سيّاح الحمامات لم يغادروا تونس رغم التهديدات

06 يوليو 2015
سياح اختاروا البقاء في تونس (العربي الجديد)
+ الخط -



على الرغم من إعلان تونس حالة الطوارئ بسبب تواصل التهديدات الإرهابية، وعلى الرغم من عملية سوسة وتداعياتها الوخيمة على السياحة، فإن العديد من السياح قرّروا مواصلة عطلتهم، واختاروا التمتع بأشعة الشمس والسباحة، غير عابئين بتحذيرات بلدانهم ولا وكالات السفر التي طلبت منهم العودة.

في الحمامات الجنوبية، التي تعتبر من أقدم المناطق السياحية في الجهة، وعلى الرغم من القرار الذي اتخذه بعض السياح بالعودة إلى ديارهم مباشرة بعد عملية سوسة، إلاّ أنّ آخرين قرّروا مواصلة عطلتهم.

في أحد النزل تعالت أصوات الموسيقى الصاخبة، والأغاني الداعية إلى الحياة والأفراح بعيداً عن الصورة القاتمة التي يحاول بعضهم أن يرسمها عن الوضع الكارثي للسياحة التونسية، والمخاوف التي ما فتئ بعضهم الآخر يطلقها من حين إلى آخر.

وعلى الرغم من انتشار أعوان الأمن المسلحين والأمن السياحي على طول الشاطئ، و داخل وخارج النزل، فقد كان الجميع يتمتع بعطلته، وكل شيء يوحي بأنّ الوضع تحت السيطرة.

تراوحت جنسيات السياح المتواجدين في أحد الفنادق، بين تشيكيين وبولونيين، وقلة من الفرنسيين والألمان.


"أقنوشكا" من تشيكيا، قالت إنها تزور تونس للمرة الأولى، وإن الأجواء أعجبتها كثيراً وإنها قررت العودة في الصيف المقبل، مشيدةً بالخدمة الجيدة، وجهد العاملين لإرضاء النزلاء وتلبية طلباتهم.

وتضيف "سمعت عن العملية الإرهابية في سوسة، وعن إعلان حالة الطوارئ في تونس، ومع ذلك أرفض المغادرة إلى حين إكمال عطلتي، فأنا قدمت للاستمتاع بالهواء والبحر، ووجدت أنّ الشمس جميلة والإقامة مريحة والأجواء أكثر من رائعة". مشيرةً إلى أن ما يطمئنها هو "التواجد المكثف للأمن الذي يراقب مدخل النزل والشاطئ، وهم يسهرون على حمايتنا وسلامتنا".

أما آشا (30 عاماً)، من تشيكيا، أيضاً، فقالت، إن الأجواء في الحمامات رائعة. وأكدت استمتاعها بعطلتها، وعلى الرغم من التحذيرات التي وصلت من حكومتها، فقد رفضت العودة، واختارت البقاء مهما كلفها الأمر. وذكرت أنها ستضطر إلى دفع ثمن تذكرة إضافية، لأن وكالة السفر التي حجزوا عن طريقها، خيرتهم بين العودة أو دفع ثمن التذكرة مجدداً.

بدورها، عبرت نتاليا (25 عاماً)، عن أسفها بأن تعيش تونس تحت تهديدات الإرهابيين الذين يعملون على ضرب السياحة. مبيّنةً أنها تعتبر تونس مكاناً جميلاً ويحلو فيه الاستجمام. وتابعت "يقدمون هنا مسابقات جميلة جداً كاختيار ملكة جمال النزل، وأعجبني الرقص على أنغام غربية وعربية، التي ستحتفظ بتسجيلاتها لتذكرها بالعطلة التي قضتها في تونس.

باتريك، سائح من ألمانيا، جاء برفقة زوجته وأولاده يستمتعون بالسباحة وبأشعة الشمس التي نادراً ما يجدونها في بلدهم. وقال إنّه علم بتحذيرات بلادهم، وإنها دعتهم للعودة إلى ديارهم، إلا أن الإقامة أعجبتهم كثيراً واستمتعوا بأجواء النزل. وقاطعته زوجته "راتكا" لتقول، إنّها ستعود إلى تونس مهما كانت التحديات مستقبلاً، مبينة أن تواجد الأمن يطمئنها كثيراً.


إلى ذلك، ذكر دانيال(75 عاماً)، وهو سائح بولوني، أن القدوم إلى تونس كان أجمل حدث عاشه. مبيناً أنه لم يسبق له أن قضى عطلة مماثلة. معرباً عن الخيبة لأنه سيضطر إلى مغادرة تونس وترك الفندق الذي قضى فيه أروع الذكريات والسهرات الصاخبة والسباحة في الشاطئ والأكلات المتنوعة. مؤكداً أن وكيل الأسفار طلب منهم العودة إلى الديار كما أخبرهم أنه سيلغي التأمينات ولن يتحمل مسؤولية بقائهم في تونس.


أما سامي، المترجم في النزل، فقد أوضح أنّ النزل كان يضم 1300 سائح، ولكن بعد الحادث الإرهابي الذي وقع في سوسة غادر أغلبهم، ولم يبق إلا 300 سائح. مضيفاً أنّ العديد منهم أجبروا على العودة بضغوطات من بلدانهم.

واعتبر سامي، أنّ الموسم، حالياً، دقيق جداً، فالإقبال تراجع كثيراً إلى حدود ثلث طاقة الاستيعاب. مبنياً أن أغلب الغرف شاغرة نتيجة تأثر السياح بالأحداث. مضيفاً "إن تعدينا فترة رمضان بسلام قد تتحسن الحجوزات نسبياً. ولا نعرف كيف سيكون الأمر في شهر أغسطس/آب الذي يعتبر موسم الذروة، ربما يمكننا العمل، ولو بعدد صغير من السياح والعرب الوافدين".

اقرأ أيضاً: السبسي يعلن "الطوارئ" في تونس لشهر ويحذر من الانهيار

المساهمون