المرشح القطري حمد الكواري: أسعى إلى بناء "جيل اليونسكو"

23 مارس 2016
حمد الكواري (العربي الجديد)
+ الخط -
قال وزير الثقافة القطري السابق والمرشح لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، الدكتور حمد الكواري، إن ترشحه يمنح فرصة تاريخية للعرب والمسلمين، ويعد اختباراً، أيضاً، للدول المتقدمة، حتى تعبر عن صدقية مضامين إيمانها بالتنوع وقبول الآخر، لأجل تحقيق تكافؤ الفرص في قيادة المنظمة.

وأضاف الكواري، اليوم الأربعاء، في ندوة أقامتها جامعة قطر: "لعل إدارة عربي لهذه المنظمة العتيدة يمنح الإنسانية أملاً جديداً في التقارب والتقدم، ويعطي الشعارات البراقة وهجاً حقيقياً".

وأكد الكواري سعيه إلى بناء "جيل اليونسكو" الذي يعتبر الثقافة بوصلته في سياق فشل السياسات وشيوع اليأس والإحباط في مناطق عدة من العالم. موشحاً أن "الأمل يُغرس كبذرة في العقول الحية والمتطلعة بحماستها إلى تغيير صورة العالم نحو الأفضل. وليس أفضل من الشباب ليحمل هذه البذرة، وهي مشعل يسلمه جيل إلى الأجيال القادمة. وهذا لن يرى النور، من دون تجسيم انطلاقة جديدة لليونسكو".

وأفاد أن لديه إيماناً عميقاً أن "الدبلوماسية الثقافية" هي الطريق الأمثل لتحقيق السلام، فالثقافة أفضل وسيلة لنشر القيم المشتركة التي تتعالى عن ضيق الأفق والجمود الذي يلف فئات مختلفة في العالم، ولنا في تاريخنا الإنساني المشترك خير حجة على مدى نفاذ الثقافة في إحداث التقارب بين الشعوب، حتى عُدت القوة الناعمة.

وقال الكواري "لئن أوْلت منظمة اليونسكو أولوية هامة للثقافة، فربطتها بالتنمية في إطار تكوين رؤية عالمية تعبر عن القيم بلغة مشتركة، فإننا نلاحظ انخفاض مستوى الحوار بين الثقافات، وانحسار مساحة التسامح الذي يمثل شرطاً أساسياً في التعايش بين الأمم على اختلافها".

وتابع: "نعيش حالياً تحت وقع أعمال التخريب للمعالم الأثرية، ونرقب النوايا المعلنة لدعاة العنف والكراهية بتدمير المزيد من المواقع والمتاحف، بمسوغات تتعارض مع القيم الإنسانية المشتركة، وتهدد الذاكرة الإنسانية".

وقال "لعل ما وقع في سورية والعراق وليبيا خير شاهدٍ على هذه الجرائم. وبقدر ما كان تحرك منظمة اليونسكو سريعاً، فإنه يحتاج إلى وضع تشريعات دقيقة لحماية مواقع التراث العالمي، وتحسيس المنظمات الأهلية بضرورة حماية هذه المواقع، لأنها لا تمثل الدول، بقدر ما تمثل الذاكرة المشتركة للإنسانية".

ولفت الكواري في المحاضرة "إذا كنّا ندعو إلى إشاعة ثقافة السلام، فإنّنا نحتاج اليوم إلى تفعيل الحوار بين الثقافات، على أساس حقوق الإنسان، وتقدير الخصوصيّات الثقافيّة، حتّى لا نُحيي التّعصّب الأهوج، فلا تُبعث النّزاعات وثقافة الحروب من جديد".

وشدد على أنه "لا يمكن للثقافة أن تبقى معزولةً عن التنمية في أبعادها المختلفة، ناهيك عن الاهتمام بالصناعات الثقافية باعتبارها السبيل إلى كسب القيمة المضافة للثقافة، وتعزيز التنمية، خاصة لدى الشعوب التي يكتسحها الفقر أو المناطق المهمشة، إذ تسهم الصناعات الثقافية في القضاء على الفقر وإحلال التماسك الاجتماعي".

و"يونسكو" منظمة متخصصة تتبع الأمم المتحدة، تأسست عام 1945. وترأسها حالياً البلغارية، إيرينا بوكوفا، بعد فوزها في الانتخابات التي أجريت عام 2009، متقدمة على المرشح المصري فاروق حسني، وتم التجديد لها لفترة ولاية ثانية في 2013، وتنتهي ولايتها في 2017، ولا يجوز وفقاً للوائح المنظمة أن يبقى الأمين العام أكثر من فترتين.

وهدف المنظمة الرئيسي هو المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.

وتتبع "يونسكو" 191 دولة. ويوجد مقرها الرئيسي في العاصمة الفرنسية باريس. ولها أكثر من 50 مكتباً وعدة معاهد تدريسية حول العالم.



اقرأ أيضاً:اليونسكو تحيي اليوم العالمي للغة الأم