وقال الناشط الإعلامي في حلب الشرقية، عمر عرب، لـ"العربي الجديد"، إن "الأكراد والنظام تقاسموا الأحياء التي فقدتها المعارضة"، مبيناً أن "معظم النازحين الهاربين من القصف العشوائي والعمليات العسكرية، توجهوا إلى المناطق التي ما تزال تحت سيطرة المعارضة في حلب الشرقية، وقسم الى مناطق الأكراد، فيما توجه نحو 1500 شخص إلى مناطق النظام".
ولفت إلى أن السكان في مناطق حلب الشرقية يتكافلون مع النازحين، "فتحت الناس منازلها واستقبلتهم، وتقاسموا ما تبقى لديهم من مواد غذائية، وذلك في ظل وضع إنساني سيئ للغاية، جراء الحصار الخانق والقصف المستمر".
وأفادت مديرية الدفاع المدني في محافظة حلب، بأن مجزرة ارتكبتها طائرات النظام الحربية، اليوم، في حي باب النيرب بحق المدنيين، أثناء نزوحهم من أحياء حلب الشرقية إلى الأحياء الغربية داخل المدينة المحاصرة سيراً على الأقدام، وراح ضحيتها أكثر من 25 شخصاً بالإضافة لجرح العشرات معظمهم من النساء والأطفال.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر مئات المدنيين النازحين يسيرون بخطى سريعة، بعضهم يحمل القليل من الأمتعة، كما يوجد بينهم كبار في السن وجرحى. كما بث فيديو يظهر به تجمع العشرات، قيل إنهم في حي الشيخ مقصود، الذي يسيطر عليه الأكراد، وكان ناشطون اتهموهم بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق شبان نازحين من مناطق المعارضة، إضافة إلى حدوث اعتقالات.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، اليوم الثلاثاء، نقلا عن تقارير أولية، إن "هناك ما يصل إلى 16 ألف نازح في حلب جراء الهجمات المكثفة على الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة في شرق المدينة". وبيّن أنه "ليست هناك مستشفيات عاملة في المنطقة وأن مخزون الطعام أوشك على النفاد، وأن من المرجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر القتال في الأيام المقبلة"، بحسب وكالة "رويترز".
وقالت مصادر كردية في حي الشيخ مقصود، في تصريحات صحافية أمس، إن عدد النازحين من أحياء حلب الشرقية زاد عن 8 آلاف مدني، في حين تتحدث تقارير عن وضع مأساوي جراء نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية والمواد الغذائية.
يشار إلى أن أكثر من 275 ألف مدني محاصرين في أحياء حلب الشرقية، بحسب الأمم المتحدة، يعانون من حصار خانق منذ عدة أشهر، في ظل نقص شديد بالمواد الغذائية والطبية حيث أعلنها الدفاع المدني منطقة منكوبة بشكل دائم.