هل أنت من المصابين بعدوى "حماية البيئة"؟

05 يونيو 2015
أشكال وقف هدر الطاقة كثيرة ومنها الطاقة الشمسية (غرينبيس)
+ الخط -



لو كنت من الأشخاص الذين يفكرون بالجائعين عندما يتبقى في طبقك فضلات طعام تزيد عن حاجتك. أو كنت ممن يتنبهون، أثناء تدفق ماء الصنبور وأنت تنظف أسنانك، بأن الكثير من البشر ليس لديهم ماء صالح للشرب. أو إذا تحمست لحملة تخفيف استهلاك الورق قامت بها إحدى المجموعات. أو أنك أعجبت بفيديو عن أهمية تغيير نوع الإضاءة لديك لتخفف الاستهلاك المضر ببيئتك، تأكد أنك من الأشخاص الذين لديهم الاستعداد للمشاركة بفعالية في حماية كوكبك من أضرار ساكنيه.

قد تبدو لك الخطوات الفردية لحماية البيئة غير مجدية، ولكن السلوك المفيد يتناقل أحياناً بالعدوى بين الناس. ابدأ بخطوات حتى لو بدت لك بسيطة، وحاول أن تخبر الآخرين عنها، فربما الفرد اليوم يصبح مجموعة في الغد.

-يمكنك تقليل انبعاثات الكربون من خلال استخدامك لوسائل النقل العام كلما كان ذلك ممكناً. من الجيد أن تعرف أن المدن مسؤولة عن 70 في المائة من انبعاثات الكربون ذات الصلة باستهلاك الطاقة على كوكبنا، فكلما قلّ عدد المحركات التي تسير على الطرقات يقل التلوث، ولا يخف استهلاك الطاقة فقط، بل تتحسن صحة الناس كذلك.


 ربطت دراسة أجريت العام 2014 في كلية لندن للصحة، بين استخدام وسائل النقل العام واللياقة البدنية، معتبرة أن الحركة التي يؤديها الجسم للوصول إلى العمل أو الجامعة عبر النقل العام تساعد على حرق سعرات حرارية أكثر، ويبعد احتمالات السمنة. 

أما دراسة أخرى أجريت في جامعة إيست أنجيلا البريطانية على 18 ألف عامل في المملكة المتحدة، كانت نتيجتها أن من كانوا يستقلون سياراتهم الخاصة إلى عملهم، كانوا يشعرون بالضغط وقلة التركيز بنسبة 13 في المائة أكثر ممن كانوا يستخدمون النقل العام، وأن مستخدمي وسائل النقل المشترك كانوا أكثر سعادة واسترخاء وينامون بشكل أفضل.


-التوقف عن استهلاك الطاقة الوهمية عن طريق إيقاف الأجهزة الكهربائية الخاصة بك عندما لا تكون قيد الاستعمال، فترك الإلكترونيات بوضعية الاستعداد للتشغيل قد تستهلك نحو 10 في المائة من قيمة استخدامك للكهرباء، فوقف استهلاك الطاقة الوهمية، يخفف هدر الطاقة وكذلك يقلص الفواتير المدفوعة.

ولمعلوماتك لو أطفأت جهاز التلفزيون أو الكومبيوتر أو البلاي ستيشن أو حماصة الخبز(التوستر) وغيرها من الأجهزة الكهربائية من دون إطفاء القابس، وإبقائها في حالة الاستعداد للتشغيل، فإنها تواصل استهلاك الطاقة. وكذلك الأمر في حال إبقاء الهاتف النقال في الشاحن عندما لا يكون بحاجة لذلك. وبعض نصائح الخبراء تفيدنا في ترشيد استهلاك الطاقة ليس فقط من أجل تخفيف الفواتير والمدفوعات، وإنما من أجل الحفاظ على البيئة التي نعيش وسطها قدر الإمكان. الثلاجة والفرن الكهربائي والمايكرويف وجلاية الصحون وسخان المياه، كلها مصادر مستهلكة للطاقة ويمكن ضبط تشغيلها بحكمة وانتباه.

-الحد من انبعاثات الكربون يبدأ من بيتك، لذلك فكر باستبدال لمبات الإضاءة لديك بلمبة LED أو الطاقة المتجددة، فهذه اللمبات من وسائل الإضاءة الأحدث، موفرة جداً للطاقة، ولم يثبت أنها تصدر أشعة فوق البنفسجية UV. بعض الدراسات أشارت إلى أنها تؤثر على العين، الأمر الذي يمكن تداركه من خلال تغطيتها بمشتت للإضاءة الذي يحل المشكلة نهائياً، كما هو الحال المتبع بضوء الهاتف النقال أو أضواء السيارات. وقد عمدت العديد من المؤسسات الكبرى إلى استبدال أساليب الإضاءة لديها ما جعلها توفر نحو 70 في المائة من الطاقة وكلفتها. كما أنّ العمل جار على المستوى العالمي، لعدم انتاج أو استيراد اللمبات القديمة (ذات الإضاءة الصفراء) أو حتى لمبات النيون الموفرة للطاقة، بعد ثبات تسببها بمخاطر صحية لاحتوائها على الزئبق.

