منيرة خيّاطة وسائقة وأم لأربعة أطفال

01 سبتمبر 2015
تقسم وقتها بين الخياطة والقيادة (العربي الجديد)
+ الخط -

تتميّز منيرة الحاج حسن عن غيرها من النساء في محيطها أنّها خاضت مجالاً مقتصراً على الرجال من أجل عائلتها. لديها أربعة أولاد وزوج لا ينفق عليهم. ولطالما كانت تنفق على البيت من مهنتها كخيّاطة، لكنّها لم تتوقف عند هذا الحد. فقد اشترت حافلة صغيرة (ميكروباص) وسيارة أجرة من أجل نقل التلاميذ والركاب.

تعيش منيرة مع عائلتها في بلدة الوردانية (جنوب لبنان). وفي مهنتها كخياطة تستقبل الزبائن في المنزل، فتخيط لهذه وتصلح لغيرها. أما في مهنتها كسائقة ميكروباص، فقد تعاقدت مع إحدى المدارس الحكومية في البلدة وباتت تعمل يومياً في توصيل التلاميذ في ذهابهم وعودتهم.

تقول منيرة: "زوجي لا يهتم أبداً بمصروف البيت والأولاد. تطلّقت منه لهذا السبب قبل فترة، لكنني عدت إليه من أجلهم، فهم بحاجة إليّ وأريد أن أنفق عليهم. المشكلة أنّ والدهم أخرجهم من المدرسة عند طلاقي منه، لكنني ما إن عدت إليه تمكنت من إعادة ابنتي الوحيدة إلى مدرستها الخاصة، أما أولادي الذكور الثلاثة فلم أتمكن بسبب تأخرهم عن الالتحاق".

اليوم، تتولّى منيرة كلّ نفقات البيت. فمن دون ذلك، لن ينفق زوجها ببساطة ولن تتمكن من إجباره. وإذا ما تطلقت مجدداً ستقع في المشكلة نفسها، حرمانها من أطفالها.

اقرأ أيضاً: أم بكري التي فارقت أهلها في حلب

أما عن فكرة شراء "فان" (ميكروباص)، والعمل عليه، فتقول: "الفكرة بحدّ ذاتها لم تكن سهلة، فما بالك باتخاذ القرار والمضيّ فيه قدماً. تعرّضتُ للكثير من الانتقادات ممّن هم حولي خصوصاً. فالكثير منهم يقول لي إنّها مهنة رجال لا نساء. أسمع كلامهم وأتجاهلهم، فما بوسعي أن أفعل؟ كيف أعيش؟ أريد أن أؤمّن معيشة أولادي، فإن تركت العمل سيجوعون حتماً".

لا يقتصر عمل منيرة اليوم على نقل التلاميذ بالميكروباص. فهي تملك كذلك سيارة أجرة صغيرة، تعمل عليها. وكثير من الأشخاص ممّن تقبّلوا عملها باتوا يطلبونها من أجل نقلهم إلى الأماكن المحيطة. كما تعمل في نقل العائلات السورية اللاجئة إلى البلدات المجاورة بهدف الوصول إلى المستوصفات والمستشفيات وغيرها. ومهما كان المكان قريباً أم بعيداً هي على استعداد دائم لنقل الركاب مقابل أجرتها.

وتقول: "الحياة صعبة، ولا نطلب إلاّ العيش، ومهما كان العمل فهو ليس عيباً.. هكذا أعيش، وأعمل، وأنظّم وقتي ما بين العمل على الفان والتاكسي والخياطة". وتضيف: "أكثر ما يفرحني هو ترحيب أهالي التلاميذ بعملي على الفان وإرسالهم أولادهم معي، خصوصاً أنني امرأة يعرفون أنني سأهتم بأولادهم كأنهم أولادي".

اقرأ أيضاً: ماكينة الخياطة لا تكفيه لإعالة أسرته
دلالات
المساهمون