استغلال جنسي في مركز دنماركي للأطفال

02 نوفمبر 2016
ينتظرون البتّ في طلبات لجوئهم (العربي الجديد)
+ الخط -
أقدمت السلطات الدنماركيّة، مساء أوّل من أمس، في حادث غير مسبوق، على توقيف وطرد مديرة اللجوء في بلدية لانغَلاند في جزيرة لولاند، سيسي إيبو. وفي التفاصيل، أن المشكلة بدأت منذ أثير جدل سياسي واجتماعي في مركز لجوء تولابولا الذي يستقبل قاصرين قدموا إلى البلاد من دون عائلاتهم، نتيجة فقدان السيطرة عليهم (تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة) وانخراطهم في نزاعات ومشاكل مع المحيط. وفي العشرين من الشهر الماضي، كشفت معلومات عن استغلال موظّفات دنماركيّات الفتية اللاجئين جنسيّاً.

وأغلق المركز بقرار رسمي بعد فضيحة "الاستغلال الجنسي"، وإثر تقديم بلاغ للشرطة حول ما حدث. وتشير التحقيقات التي أدّت إلى توقيف المديرة عن العمل (مسؤولة عن ثلاثة آلاف طالب لجوء و300 موظف في عدد من بلديات جنوب البلاد) إلى أن موظفات استغللن القاصرين جنسياً، الأمر الذي أدى إلى تدخّل وزيرة الهجرة والدمج إنغا ستويبرغ.
بدأت الشرطة الدنماركية البحث في القضية، وبسريّة تامّة، إلى أن توصّلت إلى أدلّة حول صحة ما يجري، بحسب مدير التحريات في الشرطة ستين سكوغوورد لارسن. الأخير قال: "تلقينا في شهر يونيو/حزيران الماضي شكوى، بالإضافة إلى شكوى أخرى حديثة. لكن حافظنا على سرية التحقيقات حرصاً على الجميع". وبحسب المعلومات التي سرّبت إلى "راديو 27" المحلي، "استغلّت امرأة الأطفال جنسياً، وقد جرى تصويرها".

النقاش الذي سبق الفضيحة ركّز على سوء التواصل بين السلطات. وفي وقت لاحق، علمت دائرة الأجانب وبلدية لانغلاند بالقضية التي كانت الشرطة تبحث فيها. لكنّ وفقاً للمصادر التي نقلت ما جرى لـ "راديو 27"، يبدو أنّ 20 أكتوبر/تشرين الأوّل كان تاريخاً حاسماً. فبمجرّد أن علمت الجهتان بالقضية، أُمر بالإغلاق الفوري للمعسكر. في هذا السياق، تقول مصادر لـ "العربي الجديد" إن "الأطفال نقلوا إلى أماكن سرية حفاظاً على خصوصيّتهم ومجريات التحقيق".

ورغم أن تسمية "معسكر لجوء أطفال" كانت تطلق على المكان الذي أقام فيه اللاجئون القصر، إلّا أنّه يسمّى قانونياً "دار رعاية أطفال". كما أن أي استغلال يعدّ في الدنمارك مسألة "خطيرة جداً". وأوّل من أمس، وجهت اتّهامات إلى موظّفتين سابقتين في ذلك المعسكر المغلق.



يقول طبيب نفسي متابع للقضية لـ "العربي الجديد"، إن بعض الفتية (يحملون جنسيّات عربية
وأفغانية وإيرانية) يعيشون "حالة معاناة".

من جهتها، علّقت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" على ما حدث من خلال الطبيب النفسي كونو سورنسن، الذي قال: "إذا كانت هذه الاعتداءات قد وقعت بهذا الشكل الخطير، فإنّ ذلك يعني بكل تأكيد فشلاً حقيقياً في تحمّل المسؤوليّات حيال اللاجئين الأطفال".

بداية، قالت ستويبرغ، في ظلّ تفاعل القضية، إن "هؤلاء يتصرّفون بطريقة لا شكر فيها للدنمارك التي آوتهم"، في إشارة إلى دخول الأطفال في مشاكل مع آخرين. لكنّ سرعان ما كشف أن القضية لا علاقة لها بمشاكل يفتعلها الأطفال، واضطرّت إلى إغلاق المركز بشكل فوري، مشيرة إلى "نقصٍ في مسؤوليّات القيادة".

لكنّ ستويبرغ، وهي إحدى أكثر الشخصيّات السياسية في الحزب اليميني الحاكم تشدداً في مسألة المهاجرين، كانت قد أعلنت للتلفزيون الدنماركي عقب اتخاذ قرار الإغلاق، أن "هذا المركز يغلق لأن هناك أمثلة كثيرة جداً على العنف بين الأولاد الصغار، وتهديدات بحق الموظفين، وسلوك خاطئ من قبل الصبية. لكنّني علمت أيضاً أنه جرى تقديم شكوى ضد موظفتين بسبب استغلالهما بعض الأولاد جنسياً".

تجدر الإشارة إلى أن مركز تولابولا للأطفال يقع في لانغلاند، ويستقبل الأطفال اللاجئين الذين قدموا إلى البلاد من دون أولياء أمورهم. ويضم المركز 60 طفلاً ينتظرون البت في قضايا لجوئهم من قبل دائرة الهجرة، وفي حال حصلوا على الإقامة ينقلون إلى مكان آخر، أو يبعدون إلى بلادهم الأصلية.

وفي شهر يوليو/تموز، وقع عراك كبير بين 130 صبياً من طالبي اللجوء في مراكز إيوائهم أثناء لعبهم كرة القدم، ما اضطر إدارة المعسكرين إلى استدعاء الشرطة للفصل بين المتعاركين. ومنذ ذلك الوقت، بدأ التركيز على ما يسمى بـ "مراكز الأطفال". وفي أحد المهرجانات المحليّة في لانغلاند في الصيف الماضي، اتّهم عدد من النساء الصبية بـ "التحرّش والتصرف خارج الحشمة". وفي ذلك الوقت، أوقف قاصران واتهما باغتصاب طفلة في السادسة عشرة من عمرها.

دلالات