مائدة الإفطار غنية في الجزائر

28 يونيو 2015
تتنوع الحلويات في رمضان (فرانس برس)
+ الخط -
في شهر رمضان تؤجل عائلات الجزائر مناسباتها الكبيرة كحفلات الزفاف ورحلات الاصطياف إلى ما بعد عيد الفطر. ويحرص الجزائريون على التمسك بسلسلة من التقاليد الاجتماعية والشعائر الدينية المرتبطة بالشهر الفضيل.

في رمضان يطلي الجزائريون منازلهم وينظفونها، ويشترون أواني جديدة للمطبخ والمائدة. ويجهزون التوابل المخصصة لأطباقهم الأشهر. ولأنّ الإفطار غالباً ما يكون غنياً، تسعى ربات البيوت إلى تأمين جميع المستلزمات الرمضانية من مواد غذائية وغيرها. حتى إنّ البعض منهن يحددن الأطباق التي ينوين إعدادها على مدار الشهر. وتوفيراً للوقت، تلجأ الجزائريات إلى شراء اللحوم الحمراء والبيضاء ووضعها في الثلاجة، حتى لا يضطررن للخروج إلى الأسواق يومياً.

المائدة الجزائرية تضم الكثير من المأكولات في رمضان. من ذلك حساء الحريرة، والبوراك (لفائف من العجين الرقيق الجاف المحشو)، والكسكسي، والشخشوخة، والرشتة واللحم الحلو وغيرها.

كما يتفنن الجزائريون بأنواع الخبز على المائدة. ويقول نبيل وهو صاحب محل تجاري، إنّه يمر قبل عودته إلى المنزل بعدة أفران من أجل ذلك، ويرى أنّ المائدة "لا تكون مائدة رمضان إن غاب عنها المطلوع والماونيس خبز الزيتون".

وإذا أتمّ الجزائريون إفطارهم مضوا إلى صلاتي العشاء والتراويح. وبعد ذلك تجتمع العائلة مع الشاي الأخضر والقهوة والحلويات العديدة، كقلب اللوز والزلابية والقطايف. ويتم عادة فتح محلات خاصة لبيع الحلويات الرمضانية.

في السحور يتناول الجزائريون اللبن والمسفوف؛ وهو طبق كسكسي يضاف إليه الزبيب المجفف.

وعلى صعيد المأكولات، بات لمواقع التواصل الاجتماعي دورها لدى الجزائريين، فالمستخدمون، خصوصاً الفتيات، يتنافسون في عرض موائدهم الرمضانية، لتحقق الكثير من نقرات الإعجاب.

ومع غلاء الأسعار، تلجأ نساء كثيرات إلى رهن مصاغهن بهدف تغطية مصاريف الشهر الكريم وعيد الفطر، كحل مثالي يدخل الفرحة إلى قلوب أفراد العائلة.

كما تختلف ليالي رمضان، عن باقي ليالي العام، فبعد الإفطار مباشرة، تتجدَّد الحركة عبر شوارع الجزائر، وتبقى بعض الأماكن خصوصاً في الأحياء الشعبية والشواطئ مفتوحة للعائلات حتى ساعات الصباح.

كذلك تنشط الأسواق والمحلات التجارية خلال شهر رمضان، بالرغم من اشتكاء المواطنين من الأسعار المرتفعة، وعدم القدرة على الإيفاء بالتزاماتهم الأسرية. وعدا عن تكديس المواد الغذائية من خضار وفواكه ولحوم ومواد أولية، يعمد الجزائريون إلى تجهيز أنفسهم للعيد بشراء الملابس الجاهزة، وهو ما يرفع بدوره الأسعار إلى مستويات جنونية في بعض الأحيان.

من جهتهم، ينتقد التجار وجمعيات حماية المستهلك ظاهرة الإقبال المكثف على الشراء ويصفونها بالمرضية، خصوصاً أنّ محلات بيع الملابس تعرف إقبالاً أكثر من أي محلات أخرى، تخوفاً من ندرة البضائع وارتفاع ثمنها في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل.

ويؤكد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي أنّ شراء ملابس العيد قبل رمضان هو ظاهرة مَرَضية، لكن هناك ما يبررها من الأسباب الموضوعية. ويشير إلى أنّ من تلك الأسباب الارتفاع الكبير جداً في أسعار ملابس الأطفال، خصوصاً قبل العيد، بالإضافة إلى الندرة الحادة التي تشهدها الأسواق في هذه الملابس. ويتابع أنّ هذه الظاهرة تنتشر من عام إلى آخر في شهر رمضان بسبب الفوضى التي تشهدها الأسواق، وزيادة الأسعار التي يلجأ إليها التجار عادة.

تبقى الإشارة إلى أنّ إنفاق الجزائريين يرتفع في رمضان. وتفيد إحصاءات حديثة إلى أنّ الجزائر تخسر 3 مليارات دولار كل شهر رمضان، بسبب فوضى الأسعار القائمة، وممارسة الاحتكار الطاغية على المئات من الأسواق.

مطاعم الرحمة
لا يقوى الكثير من العائلات الفقيرة في الجزائر على مجاراة إيقاع الاستهلاك في شهر رمضان، في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسيّة. وتجد هذه العائلات نفسها مجبرة على ارتياد موائد الإفطار الجماعي ومطاعم الرحمة، المنتشرة في مختلف المدن والولايات؛ والتي يلجأ إليها عابرو السبيل والمحتاجون.

إقرأ أيضاً: رمضان العرب.. لهيب الحرب والصيف