الطفلة المغربية آية... كادت السمنة تجهض أحلامها فجاءها الفرج

03 أكتوبر 2016
تكفل بها طبيب جراحة بعد معاناتها (فيسبوك)
+ الخط -



لا تتجاوز 11 ربيعاً، لكن شكلها يبدو أكبر، تزن حوالي 200 كيلوغرام، جراء مرض وراثي لازمها منذ الولادة فتسبب في تغيير مسار حياتها، وحرمانها من طفولة عادية كأقرانها، فلا هي قفزت على الحبل، ولا لعبت الغميضة، والأدهى من ذلك حرمت من متابعة دراستها لسمنتها المفرطة وتعرضت للطرد بحجة إخافتها للطلاب.

مسار كان فيه من الألم والحزن ما يكفي لها ولأسرتها التي تجرعت مرارة مجتمع لا يرحم، وإهمال طبي أجّل تشخيص حالتها إلى سن الرابعة من عمرها.

يقول والدها خالد فالي: "ظهرت أعراض هذا المرض الوراثي على ابنتي منذ الولادة، غير أنني لم أتعرف عليها، الخطأ ارتكبته وزارة الصحة أيضا، ولهذا لم يتم تشخيص مرضها إلا عند بلوغها 4 سنوات"، ويضيف بمرارة ظاهرة "الإهمال الطبي هو الذي جعل وضعها الصحي يتدهور، حتى أصبحت تزن 200 كيلوغرام".

وواجهت الطفلة آية جملة من العراقيل والعنف اللفظي في الشارع ونظرات السخرية من الكثيرين، كما تعرضت للطرد من المدرسة بسبب سمنتها المفرطة.


تقول آية "تعرضت للطرد من المدرسة، وأخبرني المدير أنني أخيف الطلاب، كما أن المعلمة تهينني باستمرار ولا تتركني أذهب إلى الحمام".

وتضيف "الكل ينعتني بالمعاقة، أنا لست كذلك، أنا فقط أعاني من السمنة، وسأتعافى، لأتمكن من الذهاب إلى المدرسة واللعب".

مازالت الصغيرة رغم نبرة الألم في صوتها تحافظ على ابتسامتها، وتعانق الأمل في أن تتمكن من العيش كغيرها من البنات.


طردت الطفلة آية من المدرسة بسبب وزنها (فيسبوك)


ولدى الطفلة آية، التي وجدت حكايتها استجابة واسعة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كثير من الأحلام لتحقيقها. هي طفلة طموحة، تتمنى أن تعود إلى مقاعد الدراسة، وأن تصبح صحافية، وأن تتمكن من التخلص من وزنها الزائد الذي وقف لها بالمرصاد حتى باتت هذه الأحلام البسيطة صعبة المنال.

ورسمت الطفلة آية عدة فراشات ولونتها في دفاترها، شيء ما في الألوان يجعلها تستريح ربما الاتساع، ربما اللون الأزرق القوي الثابت تحت ذلك البياض الزاحف، أو ربما لأنها تتخيل نفسها فراشة تعانق السماء وتنهي فصول هذه المعاناة.

من جهتها، تعترف والدتها بالصعوبة التي تواجهها مع آية التي تحتاج إلى معاملة خاصة، سواء في نظافتها الشخصية أو في دعمها نفسيا، أو حتى في تنقلاتها "ترفض سيارات الأجرة أن تحملنا نظرا لوزن آية الضخم، نضطر للانتظار كثيرا إلى أن يحنّ قلب أحدهم فيحملنا إلى وجهتنا".

ورغم كل هذه المعاناة، فإن الأمل لاح والفرج جاء بعد تداول حكاية آية المؤلمة على نطاق واسع، حيث قرر الدكتور كريم التازي، جراح المسالك البولية التدخل ومساعدتها على تشخيص وضعها الصحي، وتحديد السبل العلاجية الممكنة، بحضور عدد من الأطباء في مختلف التخصصات في الجراحة التجميلية والتغذية والسمنة وغيرها.

وقال والد الطفلة آية في تصريح لـ"العربي الجديد" لقد تم التكفل بابنتي من طرف الدكتور كريم التازي، وتم إيفاد سيارة إسعاف لنقلنا إلى أحد المصحات بالرباط قصد تشخيص حالتها الصحية ومواكبتها".

ولم يخف الأب سعادته الغامرة بالتعاطف الواسع الذي لقيته حكاية ابنته والصدى الإيجابي الذي أبان عن روح التضامن لدى المجتمع المغربي، كما قدّم شكره البالغ لتفاعل الإعلام، وأيضا لمجموعة من الأطباء الذين أبدوا رغبتهم بمتابعة حالة طفلته آية.