اليمنيون يطالبون "الحوثيين" بحقوقهم بمقومات الحياة

24 يونيو 2015
هكذا يرد الحوثيون على مطالب المواطنين وحاجاتهم(العربي الجديد)
+ الخط -
تستمر معاناة اليمنيين الناتجة عن انعدام معظم الخدمات الأساسية مع ارتفاع الأسعار، ما يدفعهم إلى استخدام وسائلهم السلمية المتاحة في مطالبة جماعة أنصار الله (الحوثيين) بتوفير مقومات الحياة للمواطنين.

وتركز مطالبات المواطنين على إعادة التيار الكهربائي وتوفير الوقود، خصوصاً غاز الطهو المنزلي والبنزين والديزل (السولار)، أو ضبط مَن يبيعون هذه السلع بأسعار مرتفعة وعبوات ناقصة في السوق السوداء.

وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بالانتقادات الساخرة والبراهين المثبتة لسوء أداء الحوثيين في إدارة احتياجات سكان المناطق التي يسيطرون عليها، وسوء تعاملهم مع احتياجات المواطنين في شهر رمضان المبارك.

وفي هذا السياق، استنكر الصحافي، نبيل سبيع، قيام الحوثيين بتكريس أنواع الوقود المخصص لخدمة المواطنين ومرافق الدولة، باسم المجهود الحربي والجهاد، كما يصف الحوثيون ذلك. مشيراً إلى أن هذا الإجراء "خطأ كبير إنْ لم تكن جريمة شنيعة ضد الدولة والشعب".
 ومع ذلك، يشير إلى أن مخصصات المواطنين من المشتقات النفطية لا تذهب لصالح المجهود الحربي، بل تباع في السوق السوداء للمواطنين بأسعار مضاعفة.

وأكد أنّ هذا النوع من الجهاد ليس ضد أميركا ولا إسرائيل ولا السعودية ولا الدواعش، بل ضد المواطن اليمني الفقير، وليس جهاداً في سبيل الله ولا الوطن ولا الشعب، بل في سبيل السرقة".

وتناقل عشرات المدونين صوراً من الأحياء والمناطق التي يعيشون فيها، وتنتشر فيها أكوام النفايات بعد تراكمها، منذ أسابيع، وعدم قدرة سلطات الأمر الواقع على رفعها لانعدام وقود شاحنات جمع القمامة.

وعلّق المواطن علي غالب (38 عاماً) على تراكم النفايات "بالتأكيد أن صنعاء لم تعش من قبل كارثة تراكم النفايات، كما تعيشها اليوم، حيث "تمتلئ الأحياء والأرصفة بجبال من النفايات" مما سبب انتشار الحشرات والأمراض في هذا الصيف الحار الذي يساعد على سهولة تفشي الأمراض".

هكذا يرد الحوثيون!

مقابل موجة الانتقادات هذه، يحاول الحوثيون المعتدلون امتصاصها عن طريق بعض المنشورات فيسبوكية، والتي أثارت السخرية والنقمة في آن واحد. ففي الوقت الذي ينتظر منهم سكان المحافظات الساحلية إيجاد حلول جذرية لمشكلة الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، لمواجهة موجة الحرّ المتزايدة بعد دخول فصل الصيف، نصح الصحافي محمد المقالح وعضو ما يسمي بـ "اللجنة الثورية العليا" التابعة لجماعة الحوثي، سكان المحافظات الساحلية بمضغ نبتة القات. مشيراً إلى أن هذه النبتة ستساعد في تخفيف آثار الحرّ على الناس!

وكتب المقالح على صفحته: "يا أهل المناطق الحارة، أكثروا، يرحمكم الله، من القات، فلا مثيل له في تخفيف وقع الحرّ والعرق على جسد المخزّن".


أما مسؤول العلاقات السياسية للحوثيين حسين العزي، فقد اتهم المنتقدين بأنهم "يستغلون معاناة اليمنيين" ليتعمدوا اتهام جهات أو أشخاص بعينهم بالتقصير، معتبراً في ما نشره عبر فيسبوك أن من يقوم بذلك، إنما يخدم العدوان، ويهدف إلى التشويش على الجرائم التي يرتكبها، في إشارة إلى الانتقادات الحادة التي توجه لجماعته بسبب تكدس القمامة وارتفاع أسعار غاز الطبخ والمواد الغذائية وندرة المشتقات النفطية الأخرى.

إلى ذلك، وصف الشاعر المنتمي لجماعة الحوثي، علي جاحز، من يصمتون على ما وصفه بـ "العدوان السعودي"، وينتقدون الحركة الحوثية لعدم قدرتها على توفير الغاز والمشتقات النفطية بأنه "جندي سعودي يعمل لصالح العدوان داخل اليمن، ويجب التعامل معه على هذا الأساس".

وتتصاعد حالة تذمر واسعة من تصرفات الحوثيين حيال الأزمة الحالية ولجوئهم إلى إلقاء اللوم في كل شيء على خصومهم. وتشهد العاصمة ومعظم المحافظات أزمة خافنة في الغاز المنزلي إذ ارتفع سعره ليبلغ في المتوسط 4000 ريال يمني (19 دولاراً أميركياً) بينما كانت بـ 1400 ريال قبل سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين على مدن يمنية مختلفة، بالتحالف مع قوات عسكرية خاضعة لسيطرة الرئيس الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وكان تقرير أممي قد أشار إلى أن أسعار القمح في اليمن قد ارتفعت بنسبة 80 في المائة منذ بداية الحرب في نهاية مارس الماضي، كما ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 500 في المائة، وكان لزيادة أسعار هاتين السلعتين أثر مدمر على قدرة المجتمعات اليمنية على التكيف مع تداعيات الحرب.

اقرأ أيضاً: شهر حزين في اليمن