سكان درعا والزراعة.. بحث عن الاكتفاء الذاتي

27 مارس 2016
أحياناً يصعب الوصول إلى الحقول البعيدة (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -



"الحاكورة" المسمى المحلي لمساحة الأرض الصغيرة خلف المنزل في محافظة درعا، وقد تجد فيها غابة صغيرة من الخضراوات، إضافة لعدد من فراخ الدجاج، وبقرة أو خروف أو ماعز، فهو المكان الذي بات الأكثر قرباً لسكان ريف درعا مما يحصل حولهم.

فرغم أن مساحات واسعة من أراضي درعا هي أراض زراعية، إلا أن الأهالي يفضلون المساحة القريبة من المنزل، حسب وصف "هشام.ع"، والذي أضاف "أثناء القصف أو المعارك الدائرة نستطيع أن نتناول ما نريد مما نزرع قرب المنزل، أما أراضينا البعيدة قد تمر الأيام والأسابيع ولا نستطيع أن نقترب منها، وبعض السكان لا يعرفون ماذا حلً بأراضيهم منذ أكثر من عامين أو ثلاثة أعوام، فهي مع الطرف الآخر".

ويشرح بأن الطرف الآخر قد يكون قوات النظام أو الفصائل المسلحة المعارضة، "ففي كافة الأحوال إن كان السكان في مناطق النظام لا يجرؤون على أن يذهبوا لمناطق الفصائل المعارضة، وإن كانوا في مناطق المعارضة المسلحة لا يمكنهم الذهاب لمناطق النظام".

وتابع هشام لـ"العربي الجديد" بأن "الحاكورة هي المكان المفضل لدى السكان، ففيها تستطيع أن تزرع الخضروات، وفيها أيضاً تضع الحيوانات، إضافة لتمضية النهار في ظل حظر التجوال في بعض الأيام".

لكن "باسم.س" يرى أن "العودة للأرض هي السبيل الوحيد الذي حافظ على حياتنا، فتمر أيام كثيرة لا نستطيع أن نشتري ربطة خبز، أو أنواع معينة من الخضراوات لارتفاع أسعارها وندرتها إضافة لجشع التجار، كل ذلك جعلنا نعود للأرض لنزرعها من جديد ونربي الأغنام والدجاج".

اقرأ أيضاً: الرستن تحت حصار نظام الأسد.. تجويع 100 ألف سوري

"عبد الله.ع" ذكر لـ"العربي الجديد" أن "المحاصيل السنوية من القمح والعدس وحتى الشعير والحمص هي المونة الأساسية لدى السكان، فيقوموا بجنيها أثناء فصل الصيف، ليعيشوا بمردود جزء منها، ويخزنوا الجزء الباقي"، لافتاً إلى أن بعض الأسر، تعتمد في معيشتها على تربية وتجارة المواشي من أبقار وأغنام، إضافة للربح الذي يعود عليهم من ثمن اللحوم والحليب.

ويرى عبد الله أن القرى والبلدات أوجدت أسواقاً محلية، فصاحب البقرة يبيع الحليب، ومن لديه فائض من الخضراوات يبيعها، وأغلب الأحيان يتقايضان فيما بينهما، لتعيش القرى والبلدات حياة ما قبل النقود في بعض الأيام.

الناشط الإعلامي مشعل الحريري يرى أن تربية الماشية وزراعة الخضراوات التي يقوم بها السكان المحليون هي السبب في بقاء الكثير منهم على قيد الحياة وتخفيف معاناتهم، فالمساعدات الإنسانية بالكاد تصل، وإن وصلت لبعض السكان، ولعدد من الأيام فقط.

الكثير من العائلات حسب الحريري لا تطلب المساعدة من الهيئات الإغاثية أو الإنسانية فالاكتفاء الذاتي التي تعيشه من خلال أعمالهم الزراعية، تجعلهم يفكرون بتطوير أدواتهم فقط، لا الحاجة لمساعدات.

وأضاف الناشط الإعلامي بأن الأسعار المرتفعة وندرة المحروقات خلقت لدى الأهالي الكثير من الأفكار ليستمروا بالحياة، بعيداً عن المساعدات في مناطق النظام من جهة، أو الاعتماد على المعونات من الفصائل المسلحة من جهة ثانية.

اقرأ أيضاً: سورية.. إعلان درعا مدينة منكوبة

المساهمون