من القنص في اليرموك إلى المرض في لبنان

07 مايو 2015
وضعت ابنتها بعملية قيصرية (العربي الجديد)
+ الخط -
عدرا لاجئة فلسطينية نزحت من مخيم اليرموك في جنوب العاصمة السورية دمشق، إلى لبنان. في اليرموك أصيبت مرتين برصاص القنص. واضطرت مع عائلتها للهروب. ولجأت إلى منطقة شوادر السكة، الموجودة على أطراف مخيم عين الحلوة في صيدا للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان.

تقول عدرا: "نزحنا عن مخيم اليرموك بسبب خوفنا على أطفالنا من الحرب، خصوصاً مع القصف اليومي والقنص والاشتباكات".

وعن حادثتي إصابتها بالرصاص تقول: "أصبت برصاص القنص أول مرة بينما كنت أحاول جلب خبز لأطفالي من الفرن القريب. وفي المرة الثانية أصبت مرتين بقدمي خلال اشتباكات بين مسلحين". وتضيف: "بعد إصابتي الثانية نقلت إلى المستشفى في العاصمة دمشق، وعولجت علاجاً أولياً. ولم يكن لدينا مكان للاحتماء، فاضطررنا لترك مخيم اليرموك إلى لبنان، حيث نعيش منذ عامين في شوادر (خيام) السكة. كما تابعت علاجي في إحدى المستشفيات هنا".

وتتابع: "في لبنان، أقمنا سبعة أشخاص، أنا وزوجي وأولادي، في خيمة صغيرة لا تتسع لشخصين. نمنا فوق بعضنا البعض، بينما تسير الحشرات علينا. عشنا حَرّاً شديداً صيفاً، وبرداً قارساً شتاء. كما كانت الأمطار تهطل علينا. لم يكن لدينا حلّ آخر، فالعودة إلى اليرموك مستحيلة".

تضيف: "الشهر الماضي، نقلنا إلى ما يشبه المنزل. فقد بنيت على جوانب الخيام جدران حجرية، سقفها معدني، ومقسمة إلى غرف صغيرة. يعيش في هذا المنزل ست وثلاثون عائلة، حمامها مشترك وكذلك مطبخها. الوضع ليس أفضل بكثير عما كان عليه، فالأرض والجدران باردة جداً. لكننا ارتحنا على الأقل من الأفاعي والجرذان والبعوض".

أما عن تقديمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فتقول: "المساعدات التي تقدمها الأونروا شحيحة جداً، ولا تكفي احتياجاتنا، مع العلم بأنّنا تعرضنا لظروف قاسية جداً، فقد كنت حاملاً، ووضعت ابنتي بعملية قيصرية، وتعرضت لفقر دم شديد. كما تعرض أولادي للمرض، فيما لا يجد زوجي أيّة فرصة عمل شأنه شأن كثيرين غيره في مخيم عين الحلوة".

أما عن كيفية تأمين قوتها وقوت عائلتها، فتقول: "في الحسبة (سوق الخضار بالجملة) يرمى ما يتبقى من الخضار في النفايات، فيذهب أولادي يومياً إلى المكان كل مساء، فيحضرون من النفايات ما تيسر لهم، وندبر قوتنا اليومي من هناك".

أما بخصوص الملابس، فتقول: "ترسل إلينا بعض العائلات ملابس أبنائها القديمة. وهو ما نضطر إلى ارتدائه، بسبب ظروف اللجوء القاسية".
المساهمون