ربّما لا يعدّه البعض عملاَ. إلّا أنّ ما يفعله الإيراني حميد سبيد نام هو تذوّق الأطعمة في مطاعم إيران وكتابة آرائه، وقد تحوّل إلى مرجع
يعرف حميد سبيد نام (38 عاماً) جيّداً أنّ في طهران، وغيرها من المدن الإيرانية، مطاعم جيّدة لكنها غير معروفة. يعرف أيضاً أنّ الإيرانيّين يحبّون قضاء أمسياتهم، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، في المطاعم، سواء تلك التي تقدّم وجبات إيرانيّة تقليديّة أم أجنبيّة. ويدرك أنّ الإيرانيّين يسافرون كثيراً للعمل أو قضاء العطلات.
أيضاً، يعدّ سبيد نام وجهاً معروفاً بين الإيرانيين الذين يقرأون مقالاته، ويطّلعون على تقييمه للمطاعم والطعام. هو "مستر تستر" أو السيد المتذوّق. نادراً ما يناديه أحد باسمه الحقيقي، وهذا يسعده كما يسعده الطعام. فقد حوّل عشقه هذا إلى مهنة ترضيه وتفرحه.
"مستر تستر" إيراني ولد في بريطانيا. قبل نحو ست سنوات، اختار العودة إلى بلاده، علماً أنّه كان يعمل في مجال التسويق الإلكتروني. مهنته هذه تعدّ مصدر دخله رغم شهرته وتحوّله إلى شخصيّة اجتماعيّة معروفة في المجتمع الإيراني، سواء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية والصحف.
في لندن، كان قد شارك في معرض عن التسويق الإلكتروني، ولاحظ أنّ مواقع التواصل بدأت تحتلّ مكاناً بارزاً بين الناس، وتسهّل حياة كثيرين. كتب مقالاً عن الأمر ونشره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن يتفاعل كثيرون. إلّا أنه تابع الأمر إلى أن حصل معه أمر لم يخطط له. تناول طعاماً في أحد مطاعم لندن وأعجبه كثيراً. صوّره كما يفعل كثيرون من مستخدمي "فيسبوك"، وكتب رأيه بالتفصيل، ولاحظ أنّ كثيرين تفاعلوا معه، فقرّر تحويل الأمر إلى مهنة.
عاد إلى مسقط رأسه، ليطبّق فكرة غير موجودة أصلاً في إيران، وكان على يقين أنّها ستلقى ترحيباً واسعاً. في هذا البلد الكبير، الذي يضم نحو 80 مليون نسمة، يستخدم نصف عدد السكان الإنترنت، ولدى عدد كبير منهم صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ يزور المطاعم ويكتب عنها على صفحته. زاد عدد متابعيه، وبات البعض يتبعون نصائحه. مع الوقت، قرّر الاحتفاظ بشركته الإلكترونية، بالإضافة إلى عمله كأوّل متذوّق معتمد للطعام في إيران.
اقــرأ أيضاً
يعرف حميد سبيد نام (38 عاماً) جيّداً أنّ في طهران، وغيرها من المدن الإيرانية، مطاعم جيّدة لكنها غير معروفة. يعرف أيضاً أنّ الإيرانيّين يحبّون قضاء أمسياتهم، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، في المطاعم، سواء تلك التي تقدّم وجبات إيرانيّة تقليديّة أم أجنبيّة. ويدرك أنّ الإيرانيّين يسافرون كثيراً للعمل أو قضاء العطلات.
أيضاً، يعدّ سبيد نام وجهاً معروفاً بين الإيرانيين الذين يقرأون مقالاته، ويطّلعون على تقييمه للمطاعم والطعام. هو "مستر تستر" أو السيد المتذوّق. نادراً ما يناديه أحد باسمه الحقيقي، وهذا يسعده كما يسعده الطعام. فقد حوّل عشقه هذا إلى مهنة ترضيه وتفرحه.
