العراق: عصابات مسلّحة تبتز العائدين إلى المناطق المحررة

26 أكتوبر 2016
مخاطر كثيرة تنتظرهم بعد عودتهم(إلياس أكنجين- فرانس برس)
+ الخط -


لم يتنفس العائدون إلى المدن العراقية المحررة الصعداء حتى وجدوا أنفسهم محاطين بالمتاعب والمخاطر التي لم تكن في حساباتهم، فبعد أن هربوا من مناطقهم إثر سيطرة تنظيم "داعش" عليها مطلع 2014، وقعوا بعد عودتهم فريسة للمليشيات المسلحة.

وأبرز المخاطر التي تخيّم حولهم وتطاول العائلات والشبان، انتشار المخدرات، وانتهاكات المليشيات، والتهم الكيدية التي تلاحق الكثيرين منهم، أما المشكلة التي لا تقل خطراً هي عصابات الابتزاز المالي.

وتكشف مصادر أمنية في وزارة الداخلية لـ"العربي الجديد" أن "عصابات بدأت تظهر في المدن المحررة في الآونة الأخيرة، تبتز النازحين وتهددهم بدفع مبالغ مالية مختلقة في ملفات وقضايا كاذبة ضدهم للحصول على المال، أبرزها التعاطف أو التعامل مع داعش أو التحدث بسوء عن الحشد الشعبي والجيش".

وتذكر المصادر أن "هذه العصابات مدعومة من جهات مختلفة وتعمل بمعيتهم، وبعض أفرادها منتسبون للأجهزة الأمنية أو المليشيات والحشود العشائرية التي تشكلت لمحاربة "داعش"، لكن عناصر كثيرة منها منفلتون، ولا تستطيع أجهزة الأمن ملاحقتهم في المرحلة الحالية".

إلى ذلك، أكد ناشطون وجود عصابات الابتزاز في المناطق والمدن المحررة بشكل لافت، وتعرض الكثير من النازحين العائدين إلى مناطقهم لابتزاز تلك العصابات".

بدوره، أوضح الناشط المدني حسن الجبوري لـ"العربي الجديد"، "تتبع تلك العصابات وسائل لابتزاز العائدين، وأخذ أموالهم عبر تهديدهم بتهم كيدية كالانتماء لتنظيم "داعش" أو مساندته أو التعاطف معه، أو أن أحد أقربائه ينتمي للتنظيم، أمام عجز الأجهزة الأمنية عن ملاحقة هذه العصابات التي يعمل بعض عناصرها في الأجهزة المذكورة، أو الحشود العشائرية التي شكلت لمقاتلة "داعش"، وهذا كله ينتهي بدفع الضحية مبلغاً مالياً للتخلص منهم، أو يعود للنزوح مجددا".



ويشكو عائدون إلى مناطقهم في صلاح الدين والأنبار لـ"العربي الجديد" من تفشي هذه الظاهرة مؤخراً، رافضين الإفصاح عن هوياتهم خشية ملاحقة تلك العصابات لهم.

ويقول محمد الجغيفي (39 عاماً) من أهالي الأنبار إن "ظاهرة الابتزاز بدأت تنتشر بوضوح في المناطق المحررة بعيداً عن أعين وسائل الإعلام وأجهزة الأمن، وأصبح أحدنا يخشى الرد على اتصال هاتفي خشية الوقوع ضحية لعملية نصب وابتزاز".

ويبيّن الجغيفي أن "هذه العصابات تتبع أساليب مختلفة للحصول على المال، أغلبها عبر الاتصال هاتفيا بالضحية بالاستعانة بامرأة، ثم اتهامه بالتحرش بها، أو تهديده بتهمة "الدعشنة" إذا لم يدفع مبلغا ماليا يصل في بعض الحالات إلى 30 ألف دولار أميركي تبعاً لإمكانية الضحية المادية".

هذه العصابات دفعت عائدين كثرا إلى مناطقهم للتفكير بالنزوح مرة أخرى خشية الوقوع فريسة الابتزاز المالي. ورغم تقديم شكاوى للجهات الأمنية لكن لم تتخذ الإجراءات اللازمة لردع تلك العصابات، بحسب الأهالي.

ويقول ماضي التكريتي (47 عاماً) من أهالي صلاح الدين لـ"العربي الجديد" إن الابتزاز أصبح أحد وسائل الربح المادي للعصابات المسلحة التي تستهدف النازحين العائدين إلى مناطقهم، من ذوي الدخل المحدود والأثرياء على حدّ سواء".

ويكشف التكريتي أن "أغلب أفراد تلك العصابات يعملون في الأجهزة الأمنية أو مليشيات الحشد ضمن ما يعرف بهيئة الحشد الشعبي أو الحشد العشائري، التي شكلت لمقاتلة تنظيم "داعش" إلى جانب القوات العراقية".

وانتشرت في المدن المحررة إلى جانب قوات الأمن العراقية العديد من الجهات المسلحة تحت مسميات عشائرية ضمن الحرب على تنظيم "داعش"، لكن الكثير من عناصرها وجدوا فرصة لهم للحصول على المال بالطرق غير المشروعة.



دلالات
المساهمون