هذه بعض فوائد القلق

05 نوفمبر 2016
يصعب التخلّص من القلق (أولي سكارف/ Getty)
+ الخط -

القلق إحساس اختبره كلّ واحد منّا ويعيشه من وقت إلى آخر. لكن، كلّما تقدّمنا في السنّ يتقلّص قلقنا تجاه أمور كدنا نموت قلقاً بشأنها في الماضي. خسارة وظيفة أو التأخّر على موعد أو رأي شخص ما بنا أو الإصابة بالمرض أو فقدان قريب... أسباب تصيبنا بالتوتّر وتدفعنا إلى الأرق والإرهاق وعدم التركيز والحزن. هذه كلها مشاعر تنتج عن القلق، بحسب الدكتور سيث جي غيليهان، وهو أستاذ مساعد في علم النفس العيادي في قسم الطب النفسي في جامعة ولاية بنسلفانيا وواضع عدد من المؤلفات عن القلق والاكتئاب.

ويسأل غيليهان: "كيف يمكن لحالة نفسية مرتبطة بكثير من القلق أن تكون مفيدة"؟ قبل أن يجيب: "في كلّ مرّة نقلق وتأتي النتائج جيّدة، يربط العقل ما بين منع حدوث ضرر والشعور بالقلق. حتّى إنّ البعض يرى أنّ القلق يجنبّه الصدمة، فيستبق خيبة الأمل ويعاني بشدّة وهو يركّز على مستقبل مجهول". ويشير إلى أنّ "معتقداتنا عن القلق، قد تتضمّن عنصراً خرافياً. فنتوقّع أن يقلّل هذا الفعل من احتمال وقوع مشاكل، ونشعر أنّه لو توقّفنا عن القلق فإنّ المتاعب سوف تزداد". كذلك، يقول إنّ "آخرين قد يرون في القلق نوعاً من الاهتمام"، لافتاً إلى أنّ هذا التفكير قد يكون صحيحاً لكنّه ينبغي علينا التمييز بين الاهتمام بموضوع ما والقيام بكل ما في وسعنا لحلّه أو المساعدة فيه وبين القلق بلا داع".

ويوضح غيليهان أنّ "القلق قد يمثّل حافزاً لدى بعض الناس ويظنّون أنّهم لو توقفوا عنه فإنّهم سوف يتحوّلون إلى أشخاص غير منتجين". ويدعو إلى "التفريق بين القلق غير المنتج وبين القلق المنتج الذي يسعى إلى حلّ المشكلة. أحياناً، قد نقلق كثيراً من دون أن نحرّك ساكناً". وإذ يقول إنّ القلق قد يساعد في إيجاد حلول للمشاكل، يشير إلى أنّ ذلك المبالغ فيه قد يتضارب مع إيجاد حلول. ويؤكّد أنّه يصعب التخلّص من القلق، إلا أنّنا نستطيع التخفيف من وطأته علينا من خلال التأمّل أو ممارسة التمارين الرياضية أو التفكير بسبب إصابتنا بالقلق وإدراك خياراتنا ومواجهة مخاوفنا وتجنّب القلق حول أمور مستقبلية غير مؤكّدة، وذلك عن طريق التدرّب على التركيز على الحاضر.

تخبر نهاد (63 عاماً) وهي لبنانية مقيمة في لندن، "كنت أقلق إزاء أبسط الأمور. في أيام الدراسة، كنت أخشى الحصول على درجات متدّنية أو الفشل في الإجابة عن سؤال؟ وحين تخرّجت بدت لي تلك الأمور التي كانت تحرمني النوم، تافهة". تضيف لـ "العربي الجديد": "أمضيت حياتي وأنا أشعر بقلق على وظيفتي وزوجي وأبنائي، وعجزت عن التخلّص من ذلك الشعور الذي أرهقني من دون جدوى. ليتني استطعت القلق أقلّ، لكانت حياتي أكثر سعادة".

دلالات
المساهمون