"مستر تستر" إيراني ولد في بريطانيا. قبل نحو ست سنوات، اختار العودة إلى بلاده، علماً أنّه كان يعمل في مجال التسويق الإلكتروني. مهنته هذه تعدّ مصدر دخله رغم شهرته وتحوّله إلى شخصيّة اجتماعيّة معروفة في المجتمع الإيراني، سواء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية والصحف.
في لندن، كان قد شارك في معرض عن التسويق الإلكتروني، ولاحظ أنّ مواقع التواصل بدأت تحتلّ مكاناً بارزاً بين الناس، وتسهّل حياة كثيرين. كتب مقالاً عن الأمر ونشره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن يتفاعل كثيرون. إلّا أنه تابع الأمر إلى أن حصل معه أمر لم يخطط له. تناول طعاماً في أحد مطاعم لندن وأعجبه كثيراً. صوّره كما يفعل كثيرون من مستخدمي "فيسبوك"، وكتب رأيه بالتفصيل، ولاحظ أنّ كثيرين تفاعلوا معه، فقرّر تحويل الأمر إلى مهنة.
عاد إلى مسقط رأسه، ليطبّق فكرة غير موجودة أصلاً في إيران، وكان على يقين أنّها ستلقى ترحيباً واسعاً. في هذا البلد الكبير، الذي يضم نحو 80 مليون نسمة، يستخدم نصف عدد السكان الإنترنت، ولدى عدد كبير منهم صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ يزور المطاعم ويكتب عنها على صفحته. زاد عدد متابعيه، وبات البعض يتبعون نصائحه. مع الوقت، قرّر الاحتفاظ بشركته الإلكترونية، بالإضافة إلى عمله كأوّل متذوّق معتمد للطعام في إيران.
لدى مستر تستر صفحة ثابتة يكتب فيها، وعلى موقعه الخاص، عن كل مطعم يزوره، اعتماداً على معايير معيّنة. لا يتحدّث للإيرانيّين عن جودة الطعام فقط، "فليس هذا هو الشيء الوحيد المطلوب". يشير إلى أنّ كثيرين يحتاجون إلى نصائح عن نظافة المكان والطعام وطريقة التعامل مع الزبائن وسرعة الخدمة.
عادة ما يقصد مستر تستر المطعم الذي يكتب عنه بشكل مفاجئ. صحيح أنّ كثيرين يدعونه إلى مطاعمهم، لكنّه يفضل أن يكون ضيفاً مفاجئاً، ويدفع المال في مقابل كل ما يطلبه، ويرفض الرشاوى. هو على قناعة بأن عدم المصداقية خسارة. في الوقت نفسه، ينتظر كثيرون ما سيكتبه.
يزور مطاعم داخل طهران وخارجها، ويقدّم بالفارسية تعريفاً عن كل مطعم جيّد يزوره وأفضل وجباته. وينوي توسيع عمله وزيارة مطاعم في دول عربية. يلفت إلى عدم وجود معايير لاختياره المطعم. ويرى أنّ المعيار الأهم هو طريقة التعامل مع الزبون. في إيران، يفتقد كثيرون أسلوب تعامل مثالي في المطاعم. لكن بسبب ما يكتبه، حسّن البعض من أدائه.
حوّل سبيد نام "مستر تيستر" إلى "ماركة تجارية مسجلة"، وقد بات لديه شركة خاصة تتعلق بأعمال "مستر تستر". في الوقت الحالي، يعطي المطاعم شهادات اعتماد وتميّز لمدّة عام.
كذلك، بات يعمل على تقييم الفنادق أيضاً، ويعطيها نجوماً استناداً إلى معايير صعبة. تجدر الإشارة إلى أنه يزور المطاعم التي يقيّمها أربع مرات في العام، للتأكد من أنها ما تزال تحافظ على المستوى ذاته. تجدر الإشارة إلى أنّ الناجح يدفع مبلغاً من المال لشركة "مستر تستر" في العام التالي، للاحتفاظ بنجومه.
