قوافل إنسانية تفك عزلة سكان جبال المغرب

30 نوفمبر 2016
مساعدات لسكان جبال المغرب (فيسبوك)
+ الخط -


تشهد عدة مناطق نائية في جبال الأطلس المتوسط والكبير بالمغرب، توافد العديد من القوافل الإنسانية التي تحاول فك العزلة عن السكان بسبب موسم الثلوج الذي حل قبل أيام، والمرتقب أن يدوم أسابيع مقبلة.

وانخرطت منظمات وجمعيات ومبادرات شبابية في حمل المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق الجبلية في "ازيلال" و"خنيفرة" و"ميدلت"، وغيرها من المناطق التي تعرف طقساً متجمداً، كما أمر العاهل المغربي بإنشاء مستشفى متنقل لعلاج السكان.

وبادرت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وهي مؤسسة شبه رسمية، إلى إرسال مساعدات عينية تضم أغطية وملابس صوفية ومواد غذائية إلى مئات الأسر الفقيرة التي تحاصرها الثلوج.

وفي قرية "زاوية أحنصال"، عمدت المؤسسة ذاتها إلى توزيع مساعدات على أكثر من 2400 أسرة ضمن المحطة الأولى من الحملة التي تستهدف مختلف المناطق الجبلية بأزيلال، لمساعدة السكان على مواجهة البرد القارس.

وتتوقع خطة المؤسسة، أن تشمل قوافلها الإنسانية أكثر من 5640 أسرة تقطن في أكثر من 78 قرية في منطقة أزيلال وحدها، علاوة على باقي المناطق التي تعاني أيضاً من وعورة التضاريس، ورداءة أحوال الطقس، ما يجعلها في عزلة عن العالم الخارجي.

من جهتهم، أقدم شباب متطوعون على جمع الملابس والأغطية والمواد الغذائية من فاعلي الخير، ليضموها إلى قافلة سيارات وشاحنات صغيرة، على حسابهم الخاص، وتوجهوا بها صوب عائلات فقيرة تقطن في أعالي الجبال، خاصة الذين تحاصرهم الثلوج كل عام.

محمد الدمناتي، أحد سكان المناطق التي تشهد تساقطات ثلجية كثيفة، قرر أن يغادر قريته باتجاه مدينة الرباط هرباً من الظروف القاسية في الجبال، يقول لـ"العربي الجديد"، إن تلك المناطق لا يمكن أن يعيش فيها المرء دون أن يصيبه المرض من فرط البرد.

وتابع أن عدداً من الدواوير والقرى في جبال الأطلس المتوسط والأكبر تعيش عزلة كاملة عن محيطها بسبب كثرة الثلوج التي تقطع الطرق، ما يمنع وصول وسائل النقل إليها، وبالتالي "تعيش خارج الزمن" وفق تعبيره.

ويقول أحد المتطوعين في مؤسسة عطاء الخيرية، لـ"العربي الجديد"، إن الشباب المتطوعين نذروا أنفسهم لمساعدة سكان هذه المناطق النائية والقرى الغارقة في الثلوج، كنوع من التضامن مع هؤلاء الذين اجتمع عليهم الفقر وقسوة الشتاء وصعوبة المسالك.