نرفض أن تمنعنا إعاقتنا عن التعليم

28 فبراير 2016
على الجميع عدم تجاهل التجهيزات الخاصة أثناء البناء (الأناضول)
+ الخط -
يواجه الأشخاص المعوقون في تركيا الكثير من الصعوبات من أجل استكمال تعليمهم الجامعي. فبالرغم من التحسينات التي حصلت في عدد كبير من الجامعات بخصوصهم، ما زالوا يعانون بشدة هناك، في الوقت الذي لا تبذل فيه إدارات معظم الجامعات التركية سوى جهود محدودة لتذليل العقبات أمامهم.

تؤكد جميع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الأشخاص المعوقين أنّهم لا ينالون فرصة متساوية في التعليم مقارنة بغيرهم. فمن بين 5.5 ملايين طالب جامعي في تركيا لا يوجد أكثر من 6540 طالباً معوقاً. في هذا الإطار، تشير "جمعية أبحاث الحقوق الاجتماعية التركية" إلى أنّ من بين 173 جامعة تركية لم تجرِ سوى 106 جامعات إجراءات لتحسين حياة الأشخاص المعوقين. وهي تحسينات تبدو قاصرة جداً عن المستوى المطلوب بدورها.

تلك التحسينات شملت 3742 بناء في تلك الجامعات. مع ذلك، فإنّ 3 في المائة فقط من الأبنية مجهزة للأشخاص المكفوفين. كما جهز 44 في المائة فقط من الأبنية بمنحدرات مخصصة لمن يستخدمون الكرسي المتحرك. كذلك، فإنّ 43 في المائة فقط من هذه الأبنية مجهز بمراحيض مخصصة للأشخاص المعوقين. بينما لا تبلغ نسبة المباني المجهزة للأشخاص الصمّ أكثر من 0.1 في المائة.

في المقابل، تؤكد إدارة التعليم العالي التركية على الجهود التي تبذلها لتذليل العقبات أمام الأشخاص المعوقين. فقد أنشأت وحدة خاصة في كل جامعة للعناية بشؤونهم. كما خفّضت معدل العلامات الخاص بالأشخاص المعوقين للالتحاق بالمعاهد العليا والجامعات.

تشرح الطالبة المكفوفة فاطمة غوموش التي تدرس اللغة التركية في كلية الآداب في جامعة مرمرة معاناتها: "عندما بدأت الدراسة لم يكن هناك أي إشارات على الأرصفة مخصصة للأشخاص المكفوفين. مرّ أول عامين في الجامعة وأنا أسقط كل قليل عن الأرصفة أو أرتطم بالحواجز حتى أدميت ركبتي. هذا العام سأتخرج ولم يجر تعديل شيء". تضيف: "قد يكون تجهيز كلّ الأبنية أمراً صعباً، لكن فليجهزوا على الأقل بعضها. التغيير الوحيد في السنوات الخمس الأخيرة أنهم وضعوا كمبيوتراً صوتياً واحداً للأشخاص المكفوفين في المكتبة، ونحن أكثر من 12 في كليات المجمع الجامعي".

تقول غوموش: "هناك الكثير من القوانين التركية والاتفاقيات أو المعاهدت الدولية التي وقعتها تركيا لحماية الأشخاص المعوقين، لكن لا يطبق جزء كبير منها. نحن نطالب بحقوقنا. نرفض أن تمنعنا إعاقتنا عن ممارسة دورنا الاجتماعي".

بدوره، لدى الطالب الجامعي محمد تاش إعاقة حركية. يقول: "في بداية التحاقي بقسم هندسة الحاسوب في جامعة يلدز التقنية، ولمدة أسبوعين لم أستطع دخول قاعات المحاضرات لأنّ الأبنية لم تكن مجهزة أبداً. لم يكن هناك مصاعد أو منحدرات. حتى الأبنية الجديدة لم تكن تلتزم المعايير. وبعد تواصلي مع إدارة الجامعة ووحدة العناية بشؤون الأشخاص المعوقين جرى تذليل العقبات تدريجياً". يفسر: "على سبيل المثال لم تكن المصاعد تقف عند الطوابق الفردية، وعندما أضطر إلى الانتقال من الطابق الرابع إلى الثالث يحملني أصدقائي، إلى أن أصلح المصعد. كذلك، لم أكن أذهب لتناول الطعام في الكافيتريا لأنها كانت في بناء جديد غير مجهز بمصعد، فسمح لي باستخدام الصالة في الطابق الأول المخصصة للأساتذة. كما أضيف منحدر صغير للكراسي المتحركة ما سهل الدخول إلى المكتبة". يتابع: "التعليم حق للشخص المعوق كغيره. لذلك، على الجميع عدم تجاهل التجهيزات الخاصة بالأشخاص المعوقين أثناء عملية البناء سواء في المدارس أو الجامعات أو المباني العامة".

من جهته، يقول الطالب الأصمّ يلماز كوجوك أوغلو الذي يدرس هندسة البرمجيات في جامعة "إشك"، إنّه بعد جهد كبير، وبدعم من عائلته تمكن من الالتحاق بالجامعة. هو يستخدم جهازاً لتحسين السمع ولو أنّه لا يخدمه إلاّ قليلاً. يعتمد في أغلب الحالات على لغة الشفاه.

يطالب بالاعتماد بشكل أكبر على الوسائل البصرية في التدريس. ويقول: "لا أستطيع أن أسمع كالآخرين، ولا أفهم جزءاً كبيراً من المحاضرات. أعتمد عادة على قراءة الشفاه. لكنّ بعض الأساتذة المحاضرين للأسف يتحدثون بشكل سريع للغاية من دون أن يحركوا شفاههم بالشكل المطلوب، ما يحول دون فهمي لهم. يفوتني الكثير من الأمور، لكنّ زملائي يساعدونني". يضيف: "سأشعر بالارتياح عندما يستخدم المحاضرون الوسائل البصرية بشكل أكبر. لكنني لم أجد الكثير من الدعم في هذا السبيل بعد".

اقرأ أيضاً: "اختبار الدخل" يضرّ بمعوّقي تركيا
المساهمون