-اعتماد الطاقة الشمسية كمصدر أساسي للاستخدام لديك لو كنت قادراً على ذلك، فلوحات تسخين المياه على الطاقة الشمسية باتت سهلة الاستخدام وتصنع بأحجام صغيرة يمكن تثبيتها على الشرفات والنوافذ، عدا عن تلك التي تثبت فوق أسطح المباني قرب خرانات المياه مباشرة. باتت الألواح الشمسية متوفرة بكثرة في الأسواق، كما أنها تعتبر صفقة مربحة على المدى الطويل، إذا ما قورنت بفواتير الكهرباء التي يدفعها المرء شهرياً على مدى الحياة.


-هناك أمر نستطيع جميعاً القيام به، في العمل، في المدرسة، والمنزل، وهو تقليل استخدام الورق قدر المستطاع، فيمكنك استخدام الورق من الجهتين، واعتماد الحلول الإلكترونية قدر الإمكان.

على سبيل المثال، يبلغ الاستهلاك الفردي للورق في الإمارات العربية المتحدة 175 كلغ للفرد سنوياً، وهو الأعلى عالمياً، فيما يبلغ معدل الاستهلاك العالمي 6 كلغ في السنة، وفق تأكيدات هيئة البيئة في أبو ظبي. 

وتعتبر صناعة الورق رابع أكبر مسبب للغازات الدفيئة المنبعثة عن الصناعات، فعملية إنتاج الورق تستهلك كميات كبيرة من الماء وتُسهم في إطلاق موادٍ تلوث المياه. كما أن تحلّل الورق يبعث غاز الميثان (وهو أحد غازات الدفيئة) وكما يطلق غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) عند إحراق الورق أو تحلله في التربة.

-فكر بكمية القمامة التي تنتجها في منزلك، وما هي الأشياء التي يمكن أن تعيد استخدامها قبل رميها، وتنبه لمسألة الأكياس البلاستيكية عندما تذهب للتسوق. يمكنك استعمال الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام تأخذها معك عند التسوق، كما يمكنك التبرع بما يفيض عنك من ملابس أو أحذية أو أية مستلزمات لم تعد تحتاجها، بدل أن ترميها في مستوعب النفايات، كما يمكنك أن تعطي الأدوات الكهربائية والهواتف القديمة إلى مراكز التصليح للاستفادة من قطعها ربما. وكم يكون جيداً لو أنك تشارك في حملات توعية تدفع في اتجاه منع تداول وإنتاج الأكياس البلاستيكية والبحث عن بدائل صديقة للبيئة.

- يتوفر الطعام للكثيرين منا بسهولة لدرجة أننا قد لا نفكر بأهميته، لذلك لا نجد حرجاً أو مشكلة في أن نرمي ما يفيض منه في النفايات. ولكن لو اشترينا أو أعددنا قدر حاجتنا من الطعام فقط، فالاستهلاك سيقل، وكذلك هدر المواد الأولية، وربما عندها سيتمكن الجائع من الحصول على قدر مما يفيض عنا. فالهدر الغذائي يضر بالموارد الثمينة للأرض، والصناعات الغذائية تضر بـ التنوع البيولوجي للبشر والحيوانات والنبات.

حماية بيئتنا وما عليها من حياة، والسعي إلى تحسين شروط العيش على هذه الأرض ليست مجرد خطط وسياسات حكومية، هي وعي فردي أيضاً، ومشاركة والتزام، لا تقللوا من شأن المخاطر التي تهدد البيئة، ولا تظنوا أنها لا تأتي ضمن ترتيب الأولويات، فلا الحروب ولا المطالبة بحقوق الإنسان، ولا السعي نحو الصدارة في التصنيع والتطور العلمي يمنع أو يحول دون الدفاع عن البيئة وحمايتها.

ساعة الأرض التي يحتفل بها لمدة ساعة واحدة، عند الثامنة والنصف من مساء 28 مارس/آذار من كل سنة، لا تعني أن نطفئ النور لمدة ساعة والسلام. إنها تمرين لنا وتذكير بأن علينا الالتزام بالهدف من هذه الساعة على مدار الساعة والأيام. إنها رمز التزامنا باتخاذ إجراءات فورية وجماعية لمواجهة تغيير المناخ.

اقرأ أيضاً: الأمن الغذائي مهدّد... وثلث الأطعمة يلقى في النفايات

دلالات
المساهمون