حاليّاً، يخطّط لتقديم استشارات في دروس الطبخ، وكيفية تأسيس مطاعم، وقد أعد كتاباً يفترض أن يطبع قريباً عن إيران ومطاعمها. كذلك، أنشأ صفحة على "فيسبوك" تحت عنوان "مذاق إيران"، وهي مخصّصة للأجانب الذين يرغبون في زيارة إيران، بالإضافة إلى الإيرانيين المقيمين في الخارج.
هذه الصفحة التي أنشئت حديثاً، يزيد عدد متابعيها عن عشرين ألفاً، ما يعني أن "مستر تستر" بات شخصيّة معروفة في المجتمع الإيراني، وقد فتح باباً للتعريف عن بلاده، التي "لا يعرف كثر في العالم عنها". في الوقت نفسه، يرى أنّ المطاعم ما زالت ضعيفة في إيران، وبالتالي تحتاج البلاد للاستفادة من خبرات الخارج، بما يخدم الزبائن المحليين والأجانب، الأمر الذي يشجع السياحة ويرفع من مستوى المطاعم.
عادة ما يقصد مستر تستر المطعم الذي يكتب عنه بشكل مفاجئ. صحيح أنّ كثيرين يدعونه إلى مطاعمهم، لكنّه يفضل أن يكون ضيفاً مفاجئاً، ويدفع المال في مقابل كل ما يطلبه، ويرفض الرشاوى. هو على قناعة بأن عدم المصداقية خسارة. في الوقت نفسه، ينتظر كثيرون ما سيكتبه.
يزور مطاعم داخل طهران وخارجها، ويقدّم بالفارسية تعريفاً عن كل مطعم جيّد يزوره وأفضل وجباته. وينوي توسيع عمله وزيارة مطاعم في دول عربية. يلفت إلى عدم وجود معايير لاختياره المطعم. ويرى أنّ المعيار الأهم هو طريقة التعامل مع الزبون. في إيران، يفتقد كثيرون أسلوب تعامل مثالي في المطاعم. لكن بسبب ما يكتبه، حسّن البعض من أدائه.
حوّل سبيد نام "مستر تيستر" إلى "ماركة تجارية مسجلة"، وقد بات لديه شركة خاصة تتعلق بأعمال "مستر تستر". في الوقت الحالي، يعطي المطاعم شهادات اعتماد وتميّز لمدّة عام.
كذلك، بات يعمل على تقييم الفنادق أيضاً، ويعطيها نجوماً استناداً إلى معايير صعبة. تجدر الإشارة إلى أنه يزور المطاعم التي يقيّمها أربع مرات في العام، للتأكد من أنها ما تزال تحافظ على المستوى ذاته. تجدر الإشارة إلى أنّ الناجح يدفع مبلغاً من المال لشركة "مستر تستر" في العام التالي، للاحتفاظ بنجومه.
حاليّاً، يخطّط لتقديم استشارات في دروس الطبخ، وكيفية تأسيس مطاعم، وقد أعد كتاباً يفترض أن يطبع قريباً عن إيران ومطاعمها. كذلك، أنشأ صفحة على "فيسبوك" تحت عنوان "مذاق إيران"، وهي مخصّصة للأجانب الذين يرغبون في زيارة إيران، بالإضافة إلى الإيرانيين المقيمين في الخارج.
هذه الصفحة التي أنشئت حديثاً، يزيد عدد متابعيها عن عشرين ألفاً، ما يعني أن "مستر تستر" بات شخصيّة معروفة في المجتمع الإيراني، وقد فتح باباً للتعريف عن بلاده، التي "لا يعرف كثر في العالم عنها". في الوقت نفسه، يرى أنّ المطاعم ما زالت ضعيفة في إيران، وبالتالي تحتاج البلاد للاستفادة من خبرات الخارج، بما يخدم الزبائن المحليين والأجانب، الأمر الذي يشجع السياحة ويرفع من مستوى المطاعم.