المناسك تعود إلى طبيعتها في الحرم المكي

15 سبتمبر 2015
الحرم المكي يعج بالمصلين (أوزكين بلغين/الأناضول)
+ الخط -

تعهد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بمحاسبة المسؤولين عن حادثة تحطم رافعة بناء في الحرم المكي، والتي أودت بحياة 107 أشخاص، بالإضافة إلى إصابة نحو 238 آخرين. وأكد خلال زيارته الأخيرة إلى مكان الحادث أنه أمر "بالتحقيق في الحادثة ومحاسبة المسؤولين". من جهتها، أعلنت اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادث انتهاء التحقيق، وتسليم تقريرها إلى أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، الذي رفعه بدوره إلى ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، تمهيداً لرفعه إلى خادم الحرمين الشريفين.

وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري، قد أعلن في وقت سابق أن العواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية السيئة في مكة المكرمة تسببت في سقوط جزء من إحدى الرافعات في المسجد الحرام، الأمر الذي أثار جدلاً بين عدد من المتخصصين في المناخ، وخصوصاً أن سرعة الرياح لم تتجاوز الـ 80 كيلومتراً في الساعة. في المقابل، رجح تقرير بثته قناة "سي إن إن" الأميركية أن تكون العواصف قد تركزت على المنطقة التي توجد فيها الرافعة، ما قد يكون السبب وراء انهيارها.

إلى ذلك، بدأت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين وضع خطة طوارئ لتجنب تكرار الحادثة، وإزالة الرافعة المتضررة، وترميم مكانها، مشددة على أن "الحج لن يتأثر بالحادثة، وسيواصل الحجاج أداء مناسكهم من دون عقبات".
وأنهت شركة الصيانة عملية تغيير الأرضيات الرخامية المتضررة في منطقة الطواف، بعد إزالة الرافعة المنهارة. وأكد الإعلامي جبر الحارثي، الذي كان متواجداً في الحرم المكي خلال اليومين الماضيين، لـ "العربي الجديد"، أن "الحرم المكي عج بالمصلين في صلاة الفجر التي تلت الحادثة"، مشيراً إلى أن الأجواء الإيمانية عادت إلى باحات الحرم المكي بعد ساعات من الحادثة الأليمة.

وكشفت مصادر لـ "العربي الجديد" أن الدفاع المدني طلب فحص جميع الرافعات الموجودة في محيط الحرم، والتأكد من سلامتها، خوفاً من أن تتأثر بموجات الرياح التي تهب على مكة المكرمة بكثافة هذه الأيام. وطالب المتخصص في علوم وتكنولوجيا البناء عبدالله السند بدراسة وضع الرياح في منطقة الحرم المكي، وخصوصاً بعد إزالة العديد من الجبال المحيطة في مكة، وبناء العشرات من ناطحات السحاب حول الحرم. وقال لـ "العربي الجديد": "لا بد من دراسة ما حدث جيداً. فتركز الرياح في منطقة الحرم بات شديداً وفوق المعدلات الطبيعية".

اقرأ أيضاً: السعودية تضمن سلامة الحجاج