"كالة" و"بولا حمرا" في المغرب

21 أكتوبر 2016
5 % من المغاربة يتعاطون المخدرات (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -
"الكالة" و"البولا الحمرا" و"المعجون" و"الزطلة" و"فليطوكسا" و"شكيليطة"... هذه أسماء لأنواع مختلفة من المخدرات التي يقبل عليها العديد من الشباب في المجتمع المغربي لأسباب عدة. وتعدّ كثرتها مؤشّراً على زيادة استهلاك المخدرات بين الشباب. وبحسب "المرصد الوطني للمخدرات والإدمان"، يتعاطى 800 ألف مغربي المخدرات، أي 5 في المائة من نسبة سكان البلاد.

وبحسب "الفدراليّة المغربيّة للوقاية من التدخين والمخدرات"، تنتشر بعض أنواع المخدرات بين التلاميذ والطلاب، وتسمى "الكالا" و"الجوان" و"المعجون" و"بولا حمرا"، وهي أقراص مهلوسة حمراء اللون.

مؤخّراً، بات الشباب يتعاطون "الكالا" بنسبة كبيرة، وهو عبارة عن مسحوق من التبغ تضاف إليه مواد أخرى تلفّ في ورقة صغيرة. يقول سعيد، الذي كان مدمناً على "الكالا"، لـ "العربي الجديد"، إنّه لم يفكّر يوماً في تعاطي المخدرات قبل أن يتعرّف على مجموعة من الأصدقاء في الحي الشعبي دوار الحاجة في الرباط. كان يلاحظ تعاطيهم "الكالا"، وكيف كانوا يصيرون أكثر مرحاً وسعادة. يضيف أنه من باب الفضول، وإلحاح أصدقائه، جرّب الكالا، وقد أعطاه إياها صديقه مجاناً. بعدها، شعر أنّه انتقل إلى عالم آخر، بعيداً عن الفقر والحرمان الذي كان يعاني منه. وبسبب هذا الشعور، لم يتوقف عن التعاطي حتى أدمنها.

وعن طريقة استخدام "الكالا"، يوضح أنه غالباً ما يوضع تحت اللسان مباشرة، أو بين الأضراس، بعد وضع مسحوق التبغ المعروف باسم "الطابا" أو "التنفيحة" في منديل ورقي يسمى "النيبرو"، مضيفاً أن "الكالا" يمنح شعوراً بالسعادة واللذة.

سعيد الذي توقّف عن تعاطي "الكالا" منذ أكثر من عام، نتيجة إصابته بعدد من الأمراض، يقول إنّ "الكالا يعدّ رخيصاً، وأقلّ تأثيراً من مخدرات أخرى، على غرار المعجون مثلاً، أو أقراص القرقوبي، أو بولا حمرا. لذلك، يستخدمها التلاميذ بكثرة".



أما "المعجون"، فكان على مدى السنوات الماضي مادة مقوية للجسم، كونه يحتوي على الفاكهة الجافة والأعشاب. تخلط هذه المواد مع بعضها بعضاً، من دون أن تؤدّي إلى تخدير الإنسان. لكن في الآونة الأخيرة، صار الشباب يمزجونها بمواد مخدرة تؤدي إلى الرغبة في الضحك. أولئك الذين يتعاطون المخدّرات يقولون إن "المعجون" هو "المخدّر الأكثر شعبية بين الشباب"، بسبب سهولة تحضيره وسعره المقبول، على غرار "الكالا"، وإن كان فيه ما هو مفيد لصحة الإنسان، على غرار الجوز والتمر، قبل أن تضاف إليه أعشاب وأدوية ممنوعة.

بعض الذين يتناولون "المعجون" يشيرون إلى أن هذا المخدر يشعرهم بنشوة وسعادة تنتهي بمجرد زوال المخدر من الجسم، كذلك تجعل المتعاطي ينسى مشاكله. وإن كان لا يجعله عنيفاً، إلّا أنه يؤثّر على الصحة بطبيعة الحال.

وعلى عكس "المعجون"، فإنّ تناول أقراص "بولا حمرا" غالباً ما تجعل المتعاطين عدوانيين، وقد تؤدي إلى حدوث جرائم أو قتل أو اعتداءات على الأشخاص والممتلكات.

في هذا السياق، يقول ضابط متقاعد يدعى، الدامون قصطالي، لـ "العربي الجديد"، إن أكثر جرائم القتل والاعتداءات ترتبط بتناول الجناة أقراصاً مهلوسة، أو ما يسمى "القرقوبي" و"بولا حمرا". وبعد تناولها، يفقد الشخص السيطرة على نفسه، ويصير أكثر جرأة واندفاعاً، وهذا قد يؤدي إلى وقوع جرائم. يشير إلى أنه خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، شهدت البلاد ثلاث جرائم، سببها الرئيسي تناول أقراص "بولا حمرا"، التي تصل إلى البلاد عبر الحدود الجزائرية. بسبب تناول هذه الأقراص، أقدمت فتاة على ذبح أمها بطريقة بشعة في مدينة الدار البيضاء، وطعن شاب صديقه بسكين كبير بسبب خلاف حول فتاة، وقتل شخصان صديقاً ثالثاً لأسباب ماليّة تحت تأثير "القرقوبي".

وفي عام 2014، أعلنت مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض المعدية أن 600 ألف مغربي يدمنون على استهلاك المخدرات يومياً، بينهم 16 ألف مغربي يتعاطون الهيرويين والكوكايين، وهو رقم مرتفع إذ إنه يشمل فقط أولئك الأشخاص، الذين يستهلكون هذه المخدرات مرة على الأقل يومياً. وتنتشر المخدرات بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و28 عاماً بنسبة 70 في المائة، علماً بأن الأطفال دون سن الـ 15 عاماً باتوا يتعاطون المخدرات أيضاً، خصوصاً في المناطق الفقيرة والشعبية. في المقابل، يقدر عدد المدمنين في الجزائر بـ 300 ألف.

دلالات
المساهمون