إغلاق أول عيادة رسمية للرقية الشرعية في الجزائر

19 ديسمبر 2016
يدعي صاحبها علاج السحر والمس (العربي الجديد)
+ الخط -


بعد أربعة أيام من الإعلان عن افتتاح أول عيادة رسمية للعلاج بالرقية الشرعية بالجزائر، لصاحبها الراقي، المعروف باسم أبو مسلم بلحمر، وبعد التغطية الإعلامية التي حظيت بها، قرر والي ولاية غيلزان درفوف هجري غرب العاصمة إغلاق وتشميع العيادة المعروفة باسم "بشائر الشفاء" بمنطقة سيدي الخطاب.

وليست هي المرة الأولى، التي يتعرض فيها بلحمر (49 عاما)، لما وصفه بـ "التضييق" في أعماله اليومية من طرف السلطات الجزائرية، إذ سبق له أن تعرض لإغلاق وتشميع عيادته السابقة التي تعالج المرضى بالرقية الشرعية، على خلفية وفاة إحدى المريضات، التي تلقت علاجها عنده بالرقية الشرعية.

واللافت أن المدعو بلحمر ذاع صيته في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بعدما كان يعالج المرضى بالرقية الشرعية، ولقي شعبية كبيرة وتمكن من استقطاب الزبائن من مختلف الولايات الجزائرية.

وفي هذا الإطار، ادعى بلحمر علاج الأمراض المستعصية، التي عجز الطب عنها، كالإصابة بالمس والعين والسحر.

وفي مقابل هذا الانتشار، استهجن الكثيرون نشاط مثل هؤلاء في الجزائر و"الضحك على ذقون المرضى"، بحسب عمادة الأطباء الجزائريين، التي راسلت وزارة الصحة الجزائرية من أجل تحديد المهام ومراقبة مثل هؤلاء الممارسين، خصوصاً بعد وقوع حوادث مضرة بصحة المواطن الجزائري.


ولم يسلم الراقي بلحمر، عقب افتتاح العيادة، من انتقادات المواطنين، خصوصاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وبرأي الكثيرين، فإن صاحب هذه العيادة يقوم بـ"الشعوذة " و"الدجل" وخداع الآخرين تحت غطاء الدين.

كما اتهمه الإعلامي، الهادي بن حملة، بالمساهمة في تفشي الشعوذة والدجل والجهل، وسط تراخي السلطات الجزائرية مع مثل هذه التصرفات، متسائلا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن الجهة التي منحت المعني بالأمر رخصة من أجل فتح العيادة الضخمة، التي تربعت على مساحة كبيرة في منطقة سيدي خطاب، كما أنها عبارة عن مبنى مجهز بشاشات تلفزيونية عملاقة.

وتطرح اليوم في الجزائر تساؤلات مرتبطة بالعلاج خارج المستشفيات والمصحات والمراكز الاستشفائية، وحول تنظيم نشاطات العيادات (المحلات) التي تقدم خدمات العلاج بالطب البديل، خصوصاً انتشار عدد منها في الولايات، فيما يمارس الكثيرون نشاطاتهم بطرق غير شرعية وفي الخفاء، لكنهم رغم ذلك يلقون توافد الزبائن بالآلاف، خصوصا ممن يئسوا من إيجاد علاج نافع عند الأطباء.

ويأتي قرار إغلاق العيادة عقب الضجة الكبيرة التي أحدثها المكمل الغذائي، الذي يحمل الاسم التجاري "رحمة ربي"، لمكتشفه توفيق زعيبط، لعلاج داء السكري، وهو ما أثار الجدل في الجزائر ودفع بوزارتي الصحة والتجارة إلى سحب المنتوج من الصيدليات.