محمد سلطان غادر مصر بعد التنازل عن الجنسية

30 مايو 2015
+ الخط -
أكدت عائلة الناشط المصري الأميركي محمد سلطان، أنباء الإفراج عن صاحب أطول إضراب عن الطعام داخل السجون في العالم.

وكتب شقيقه عمر سلطان، من الولايات المتحدة الأميركية، على "فيسبوك" صباح السبت: بفضل الله ومنته، يسرنا أن نؤكد أن محمد عائد إلينا بعد اعتقال دام سنتين. بعد جهود طويلة، استطاعت حكومة الولايات المتحدة أن تؤمن ترحيل محمد إلينا، بعد صفحة سوداء دامت بِنَا وبمحمد.

وأضاف: نحن وإلى الأبد مدينون لكل الأشخاص الذين بذلوا جهدا لضمان خروجه، والأغلب الذين لم يلتقوا بمحمد قط. حتى تشهدون، أنه اجتمع جميع الأشكال، والديانات، والانتماءات السياسية، والسن، ليرسموا للعالم سنة الاجتماع تحت قضية إنسانية، ونشكركم جميعا جزيل الشكر على ذلك.

وتابع فيما قال إنه بيان صحافي: العامان الماضيان لم يريا العالم فقط ما أمكنه البعض من إصابة الآخرين بالأذى، ولكن أريا العالم التجمع تحت راية واحدة وغاية إنسانية تهدف إلى تنفيذ مبادئ الكرامة الإنسانية. ولكننا سنظل عاجزين عن ذكر وشكر كل من ساهم وساعد في هذه القضية، في تحرير محمد، ونتمنى أن تسعد جميع أسر المعتقلين كما نسعد اليوم.

وأوضح: كما تعلمون، محمد قد مر بسجن انفرادي دام سنتين، وإضراب دام 490 يوما قد أضر بصحته ولذلك، وخلال الوقت القادم، سيركز محمد في العلاج واسترداد صحته التي تدهورت بشدة، ونرجو توجيه أي أسئلة بخصوصه من خلالنا، محترمين ظروفه وظروفنا.




وأكد النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، أن قرار ترحيل محمد صلاح سلطان إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاء لاستكمال مدة العقوبة الجنائية الصادرة بحقه بالسجن المؤبد، وأن قرار ترحيله جاء نفاذا لأحكام القرار بقانون رقم 140 لسنة 2014 في شأن الأحكام الخاصة بتسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم.

وينص القانون في مادته الأولى على أنه "مع عدم الإخلال بأحكام القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بتسليم المجرمين ونقل المحكوم عليهم النافذة في مصر، يجوز لرئيس الجمهورية بناء على عرض النائب العام وبعد موافقة مجلس الوزراء، الموافقة على تسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم إلى دولهم، وذلك لمحاكمتهم أو تنفيذ العقوبة المقضي بها بحسب الأحوال، متى اقتضت مصلحة الدولة العليا ذلك".

وسمحت سلطات مطار القاهرة، بسفر محمد سلطان، نجل القيادى بجماعة الإخوان، صلاح سلطان، إلى ألمانيا ومنها إلى الولايات المتحدة بعد الإفراج عنه من الحجز على ذمة قضية "غرفة عمليات رابعة".

وقال حليم حنيش محامي سلطان، إن موكله تنازل عن جنسيته المصرية واستفاد بالتالي من القانون الذي يمنح رئيس الجمهورية حق الإفراج عن الأجانب إذا تنازلوا عن جنسيتهم المصرية.

وأوضح حنيش أن السلطات المصرية أفرجت عن سلطان اليوم في تمام الساعة السابعة صباحا، بعد أن قدمت السفارة الأمريكية بالقاهرة طلبا للإفراج عنه.

وقالت مصادر أمنية بمطار القاهرة، إنه "تم إنهاء إجراءات سفر سلطان على رحلة مصر للطيران رقم 785 والمتجهة إلى فرانكفورت وبجواز سفره الأميركي، حيث لم تعترض أي جهات أمنية على سفره بعد أن أبلغت سلطات المطار بالسماح له بالمغادرة وكان فى صحة جيدة ويسير على قدميه رغم ما تردد عن طول فترة إضرابه عن الطعام".


وقضى سلطان في السجن 643 يوما، فيما يعد اعتقالا تعسفيا صريحا، حيث ظل لفترة طويلة دون أن توجه له أية تهم، كما لم يصدر ضده أية أحكام لفترة طويلة قبل أن يعاقب بالسجن المؤبد في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "غرفة عمليات رابعة"، كما أعلن الإضراب عن الطعام لفترة بلغت 489 يوما.

وفور انتشار خبر الإفراج عنه اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بوسوم منها #سلطان_انتصر.

اقرأ أيضاً:محمد صلاح سلطان.. الحرية مقابل الجنسية

ومحمد سلطان، شاب مصري يبلغ من العمر 27 عاما ويحمل الجنسيّة الأميركيّة، وهو نجل الدكتور صلاح سلطان، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة في مصر، والمعتقل حالياً. 

وحصل محمد على شهادة البكالوريوس في العلوم الاقتصاديّة من جامعة ولاية أوهايو، وكان يعمل مديراً للتطوير المؤسسي في شركة خدمات بتروليّة، وقد عاد إلى مصر خلال ثورة 25 يناير 2011، ليشارك آلاف الشباب المصريين حلم التغيير. 

وشارك محمد في اعتصام رابعة العدوية، رافضاً انقضاض الجيش على حرية الشعب في اختيار حاكمه، وأصيب في ذراعه برصاصة أثناء فض الاعتصام في 14 أغسطس/آب 2013.

واعتقل محمد في 25 أغسطس 2013 من منزله، بعد مداهمة السلطات المصريّة له بحثاً عن والده، ثم استخرجت مذكرة اعتقال في 27 من الشهر ذاته، بعد يومَين من حبسه، وتم نقل محمد أثناء التحقيقات إلى خمسة سجون ومراكز شرطة مختلفة، في أثناء ذلك تم تعذيبه وعصب عينيه مرات عديدة.

وأمضى سلطان أكثر من عام قيد الاعتقال التعسفي بدون توجيه اتهام، ما دفعه للإعلان عن الإضراب عن الطعام مطالبا بالإفراج عنه. ليصبح صاحب أطول إضراب عن الطعام في السجون المصرية، بعد أن واصل إضرابه لأكثر من 400 يوم.

اقرأ أيضاً:مصر: الإعدام والمؤبد لسلطان الأب والابن