أكثر من 3500 سعودي يخسرون أطرافهم سنوياً

21 نوفمبر 2016
المصنّعة محلياً تكون جامدة وغير مرنة (Getty)
+ الخط -
في السنوات العشر الأخيرة، تضاعفت نسبة حالات بتر الأطراف في السعودية أكثر من 404 في المائة، وذلك على خلفيّة حوادث المرور أو الغرغرينا الناتجة عن داء السكري. ويفيد تقرير رسمي لوزارة الصحة بأنّ مجموع الأشخاص الذين بتر طرف من أطرافهم والذين يترددون على مراكز التأهيل الطبي التابعة لوزارة الصحة، بلغ أربعة آلاف و670 حالة في العام الماضي فقط. وهذه أرقام لم تكن تُسجَّل قبل عقد.

وتتصدر المدينة المنوّرة (غرب) قائمة المناطق حيث تسجَّل أكثر حالات البتر الناجمة عن داء السكري مع 25 في المائة، فيما تتصدر منطقة تبوك (شمال) قائمة المناطق حيث حالات البتر الناجمة عن حوادث مرور مع 32 في المائة. وترفع الأرقام الرسمية الجديدة متوسط حالات بتر الأطراف في السعودية في السنوات العشر الماضية، إلى أكثر من ألفَين و140 حالة نتيجة حوادث المرور سنوياً، وإلى أكثر من ألف و387 حالة بتر نتيجة الأمراض، خصوصاً الغرغرينا الناجمة عن داء السكري.

في حوادث المرور، وبعد منطقة تبوك، تحلّ المدينة المنوّرة مع نسبة 20 في المائة وثم منطقة القصيم (وسط) مع 12 في المائة ومنطقة جازان (جنوب غرب) مع 10 في المائة من الحالات. وتوزّع نسب الحالات المتبقية على مختلف المناطق.

إلى معاناتهم من البتر، فإنّ الصعوبة الأكبر التي يعاني منها هؤلاء الذين فقدوا أطرافهم، هي
في تمركز العلاج في المستشفيات الرئيسية في المناطق الكبرى، أي العاصمة الرياض وجدة (غرب) والمنطقة الشرقية. يُذكر أنّ أكثر من 372 عملية بتر أطراف أجريت في مستشفى الملك سعود في الرياض وحده، في الأشهر العشرة الماضية، على خلفية حوادث مرور. فيما أجري ضعفا عدد هذه العمليات لحالات مرضية.

في سياق متصل، يحتاج المريض الذي يُبتر طرف من أطرافه إلى تأهيل صعب وطويل، خصوصاً من الجانب النفسي. وهو أمر مفقود في معظم المستشفيات السعودية، بالإضافة إلى التكلفة العالية لتركيب الأطراف الاصطناعية والعلاج والتأهيل، والتي تصل إلى نحو 50 ألف دولار أميركي، لا سيما مع محدودية الأطراف ذات الجودة العالية وصعوبة التعامل معها. ويؤكد الطبيب المتخصص في الأطراف في مستشفى الملك خالد، الدكتور محمد الماجد، أنّ "الأطراف الاصطناعية ليست رخيصة، خصوصاً الحديثة منها. في الوقت ذاته، لا يسهل التعامل معها، وتحتاج إلى تدريب وعلاج طويلين، خصوصاً عندما تكون الرجل هي الطرف المبتور. فهي متعبة جداً، إذ إنّ مرحلة التأهيل طويلة وشاقة". يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "ثمّة أطرافاً اصطناعية تُصنع محلياً، لكنّها ليست بجودة عالية. فهي تكون جامدة وغير مرنة والتعامل معها صعب، على عكس الأطراف المستوردة التي تكون تقنيتها عالية جداً، خصوصاً الأيدي. أمّا مشكلة هذه الأطراف فهي أنّها مرتفعة التكلفة".



من جهته، يشير الطبيب المتخصص في تركيب الأطراف الاصطناعية في مستشفى التأهيل في مدينة الملك فهد الطبية، الدكتور ربيع ناصر، إلى أنّ "مواعيد المراجعات تطول في أقسام الأطراف التعويضية. ويعود ذلك إلى قلة عدد المتخصصين". ويحذّر من "اللجوء إلى غير المتخصصين، لأنّ تركيب الأطراف بطريقة غير صحيحة يتسبب في فشل العضو. والأخطر من ذلك، تعريض أطراف المريض لالتهابات". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "كثيرين من الذين يعملون في أقسام الأطراف التعويضية في المراكز والمستشفيات الخاصة غير مؤهلين.

كذلك الذين يحملون شهادات في العلاج الطبيعي، لا يُعدّون مؤهلين لذلك". ويتابع أنّ "النتائج قد تكون وخيمة على المدى الطويل، وقد تتسبب في تعفّن الأطراف أكثر. فالتركيب الخاطئ للعضو يحبس الدم عمّا تبقى من الطرف، الأمر الذي يعني مزيداً من البتر".

بهدف تلافي كل هذه المخاطر، يؤكد الطبيب المتخصص في العلاج الطبيعي، الدكتور سامي القرشي، على أنّ "العناية بالأرجل هي الأهم، خصوصاً أنّ قطعها هو الأكثر شيوعاً لدى مرضى السكري، بسبب مضاعفات الغرغرينا التي تأتي من جرّاء تلوّث الجروح نتيجة تأخّر شفائها. ولا ننسى حوادث المرور التي تكون صادمة وغير متوقعة".

إلى ذلك، يقول لـ "العربي الجديد" إنّ "الذين يبلغون من العمر 45 عاماً وما فوق، هم الأكثر عرضة للإصابة بالغرغرينا التي لا علاج لها سوى بتر العضو المصاب. أما بالنسبة إلى الحوادث المرورية، فإنّ الوضع يختلف عند الحديث عنه. الفئة العمرية الأكبر التي تقع ضحية لها، هي الشباب بسبب السرعة الجنونية في القيادة وعدم ربط حزام الأمان وتجاهل أنظمة المرور". ويشدّد القرشي على "ضرورة أن يتحكم مريض السكري بمستوى السكر الطبيعي في دمه، لتلافي المضاعفات التي قد يتعرض لها وأبرزها الغرغرينا، وبالتالي البتر".

دلالات
المساهمون