في انتظار أشوبا

12 يونيو 2015
يستمتعون بأمواج البحر (محمد محجوب/فرانس برس)
+ الخط -

الصورُ والأضرار التي خلّفها إعصار "جونو" الذي ضرب سلطنة عمان عام 2007، ما زالت ماثلة في أذهان الحكومة بشكل خاص، بالإضافة إلى المواطنين. في ذلك الوقت، أحدث الإعصار الذي بدأ على شكل عاصفة مدارية تشكّلت في بحر العرب، وعدّ من أقوى الأعاصير التي ضربت المنطقة منذ 60 عاماً، فيضانات غير مسبوقة أدت إلى إغراق مُجمّعات تجارية وسكنية بالكامل، واقتلاع الأشجار وتدمير البنية التحتية.

اليوم، تُواجه السلطنة عاصفة مدارية جديدة تحمل اسم "أشوبا"، وتخشى الحكومة من تكرار سيناريو عام 2007، ما دفعها إلى اتخاذ تدابير وإجراءات وقائية عدة. وأكدت اللجنة الوطنية للدفاع المدني استعدادها التام للتعامل مع "أشوبا"، بالإضافة إلى جهوزية اللجان الفرعية للتعامل معها. وقال مدير المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للدفاع المدني، سالم الحجيري، إن التنبؤات تشير إلى أن "الدرجة الأولى من العاصفة المدارية تتركز في جنوب الشرقية، والمناطق الساحلية من صور إلى مسقط. أما الدرجة الثانية، فتتركز في شمال الشرقية، ما سيؤدي إلى أمطار غزيرة تقدر بنحو 100 مل مع رياح نشطة قوية وارتفاع أمواج البحر".

وأوضح الحجيري أن تأثيرات العاصفة المدارية تتمثّل في "سيول في الأودية، ما دفعنا إلى توجيه اللجان للعمل على تصريف مجاري الأودية وتنظيفها لتدفق المياه بسهولة، وتوفير مرافق للإيواء وتزويدها بالاحتياجات الأساسية".
من جهة أخرى، أشار الحجيري إلى التأكد من وجود الاحتياط الغذائي، ما سمح بتوفير المواد الغذائية بشكل اعتيادي، علماً أن الكمية المتوفرة تكفي لأشهر. وأوضح أنه لا نية لإخلاء جزيرة مصيرة، وقد تأكدت اللجنة من الخدمات الطبية والمواد الإغاثية.

وأكدت المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة على ضرورة الاستماع إلى نشرات الأحوال الجوية والتعليمات والانذارات الصادرة من الجهات المتخصصة، والابتعاد عن المناطق المنخفضة القريبة من السواحل ومجاري الأودية، وأخذ الاحتياطات اللازمة من المواد الاستهلاكية، والاحتفاظ بمذياع وبطاريات ومصابيح يدوية وشموع، إلى جانب معرفة أماكن الإيواء القريبة وطرق الوصول إليها، وإغلاق النوافذ جيداً بشريط خاص تجنباً لتعرض الزجاج للكسر، بالإضافة إلى إبعاد المركبات عن المظلات والأشجار التي يخشى سقوطها.

وبدا المواطنون والمقيمون في العاصمة مسقط حريصين على الالتزام بهذه الإرشادات، تحسباً لما هو أسوأ، من دون أن يسيطر الخوف عليهم. يقول المواطن علي لـ "العربي الجديد" إنه لا يشعر بالخوف. على العكس، يبدو متحمساً لرؤية تساقط الأمطار، على الرغم من معرفته بأنها قد تغرق العاصمة. لكن الاستعدادات تجعله يشعر بالطمأنينة، حاله حال العديد من العمانيّين. يضيف أن "كل من يلتزم بالتعليمات لن يصيبه أي مكروه، لكن المشكلة تكمن في المغامرين".
من جهته، يقول عامل في أحد المجمعات التجارية رفض الكشف عن اسمه لـ "العربي الجديد"، إن "حركة الناس كثيفة"، من دون أن يؤكد إن كان الأمر مرتبطاً بالاستعداد والتخزين للعاصفة أو شهر رمضان. مع ذلك، يشير إلى أن الشوارع فرغت من المارة. أيضاً، أغلقت المدارس أبوابها بالإضافة إلى المؤسسات الرسمية. برأيه، "العاصفة تستدعي القلق، وخصوصاً في حال اشتدّت الأمطار"، علماً أن تأثيرات العاصفة بدأت في الشرقية والداخلية ولم تصل إلى مسقط بعد.

أما منى، التي تقيم في العاصمة أيضاً، فتبدو مهتمة بملاحقة أخبار العاصفة أولاً بأوّل. أحكمت إغلاق النوافذ، من دون أن تغطيها بالنايلون أو تضع الملاءات عند عتبة الباب تحسباً لدخول الأمطار. برأيها، "ما زال الأمر تحت السيطرة"، علماً أنها تزودت بالطعام والمياه، حالها حال جيرانها.
وعلى الرغم من الترقّب، يتبادل الناس النكات. ينتظرون اشتداد العاصفة، ويأملون "البقاء على قيد الحياة".

اقرأ أيضاً: بهلا مدينة الجنّ في عُمان