العراق: سكان المقدادية وطلابها تحت الإقامة الجبرية

07 مارس 2016
أحد التفجيرات في المقدادية (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
تفجير انتحاري داخل مجلس عزاء لقيادي بمليشيا الحشد شيعي، أُعلن على إثره حظر للتجول، وتعطيل الدوام الرسمي في كافة الدوائر الحكومية داخل بلدة المقدادية (90 كلم) شمال شرقي بغداد. مشهد تكرر على سُكان البلدة التي تقع في محافظة ديالى المجاورة لإيران، والتي تسيطر عليها المليشيات، التي تتوعد بعمليات انتقامية بعد كل تفجير، لا سيما الأخير الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والذي أودى بحياة 38 شخصاً إضافة إلى عشرات الجرحى، غالبيتهم من أفراد المليشيات أو أقرباء لهم.

عضوة المجلس المحلي في المقدادية وحيدة عبد وهاب، أوضحت لـ"العربي الجديد" أنه "رغم مرور أسبوع على الحادث، إلا أن انعدام الأمن في المقدادية يلقي بظلاله على حياة المواطن، الذي يدفع وحده ثمن التفجيرات والخروقات الأمنية"، مشيرة إلى نزوح كثيرين بعد التفجير الأخير، وتضرر المصالح التي لحقت بها خسائر تجارية تقدر بالمليارات، نتيجة شلل الحركة وقطع الطرق وإقفال المحال التجارية التي تلفت بضائعها مثل محال الأغذية والخضار والفواكه.

ولفتت وهاب إلى "تعطيل الدوام في الدوائر الخدمية ما جعل الحياة معدومة، ومصالح الجميع متضررة"، مؤكدة أن سكان المقدادية يعيشون تحت الإقامة الجبرية في ظل التهديدات التي تطلقها الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة، وإن الخطر في البلدة لا يزال مستمراً مع الانفلات الأمني، ولا يمكن طمأنة المواطن ما لم تعد الحياة إلى طبيعتها".

من جهته، أوضح شيخ قبيلة المهدية الشيخ غضنفر المهداوي لـ"العربي الجديد"، أن "سكان المقدادية لا يجرؤون على الخروج من منازلهم، وبعد كل تفجير تتوقف الحركة تماماً وتغلق المدارس والدوائر الحكومية، وصار الناس لا يأمنون على حياتهم داخل بيوتهم".

اقرأ أيضاً: العراق: المليشيات تشلّ الحياة بالمقداديّة .. ومخاوف من المجهول

وتابع إن "الوضع في بلدة المقدادية خطر للغاية، وسكانها يعيشون حالة من الرعب، إذ لم تتوقف قذائف الهاون والصواريخ على القرى والأحياء التابعة لها"، فضلا عن الاغتيالات التي طاولت أكثر من عشرة أشخاص منذ تفجير القاعة، وهناك تخوف كبير مما تضمره المليشيات، خاصة بعد سلسلة من التهديدات وتفجير أربعة منازل تعود لعوائل سُنية في أحياء دور الضباط والحرية وبلور.

من ناحيته، أبدى المشرف التربوي سعدون الجبوري لـ"العربي الجديد"، قلقه من عدم إتمام المناهج التعليمية في مدارس البلدة، ما يعود بالضرر على التلاميذ والطلاب بعد إغلاق المدارس، وعدم تمكن طلاب الجامعة من الوصول إلى كلياتهم في عاصمة البلدة بعقوبة، أما تلاميذ الابتدائية وطلاب الثانوية فقد تعطلت مدارسهم بسبب سوء الوضع الأمني والتفجيرات التي تطاول البلدة بين الحين والآخر.

وطالب الجبوري وزارة التربية باتخاذ إجراء طارئ وإلغاء عطلة يوم السبت في بلدة المقدادية لغرض إتمام المناهج التعليمية، خاصة للصفوف النهائية وإلزام الهيئة التدريسية والطلاب بذلك. كما دعا الأجهزة الأمنية من عناصر الجيش والشرطة إلى مرافقة باصات نقل طلاب الكلية لضمان حمايتهم وطمأنتهم وعدم تعرض المليشيات لهم، خاصة في الطرق الخارجية والنقاط التي تتمركز فيها.

وكانت بلدة المقدادية ضمن محافظة ديالى (57 كلم) شمال شرقي بغداد، تعرضت لتفجير انتحاري داخل مجلس عزاء في قاعة القدس، بعد مضي أقل من شهرين على تفجير مزدوج داخل مقهى راح ضحيته أكثر من 70 بين قتيل وجريح، فجّرت المليشيات على إثره جميع مساجد البلدة وهددت سكانها.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: مدينة الرمادي العراقية مدمرة بالكامل