الحبّ... والوقوع في الحبّ

11 نوفمبر 2016
أعلن عن حبّه في الشارع (كاي نيتفيلد/ فرانس برس)
+ الخط -
قبل نحو عقد من الزمن، وحين كان يرغب شخص ما في إعلان حبّه للآخر، اعتاد القول ببساطة: "أحبّك". وكانت عبارة "أنا أحبّك" انعكاساً لتفاصيل كثيرة وجميلة. قبل أي شيء، تشير إلى أنّ شخصاً ما يخصّ آخر بمشاعر جميلة. ولأنه كذلك، اختار الالتزام، وإعلان حبّه، بحسب مجلّة "سايكولوجي توداي".

إذاً ضمنياً، عبارة أنا أحبك تعني التزاماً ما، وربّما رغبة في الزواج. هو أمر انتظرته طويلاً. وربّما، كنت متشوّقاً لقول هاتين الكلمتين أو سماعهما للمرة الأولى. وهذه ليست العبارة نفسها التي يودّ جيل اليوم سماعها.

في الوقت الحاضر، يبدو أنّ هؤلاء الذين يكنّون مشاعر الحبّ لآخرين يعلنون الأمر على مرحلتين. والعبارة المعتمدة هي: "يبدو أنّني أقع في الحب". هذا الإعلان يظهر مثل بيان مبدئي ومثير في الوقت نفسه، إلّا أنه لا يشير إلى وجود نيّة للالتزام بشخص واحد.

شخص "يقع في الحب" مع آخر خلال تناولهما فطوراً رومانسيّاً قد يجد نفسه يقع في الحبّ مع شخص آخر تماماً على العشاء. إعلان الوقوع في الحب يشير إلى أنّك تتّجه نحو أمر ما من دون إعلان الالتزام. في الوقت الحالي إذاً، يقع الناس في الحبّ على مرحلتين. بداية يقولون: "أقع في الحب" ثم "أشعر بالحب"، حين تصبح هذه المشاعر واقعاً. ويبدو أنّ هذا ما يقوله الناس اليوم إذا ما كان لديهم مشاعر قوية. إلا أن القول "أحبّك" بشكل مباشر قد يبدو غريباً بعض الشيء.

الكلمات لها معناها. والطريقة التي نختارها للإعلان عن مشاعر إيجابية قابلة للانفجار قد تكون دليلاً على حبّ حقيقي. هذا التحوّل في كيفيّة التعبير عن مشاعرنا يبدو مثيراً للاهتمام. "الوقوع في الحب" قد يدلّ على أنّ الأشخاص بدأوا في الحدّ من دفاعاتهم، قبل سحبها كليّاً وإعلان الحب. ويبدو أنّ ما ننتظره هو إعلان أنّ شخصاً ما قد قرّر الاتزام بمشاعره معنا.

هل يمكن لهذا التحوّل في كيفية إعلاننا الحب أن يكون انعكاساً آخر، حول ما يقال لنا خلال أي علاقة، وهو التأكد من الكيمياء بيننا وليس الشخصية؟ الكيمياء وحدها لا ينبغي أن تقودنا إلى تغيير التزاماتنا، وقد لا تكون كافية لإخبارنا أننا وجدنا مثلاً الشخص الذي نبحث عنه. وإذا كان الهدف هو الوصول إلى علاقة دائمة وسعيدة، فيجب الاهتمام بالشخصية أيضاً.

دلالات