد البقاء في الطبيعة يساعد على تحسين الشعور أو المزاج. وكان علماء نفس من كلية أوبريلين في ولاية أوهايو الأميركية قد أعدّوا دراسة بيّنت أن الأشخاص الذين ساروا في الغابة أبدوا مشاعر أكثر إيجابية وقدرة أكبر على التركيز والتفكير والانتباه، بالمقارنة مع أولئك الذين أمضوا وقتهم في مناطق حضرية.

كذلك أوضحت دريهير أنّ إمضاء وقت في الطبيعة قد يساعد في الحفاظ على صحّة الدماغ في المستقبل أيضاً، وتثبت ذلك دراسة شملت ألفي رجل وامرأة أستراليين تجاوزوا الستين من العمر، بيّنت أنّ العمل في الحديقة بشكل يومي يرتبط بنسبة 36 في المائة بتدّني خطر الإصابة بمرض الخرف. ونصحت دريهير من يرغب في اختبار تلك النتائج بذاته، قائلة: "حاول الخروج إلى الطبيعة وانظر إلى الأشجار من حولك والسماء في الأعلى. تأمّل للحظات في خضم يومك المزدحم وتمتّع بجمال عالم الطبيعة".

وكانت "العربي الجديد" قد التقت عدداً من الأشخاص الذين تجاوزوا السبعين، وما زالوا يتمتّعون بقدرات عقلية وجسدية جيّدة. هؤلاء أوضحوا أنهم إما يعمدون إلى التنزّه في الطبيعة يومياً أو الجلوس في الخارج ومراقبة السماء والإنصات إلى موسيقى الطبيعة. من جهته، يحكي آدم (72 عاماً) عن عمله في الحديقة بشكل يومي من الصباح الباكر ولساعات طويلة، ويقول: "من يحب الطبيعة تبادله الطبيعة حبّه، وينعكس ذلك على صحتّه وشعوره بالرّاحة". وهو كان قبل تقاعده قد انهمك في الحياة والعمل مع شعور بالكآبة في معظم الأوقات. وبعد التقاعد، حاول ملء أوقات فراغه بالانشغال في حديقة منزله، ولاحظ تحسناً ملحوظاً في حالته النفسية بشكل كبير.

المساهمون