قتيبة الأمين يلعب كرة الطاولة في نادٍ ألمانيّ

15 ديسمبر 2016
يتطلّع إلى بطولة الدرجة الأولى (العربي الجديد)
+ الخط -
صرّح مدرّبه في حديث مع صحيفة ألمانية، بأنّه تميّز بقدرته القوية على التعلّم واندماجه مع اللاعبين

في النصف الثاني من عام 2015، وصل الشاب السوري قتيبة الأمين إلى ألمانيا بعدما تنقّل بين حلب ودمشق وبيروت ومدن تركيّة، من دون أن تسنح له فرصة تحقيق طموحه. هناك، في المهجر، نجح الشاب في التميّز في كرة الطاولة.

يخبر الأمين أنّه "في عام 2010، تخرّجتُ من قسم الإعلام في جامعة دمشق، غير أنّني لم أبلغ ما أطمح إليه في العمل الإعلامي". ويشير إلى أنّه حاول التواصل مع صحف ووسائل إعلام في حلب ودمشق، لكنّه لم ينجح في الحصول على أي فرصة عمل ولو براتب متواضع.

وراح الأمين يعاني من ضغوط اقتصادية لا سيّما أنّه مضطر إلى المساهمة في إعالة أسرته. فتوجّه في عام 2012 إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث عمل في شركة تصميم أزياء. فهو كان قد تعلّم هذه المهنة خلال طفولته. وفي عام 2015، قرّر الانتقال إلى تركيا. يقول: "بقيت ستة أشهر من دون عمل. لم أترك وسيلة إعلام مطبوعة أو مسموعة أو مرئية إلا وتواصلت معها، من دون جدوى". لذا، بدأ يعمل في مصنع للألبسة قبل أن يقرر الالتحاق بهؤلاء الذين كانوا يلجؤون إلى أوروبا.

يروي الأمين البالغ من العمر 34 عاماً أنّها "كانت اللحظة الأصعب عندما ركبنا في القارب المطاطي بعد أسبوع من الانتظار في مدينة إزمير. المرحلة الأكثر تعقيداً كانت في المجر، حيث كانت الشرطة تلاحق اللاجئين وتمنعهم من عبور الحدود". لكنّ الذين رافقهم الأمين، راحوا يتعاملون مع مهرّب متواطئ مع الشرطة المجرية، ونجحوا في عبور الحدود بمنتهى الأريحية بعد دفعهم الرشى.

في ألمانيا كذلك، واجه الأمين بعض المصاعب. بعدما أسكنته السلطات الألمانية في العاصمة الألمانية برلين، انتقل إلى منطقة ترير (جنوب غرب) نتيجة الضغط. يُذكر أنّه اضطر مع آخرين إلى النوم في ممرات المبنى المحدّد وسط برد قارس لأيام عدّة، قبل أن يُنقل إلى مركز استقبال منظم للاجئين. وفي ذلك المركز، نشط مع متطوّعين ألمان من خلال الترجمة من العربية إلى الإنكليزية في مركز لتوزيع الألبسة على اللاجئين، وساعد كذلك في تنسيقها.

من جهة أخرى، راح يتردّد على نادٍ ويتدرّب على كرة الطاولة. وبعدما تنبّهت الإدارة إلى موهبته على الرغم من أنّه هاوٍ، ضمّته إلى كوادرها. فشارك في مباريات عدّة، وهو يتطلّع اليوم إلى المشاركة في بطولة الدرجة الأولى في أحد الأندية الكبيرة. يُذكر أنّ مدرّبه كان قد صرّح في حديث مع صحيفة ألمانية، بأنّه تميّز بقدرته القوية على التعلّم واندماجه مع اللاعبين.

المساهمون